هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقال رأي لزعيم حزب العمال المعارض، كير ستارمر، تحدث فيه عن أموال التبرعات السياسية الروسية التي ينبغي على الحكومة البريطانية إعادتها لتحرير نفسها من قبضة بوتين.
وقال ستارمر، في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، إن قواعد اللعبة بالنسبة لبوتين معروفة جيدًا، فهو يفضل الفوضى على النظام وضباب الحرب على الاستراتيجية الواضحة، ويتبنى نهجا عدميا فيه الجميع خاسرون في السياسة الخارجية، ويستخدم المال والتأثير غير المشروعين لتحويل الانفتاح والحريات في الديمقراطيات الغربية إلى نقاط ضعف.
وعلى مدار ما يقارب الـ12 عامًا من حكم حزب المحافظين، سُمح لأفكار الكرملين بالتسلل إلى المملكة المتحدة وتحويل لندن إلى "عاصمة لغسيل الأموال في العالم". وفي الأسبوع الماضي، تم الكشف عن أن 1.5 مليار جنيه إسترليني من ممتلكات المملكة المتحدة تعود لأوليغارشيين روس متورطين في قضايا فساد أو لهم صلة بالكرملين.
اقرأ أيضا: التايمز: المال الروسي الفاسد بلندن قد يعقد عقوبات بايدن
وذكر ستارمر أن لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم البريطاني قالت في سنة 2018، إن "الرد على سلوك الكرملين أدى إلى اتباع نهج مفكك"، وأن "أصول [الأوليغارشيين الروس في بريطانيا] تدعم حملة بوتين لتخريب النظام الدولي القائم على القواعد". كانت بريتي باتيل عضوة في تلك اللجنة، واتخاذ الحكومة الإجراءات اللازمة للرد على تصرفات الكرملين ما كان يجب أن يستغرق حوالي أربع سنوات وانتظار حشد روسيا أكثر من 100 ألف جندي والتهديد بشن حرب.
وبينما رفض حزب المحافظين التصرف، فقد أشار زعيم حزب العمال إلى أن حزبه وضع خطة جادة لاستئصال الفساد تنطوي على قدر أكبر من الشفافية حول ملكية الشركات من خلال إصلاح مجلس الشركات وتعزيز موارد وصلاحيات وكالات إنفاذ القانون بشأن غسيل الأموال وتحديث قوانين مكافحة التجسس وإنشاء سجل للبرلمانيين والأقران في مجالس إدارة الشركات الأجنبية. وعلى هذا النحو، يمكن للحكومة أن تتخلص من قبضة بوتين وتستعيد سمعتها.
وأوضح ستارمر أن هذا التمشي المنطقي هو ما كان يجب أن يحدث منذ زمن، لكن لماذا لم تتصرف الحكومة؟ تكمن الإجابة عن هذا السؤال في حسابات حزب المحافظين الذي تلقى ما يربو على مليوني جنيه إسترليني من التبرعات منذ وصول بوريس جونسون إلى السلطة في سنة 2019، وأصبح مدمنًا على الأموال الروسية. يبدو أن حزب المحافظين بدأ يدرك أخيرًا مخاطر الأموال الروسية، وحتى نثبت أن أيام غض الطرف عن الكليبتوقراطية قد ولت فإنه يجب على حزب المحافظين ونوابه إعادة الأموال الروسية.