هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تواصل السياسة الإسرائيلية الرسمية الامتناع عن مهاجمة روسيا مباشرة بعد غزو أوكرانيا، وربما يكمن خلف هذا الموقف دوافع عسكرية بحتة، حيث يشرح كبار أعضاء هيئة الأركان العامة في جيش الاحتلال السبب في اتخاذ هذا الموقف، بزعم أن الروس موجودون هنا على الحدود، مما قد يتطلب من تل أبيب أن تتنقل بحذر بين القوى العظمى، وفي الوقت ذاته
استخلاص الدروس التي تعلمها جيش الاحتلال من الحرب في أوكرانيا.
وتتحدث
الأوساط السياسية والعسكرية، أنه وسط تشابك المصالح الإسرائيلية، فإن قيادة الجيش
تدفع برئيس الوزراء نفتالي بينيت إلى اتباع سياسة حذرة بين القوتين العظميين،
الولايات المتحدة وروسيا، والمعيار الرئيسي في هذه السياسة هو عدم مهاجمة الروس
علانية، بل إن كبار أعضاء هيئة الأركان العامة في الجيش، أوضحوا للمستوى السياسي أن
المطلوب هو سياسة متوازنة ومسؤولة وواقعية في مواجهة التحديات العسكرية الماثلة
أمام إسرائيل.
يوسي
يهوشاع كتب في صحيفة يديعوت أحرونوت، مقالا ترجمته "عربي21" جاء فيه أن
"الولايات المتحدة حليف كبير لإسرائيل بالفعل، لكن الروس هنا على الحدود،
والحرب الإسرائيلية مع إيران على الأراضي السورية لم تتوقف بعد، لذلك يستنتج
المسؤولون العسكريون الكبار أن سياسة بينيت ينبغي أن تنطلق من التحرك بين القوتين
كما هو قائم حتى الآن، خاصة عقب ارتياح الجيش لما قاله السفير الروسي في تل أبيب، حول استمرار التنسيق الأمني بين الجيشين الروسي والإسرائيلي في سوريا".
وأضاف
أن "إسرائيل تستضيف وفدا أمنيا من روسيا في إطار التنسيق الأمني الذي يتم مرة
واحدة شهريا في اجتماعات فعلية، ولم يتم إلغاؤها رغم الحرب الدائرة في أوكرانيا،
حتى إن الروس لم يكتفوا بعدم تشغيل منظومات إس300 وإس400 حتى الآن، بل لم يسمحوا للضباط السوريين بتعلم أنظمة توجيهها".
اقرأ أيضا: حريق بمحطة نووية بأوكرانيا وتحذير من كارثة أشد من تشيرنوبل
في
الوقت نفسه، يعمل الجيش الإسرائيلي على تعزيز العلاقات مع نظيره الأمريكي، خاصة
خلال زيارة قائد قيادته المركزية الجنرال كينيث ماكنزي، بدعوة من رئيس الأركان
أفيف كوخافي، كما التقى بوزير الحرب بيني غانتس ورئيس الحكومة نفتالي بينيت، وناقش
معهما التطورات الأخيرة، سواء التحدي الإيراني، أو تداعيات الحرب في أوكرانيا،
وعبّرا عن استمرار التزامهما بالعلاقة الممتازة بين الجيشين، وتعميق العلاقات.
يعتقد
الكثيرون في إسرائيل وخارجها أن علاقاتها العسكرية المتشابكة مع الجيشين الروسي
والأمريكي، قد لا تستمر طويلا بهذه الحميمية، رغم سعيها لذلك؛ لأنه قد حان الوقت
فعلا لأن تقرر إسرائيل ما إذا كانت ستصطف نهائيا مع روسيا أو مع الولايات المتحدة
والغرب، مقابل المليارات من الأسلحة والمساعدات الاقتصادية التي تحصل عليها من
واشنطن، لاسيما أن اللحظة التاريخية حاسمة، وقد يخرج فيها العالم عن السيطرة.
مع
العلم أن التبريرات التي تسوقها دوائر صنع القرار في تل أبيب لعدم إدانة روسيا لا
تجد كثيرا من الرواج، صحيح أن بوتين يحكم سوريا، ويمنح إسرائيل حرية التصرف هناك،
لكن هذا الموقف العائم وغير الواضح قد لا يدوم طويلا.