هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "الغارديان" في تقرير لمراسلها في الشرق الأوسط مارتن شولوف، إن استمرار اختراق طيران الاحتلال لأجواء لبنان ترك آثاره النفسية على سكانه.
ووجدت دراسة نشرتها الغارديان وترجمتها "عربي21" أن الطيران الإسرائيلي احتل الأجواء اللبنانية مدة ثمانية أعوام ونصف من أصل 15 عاما محل الدراسة.
ووثقت منظمة "إير. برشر. إنفو" حوالي 22.000 تحليق في الأجواء اللبنانية، مما يعني أن هدير المقاتلات الإسرائيلية وطنين طائرات الاستطلاع بدون طيار لازمت حياة اللبنانيين، وظلت "تئز" فوق مدنهم وقراهم كيفما تريد.
وتظهر الدراسة أن صوت الطائرات الحاضر والتهديد المستمر بالعنف أصبحا جزءا من الحالة النفسية الجمعية للسكان.
وحول المدة الزمنية للتحليق اليومي قالت الدراسة، إن اختراق الطائرات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية بعضه كان قصيرا فيما استمر بعضه مدة أربع ساعات وخمس وثلاثين دقيقة.
واستخدم الاحتلال الإسرائيلي في عملية التحليق الطائرات العسكرية المتقدمة وطائرات استطلاع حديثة لا يمكن للدفاعات الجوية اللبنانية الأرضية مواجهتها.
وتظهر خرائط الطرق التي استخدمتها الطائرات شبكة من الحلقات المتداخلة التي غطت معظم لبنان، وركزت الرحلات على الجنوب حيث حلقت في طرق معروفة، ولكن العاصمة بيروت كانت مقصدا دائما وكذا المناطق الواقعة شمالها وتلك القريبة من الحدود السورية.
اقرأ أيضا: الوسيط الأمريكي يزور لبنان.. وتعويل إسرائيلي على التطبيع
وقال لورنس أبو حمدان، الذي قام بإعداد الدراسة التي تعد الأشمل في مجالها، إن الدراسات كشفت عن الأثر النفسي الذي تركته عمليات التحليق على السكان الذين يعيشون تحتها.
وجمع موقع "إير.برشر.إنفو" إحدى عشرة ورقة علمية روجعت من قبل الباحثين في المجال وفصلت الأثر النفسي الحاد الذي يتركه صوت الطائرات والأعراض التي تسجل وتتراوح ما بين ارتفاع ضغط الدم وضعف الدورة الدموية إلى الآلام الجسدية.
واستندت الدراسة في أرقامها على الرسائل التي قدمها لبنان إلى مجلس الأمن الدولي وتستقي عادة معلوماتها من قوة حفظ السلام المؤقتة التابعة للأمم المتحدة في لبنان، والجيش اللبناني.
وتمت الاستعانة بباحثين لمسح الأجواء وتوثيق صور الطائرات الإسرائيلية، ويقول أبو حمدان: "لقطات الفيديو تمسك بالأصوات المرعبة ومشهد الطائرات العسكرية الإسرائيلية وكذا النقاشات بين المواطنين والسكان الذين يتحدثون حول ما يجري فوق رؤوسهم".
وطالما أكدت إسرائيل أن توغلاتها في الأجواء اللبنانية ضرورية لجمع المعلومات عن حزب الله، كما واستخدمت إسرائيل المجال الجوي اللبناني لشن غارات ضد أهداف مرتبطة بإيران في سوريا، كما أن لدى إسرائيل قوة طيران عالمية وبقدرات رقابة عالية، بشكل أثار مخاوف من اختراق الاتصالات المدنية للتنصت عليهم.
ولا تزال إسرائيل ولبنان في حالة حرب منذ نهاية الحرب الأهلية وانسحاب إسرائيل من الجنوب عام 2000. وكانت آخر معركة هي الحرب التي استمرت شهرا عام 2006.