رئيس وزراء هولندا في تركيا لأول مرة منذ 10 سنوات

وصل رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، الثلاثاء، إلى العاصمة التركية أنقرة، في زيارة تعد الأولى من نوعها منذ 10 سنوات، في خطوة اعتبرتها الصحافة التركية "مهمة في تليين العلاقات المتوترة بين البلدين منذ عام 2017".

واستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، بمراسم رسمية في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.

وانتقل أردوغان ومارك روته لعقد لقاء ثنائي وآخر على مستوى الوفود.

وعقب اللقاء، قال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، خلال مؤتمر صحفي مشترك، إن جهود أنقرة في الوساطة بين موسكو وكييف، عظيمة وجبارة، مشددا على ضرورة مواصلة هذه الجهود للتوصل إلى حل سريع وإيقاف الحرب في أوكرانيا.

وشكر مارك روته الجهود المبذولة من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في هذا الموضوع، قائلا: "شكرا لكم على جهودكم العظيمة في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا".

وأوضح أن بلاده مستعدة لدعم جهود الرئيس أردوغان في الوساطة بين أوكرانيا وروسيا، بصفتها من الدول القليلة التي تملك اتصالات مستمرة مع البلدين، مؤكدا أن أنقرة تلعب دورا هاما في المفاوضات الأوكرانية الروسية.

وفي ما يتعلق بدور أنقرة في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، أكد رئيس الوزراء الهولندي أن لتركيا أهمية سياسية وعسكرية كبيرة للغاية من أجل التحالف.

اقرأ أيضا: فرصة أمام تركيا لتحسين اقتصادها.. ما علاقة روسيا؟

من جانبه، أفاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأن بلاده تدرك "مدى صعوبة الظروف" من أجل التهدئة بين روسيا وأكرانيا، لكنها ستواصل مساعيها لإيجاد حل دبلوماسي يرضي جميع الأطراف.

ونوه إلى أن الصعوبات التي تواجه تركيا في ملف الوساطة كبيرة، إلا أن أنقرة مصرة على مواصلة مبادراتها الدبلوماسية من أجل وضع حد للحرب الروسية الأوكرانية.

وقال: "أطلعت رئيس الوزراء الهولندي، على الجهود الدبلوماسية الحثيثة التي تبذلها أنقرة للتهدئة بين موسكو وكييف، وسنلتقي مجددا خلال الاجتماع الطارئ لزعماء حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل".

وأشار إلى أن بلاده اتخذت منذ اليوم الأول للعملية العسكرية الروسية على أوكرانيا موقفا واضحا، يدعو للحوار والتحلي بالحكمة وخفض التوتر وإفساح المجال للدبلوماسية.

وأضاف: "تفاقم المأساة الإنسانية في أوكرانيا يوما بعد يوم، أمر مؤسف للغاية، نعمل جاهدين للوصول إلى حل، وكثفت اتصالاتي مؤخرا مع فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي من أجل تحقيق ذلك".

وأوضح أردوغان أن تركيا تهدف للوصول إلى 15 مليار دولار لحجم التجارة الثنائية مع هولندا في المرحلة الأولى، ثم 20 مليار دولار، مشيرة إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين زاد 30 بالمئة العام المنصرم وبلغ 11 مليار دولار.

وأشار إلى أن هولندا تأتي في صدارة الدول التي لديها استثمارات مباشرة في تركيا بواقع 27.5 مليار دولار، منوها إلى أن حجم الاستثمارات التركية في هولندا يصل إلى 16 مليار دولار.

الانضمام للاتحاد الأوروبي

وفي ما يتعلق بملف انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي، أعرب أردوغان عن تطلعه إلى فتح فصول تفاوضية جديدة مع الاتحاد في إطار مسار عضوية تركيا في التكتل.

وأضاف: "ننتظر فتح فصول تفاوضية جديدة بخصوص عضويتنا بعيدا عن حسابات المصالح الضيقة وبدء مفاوضات تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي بسرعة".

وأشار الرئيس التركي إلى أنه سيناقش مع نظرائه خلال قمة الناتو المقبلة، ابتعاد بعض الحلفاء عن التعاون مع تركيا في مجال الصناعات الدفاعية، قائلا: "هذا الأمر يضايق تركيا كثيرا، وإذا كنت معنا في الناتو فعليك إظهار التضامن، وينبغي لنا كدول في الحلف التعاضد في اتخاذ الخطوات المتعلقة بالصناعات الدفاعية".

وتعليقا على ادعاءات انجراف ألغام من خليج أوديسا، جراء الحرب الروسية الأوكرانية، قال أردوغان: "وزارة الدفاع التركية تتخذ التدابير اللازمة كافة، وليس هناك ما يدعو للقلق".