هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدث خبير إسرائيلي عن "ضعف" الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي وجد في تعبيره في العديد من الأمور، من أبرزها "الانسحاب المفزع" من أفغانستان والسعي إلى الاتفاق مع إيران.
وقال المعلق في صحيفة "إسرائيل اليوم" للشؤون الأمريكية البروفيسور أبراهام بن تسفي: "رغم سحابة انعدام اليقين التي لا تزال تحوم فوق مصير المفاوضات بين القوى العظمى وإيران، التي استؤنفت هذا الأسبوع في فيينا، فإن صورة النوايا والمواقف الأمريكية واضحة بشكل جلي تماما".
ورأى أن "كل الدلائل تشير إلى أن إدارة بايدن مصممة على أن تنهي جولة المحادثات الحالية باتفاق مع طهران، حتى لو كان شكله ومحتواه مختلفين جوهريا عن الهدف الطموح الذي وضعه رجال الرئيس فور دخوله المكتب البيضاوي".
وأضاف بن تسفي: "بالفعل، في السنة الأولى لولايته ذاب بالتدريج في غياهب النسيان المخطط الأولي "لتسوية شاملة" مع إيران، الذي كان يفترض به ليس فقط سد الثغرات والنواقص في اتفاق 2015، بل عمل معالجة جذرية المداميك الأخرى لـ"الرمز التشغيلي" الإيراني، بما فيه التآمر الإقليمي الذي ارتفع لمستوى عنيف جديد في شكل هجوم صاروخي للحوثيين ضد الإمارات وبرنامج الصواريخ الباليستية لديها".
اقرأ أيضا: يديعوت: تراجع الردع الأمريكي يؤثر سلبا على أمن "إسرائيل"
ونوه إلى أن "مكان الخطة الأولى والشاملة تحتلها اليوم صيغة ضيقة وناعمة من التسوية التي تقوم في أساسها على العودة إلى الخطوط الهيكلية لاتفاق 2015 بكل مظاهر الضعف والمخاطر الكامنة فيه، التي تعاظمت أكثر فأكثر في السنة الأخيرة؛ وذلك على خلفية تسريع عملية تخصيب اليورانيوم حتى المستوى الذي يضع إيران اليوم على حافة تحقق حلمها النووي".
ولفت إلى أن "قرار واشنطن الأسبوع الماضي القاضي برفع قسم من العقوبات عن صناعة النووي "المدنية" لطهران، التي فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في 2020، من جهة، وبالتوازي الإشارات المهدئة تجاه إسرائيل؛ التي تتضمن توثيق العلاقات الاستراتيجية مع تل أبيب ومنحها الضوء الأخضر بشكل ضمني على الأقل، كي تمارس إسرائيل التفكر الذاتي في حالة تهديد ملموس وفوري عليها، وهذا يعكس بإخلاص تطلع بايدن للوصول إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن وبكل ثمن".
وذكر الخبير، أنه "لا يوجد أي جديد في كل ما يتعلق بمواقف إيران المتصلبة، ولكن أي تفسير بديل يمكن أن يكون بقرار الإدارة منح النظام الإيراني سلفة سخية بهذا القدر في شكل تجميد جزئي للعقوبات، دون أي مقابل ملموس من جهتها، باستثناء رغبة واشنطن في أن تثبت، ليس فقط بالأقوال بل وبالأفعال نيتها الطيبة، وهكذا تؤسس لشروط محبة مع الحرس الثوري".
وبين بأنه "في ضوء ضعف بايدن في الساحة الدولية، الذي كان الانسحاب المفزع من أفغانستان تعبيرا بارزا له، يقدر بأن الاتفاق سيمنحه نقاط استحقاق ويخلق برأيه استقرارا في المنطقة"، لافتا إلى أن "روح الإرث الأمريكي الساذجة اليوم، التي تعود جذورها إلى عهد الرئيس فرانكلين ديلانو روزفلت، الذي آمن حتى يومه الأخير، أن البادرات أحادية الجانب تجاه يوسف ستالين (رئيس الاتحاد السوفييتي سابقا) ستنتج رد فعل مطابق من جانب الطاغية السوفياتية، وتضع أساسا لقيام نظام عالمي جديد".
ونبه بن تسفي، إلى أن "الكتلة الجمهورية في مجلس الشيوخ لا تعتزم المرور مرور الكرام على اتفاق فيينا الثاني، وستتطلع إلى أن تقلص قدر الإمكان مجال العمل والحسم للإدارة، رغم كونها كتلة الأقلية في المجلس، وحتى لو لم تتخذ إسرائيل خطوات استفزازية ضد الصفقة التي على الطريق".
وأكد أن "المعركة على فيينا بدأت منذ الآن وفي واشنطن بالذات، وهذه في أساسها معركة على صورة وقيادة الصقر الأمريكي الذي منذ وقت غير بعيد تحول إلى حمامة بيضاء".