هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اهتمت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها، الجمعة، بالصفقة بين الرياض وصهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وصهره، غاريد كوشنر، التي اعتبرت أنها كانت بمنزلة مكافأة له لما قدمه لولي العهد السعودي محمد بن سلمان طيلة أربع سنوات، رغم الاعتبارات التجارية المتعارضة بينهما.
ونشرت المقال الافتتاحي بعنوان: "أبرم غاريد كوشنر صفقة مريبة مع ديكتاتور المملكة العربية السعودية" بنحو 2 مليار دولار.
ولفتت إلى مقال افتتاحي سابق نشره كوشنر بقلمه في صحيفة "وول ستريت جورنال"، في 15 آذار/ مارس الماضي، وكان بعنوان: "فرصة بيكونز في الشرق الأوسط".
والمقال رفيع المستوى كان حول آفاق السلام العربي الإسرائيلي، المليء بالنصائح المجانية لإدارة بايدن الجديدة، ووضع صهر ترامب ومبعوثه السابق للشرق الأوسط، كرجل دولة كبير نوعا ما في حينها، في حين أن الأخبار الأخيرة تضعه -وتعريفه الخاص "للفرصة" التي تحدث عنها- في مكان مختلف نوعا ما عما يروجه لنفسه.
اقرأ أيضا: WP: بعد تزلّف ترامب للسعودية.. كوشنر يحصل على ملياري دولار
ولفتت الصحيفة في مقالها الذي ترجمته "عربي21"، إلى ما ذكرته أيضا "نيويورك تايمز"، من أن مشروع الأسهم الخاصة الجديد لكوشنر، حصل على استثمار بقيمة 2 مليار دولار من صندوق الثروة السيادية في المملكة السعودية في عام 2021.
وبحسب ما ورد، فقد أمر ولي العهد محمد بن سلمان، بالاستثمار شخصيا فيه، على الرغم من اعتراضات خبراء صندوق الثروة، الذين رأوا أن كوشنر قليل الخبرة، وأن خطة عمله محفوفة بالمخاطر.
وكانت دول خليجية أخرى قد رفضت عرض كوشنر لأسباب مماثلة. ومن ثم، فإن الحصة السعودية تمثل الغالبية العظمى من رأسمال شركته البالغة 2.5 مليار دولار، بحسب الصحيفة.
وقالت؛ إنه "من المتوقع أن يحصل كوشنر وشركاؤه على 25 مليون دولار كرسوم إدارية سنويا، بالإضافة إلى حصة من أي أرباح تحققها شركته، وفقا لصحيفة "التايمز".
وعلقت "واشنطن بوست" بالقول؛ إنه "ترتيب مقلق من نواح كثيرة؛ فكوشنر يُعرف بأنه كان وكأنه "محام خاص" عن ولي العهد داخل البيت الأبيض خلال السنوات الأربع التي قضاها ترامب في السلطة. وكان السبب المنطقي المزعوم لمغازلة ابن سلمان حينها كسب التأييد السعودي للاعتراف العربي بإسرائيل، وهو الأمر الذي قامت به بعض الدول العربية، ولكن في المحصلة ليس من بينها السعودية".
وأضافت الصحيفة: "استمرت رعاية كوشنر لابن سلمان، حتى بعد أن أصبح واضحا أن الأخير أمر بالقتل الشنيع لجمال خاشقجي، ناقد النظام وكاتب عمود المقال في واشنطن بوست، وتم ذلك، في القنصلية السعودية في إسطنبول في أكتوبر (تشرين الأول) 2018".
واعتبرت أن "التقليل من شأن هذه الجريمة، وتستر نظام محمد بن سلمان، وإدارة ترامب لاحقا عليها، أعاقت جهودا في الأمم المتحدة والكونغرس للحد من التجاوزات السعودية في حربها بالوكالة مع إيران، بشأن اليمن. وبدلا من ذلك، عزز ترامب مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى الرياض".
اقرأ أيضا: NYT: كوشنر يطمع باستثمار سعودي ويفشل مع قطر والإمارات
وقالت؛ إن ما سبق، يبدو مفسرا للدعم المالي من ولي العهد إلى كوشنر، على الرغم من الاعتبارات التجارية المتعارضة بينهما، وكأنه مكافأة مربحة لكوشنر.
وأضافت أن المكافأة "تخلق انطباعا إضافيا، بأن ما يستثمر فيه ابن سلمان حقا ليس مشروعا عقاريا، بل المستقبل السياسي لعائلة ترامب -على وجه التحديد-، أي عودة محتملة إلى البيت الأبيض للرئيس السابق ترامب إذا ترشح مرة أخرى، وفاز في انتخابات 2024 الرئاسية".
وأكدت أنها "علامة أخرى لطبيعة كيف ينظر ابن سلمان للعلاقة مع واشنطن، مع رفضه زيادة إنتاج النفط الخام عندما طلبت إدارة بايدن المساعدة في خفض أسعار الغاز".
وأوضحت أن "ابن سلمان لا يرى حكومته كحليف للولايات المتحدة، ولكنْ، حليفا لطرف واحد في السياسة الحزبية المحلية".
وقالت؛ إنه من المؤكد أن ما قام به كوشنر مع السعودية ودول الخليج طالبا تمويل مؤسسته، يشبه في نوعه عمليات استغلال النفوذ في أوكرانيا والصين، التي يمارسها هانتر نجل الرئيس بايدن.
ولفتت إلى أن "الفارق المهم، هو أن كوشنر، على عكس بايدن الابن، لم يكن مجرد فرد من عائلة مسؤول كبير، بل كان مسؤولا كبيرا فعلا، مساعدا للرئيس، وكبيرا للمستشارين".
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول: "نحن نتطلع، بفارغ الصبر، إلى غضب الجمهوريين من العلاقة بين السعودية وكوشنر كما حصل على الأقل حين انتقدوا هانتر بايدن. يجب ألا يكون هناك شيء متحيز بشأن تخليص السياسة الخارجية الأمريكية من مظاهر المصلحة الذاتية من قبل أولئك الذين يسعون إليها".