هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، في مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي
سيرغي شويغو، أن بلاده ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لوقف الأعمال العدائية على
حدودها الجنوبية، مشددا على أن موسكو وواشنطن نكثتا بوعودهما بإبعاد وحدات حماية
الشعب الكردية 30 كيلومترا من الحدود.
ويأتي الاتصال بعد أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أسبوعين
أن تركيا ستشن هجمات عسكرية جديدة في شمال سوريا تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية
التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية.
وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان، إن الوزير آكار أوضح لنظيره
الروسي، أن الجيش التركي سيتخذ الرد اللازم إزاء الأعمال التي تهدف إلى زعزعة
الاستقرار الذي تحقق على حدودها الجنوبية، مؤكدا أن وجود الإرهابيين في المنطقة
أمر غير مقبول، في إشارة إلى قوات سوريا الديمقراطية وحزب العمال الكردستاني.
وأشار آكار إلى أن القوات التركية يتعين عليها التحرك لأن واشنطن وموسكو
نكثتا بوعودهما بإبعاد وحدات حماية الشعب الكردية 30 كيلومترا من الحدود، بعد وقف عملية
"نبع السلام" عام 2019، لافتا إلى زيادة في الهجمات التي تنطلق من
المناطق الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب.
وتأتي المحادثة الهاتفية بين وزيري الدفاع التركي والروسي، قبل يوم من
اجتماع وزيري خارجية البلدين في أنقرة لإجراء محادثات حول سوريا وأوكرانيا.
عملية عسكرية سياسية
الكاتب والصحفي التركي، حسن يلشين، رأى أن العملية التركية في سوريا، يجب
أن يتم بناؤها وفقا للمعطيات السياسية والميدانية، مشيرا إلى أن تركيا كانت تنسق
مع الأطراف الفاعلة في سوريا قبيل كل عملية هناك.
وأشار إلى أن تركيا وعلى الرغم من تعرضها لضغوط دبلوماسية خطيرة خلال عملياتها
السابقة في سوريا، إلا أنها تمكنت من إيجاد طريقتها الخاصة، حيث ربطت العمليات
العسكرية بالمفاوضات الدبلوماسية.
ولفت إلى أن تركيا تمكنت من إدارة ردود الفعل الدولية خلال العمليات
الأربع الماضية، حتى أنها فعلت أشياء قيل إنها مستحيلة الحدوث.
وأضاف في مقال نشرته جريدة صباح: "تم سحب الأمريكيين بالقوة من
حدودنا. تم عرقلة تقدم النظام المدعوم من روسيا في إدلب. والآن، عندما تظهر
إمكانية انسحاب روسيا من سوريا، تظهر فرص جديدة. ستستمر تركيا في التحرك نحو الهدف
الذي حددته بنفس الأساليب العقلانية".
وأكد أن تركيا نجحت في السير على خط دقيق في سوريا، عبر اتباع نفس
المناورات البارعة، معتبرا أنه يجب رؤية العملية العسكرية المتوقعة، أنها قد تساعد
في تحويل المجال السوري من مشكلة أمنية إلى مكسب كبير لتركيا.
اقرأ أيضا: استعدادات ميدانية لعملية تركية بسوريا.. تتركز غربي الفرات
قسد تنسق مع النظام
وطالب قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي، قوات
النظام السوري باستخدام أنظمة الدفاع الجوي التابعة لها ضد الطائرات التركية، لمواجهة
تهديدات أنقرة بشن عملية عسكرية في الشمال السوري.
وقال عبدي في مقابلة مع وكالة "رويترز": "الشيء
الأساسي الذي يمكن أن يفعله الجيش السوري للدفاع عن الأراضي السورية هو استخدام
أنظمة الدفاع الجوي ضد الطائرات التركية".
وحذر من أن أي هجوم تركي على مناطق سيطرة الوحدات الكردية سيؤدي إلى
"نزوح نحو مليون شخص، وإلى مناطق قتال أوسع"، كما اعتبر أن العملية
التركية قد تؤدي إلى عودة تنظيم داعش بشكل أقوى على الأرض.
الخبير والمحلل العسكري، عبد الأسعد، قال لـ"عربي21"، إن
التنسيق بين قوات النظام وقسد لن يغير مسار العملية التركية، مشيرا إلى أن الرئيس
التركي حدد مدينتي منبج وتل رفعت كمركز رئيسي للعمليات رغم وجود قوات النظام
فيهما.
ولفت إلى أن العملية التركية يجري التحضير لها تحت مظلة سياسية، وذلك بسبب
انتشار القوات الروسية والأمريكية في مناطق شمال شرقي سوريا، وهو ما يستدعي وجود
تفاهمات سياسية قبل بدء أي عمل عسكري.
اقرأ أيضا: ما دور المعارضة السورية بالعملية التركية الوشيكة في الشمال؟
العمليات التركية في سوريا
وبدأت العمليات التركية في سوريا بتاريخ 24 آب/ أغسطس 2016، وتمكن
خلالها الجيش التركي من الدخول إلى جرابلس والباب ودابق، بعد معارك مع تنظيم
الدولة.
وفي 20 كانون الثاني/يناير 2018، بدأ الجيش التركي عملية "غصن
الزيتون"، التي استهدفت وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني،
وتم خلالها السيطرة على عدد من المناطق السكنية أبرزها مدينة عفرين بريف حلب.
وبتاريخ 9 تشرين أول/أكتوبر 2019، استهدفت القوات التركية وحدات حماية
الشعب وحزب العمال الكردستاني في منطقتي تل أبيض ورأس العين شرق الفرات، وتوقفت
العملية بعد توقيع تركيا اتفاقية أنقرة مع الولايات المتحدة الأمريكية واتفاقية
سوتشي مع روسيا.
ونفذت القوات التركية في 27 شباط/فبراير 2020، عملية استهدفت قوات النظام
السوري، على خلفية مقتل أكثر من 30 عسكريا تركيا بقصف لقوات النظام في إدلب شمال
سوريا.