هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف مسؤول عسكري
سابق بجيش الاحتلال، عن فشل خطة القضاء على أنفاق حركة حماس في قطاع غزة، عبر عملية
"الخدعة" خلال العدوان الأخير على غزة.
وكان الجيش
الإسرائيلي روج لخدعته حين أذاع خبرا عبر صحيفة "وول ستريت جورنال"
الأمريكية بأنه قرر الدخول في عملية برية في قطاع غزة حتى تتجهز قوات النخبة
التابعة لحركة حماس بالدخول إلى الأنفاق للتصدي للتوغل والقضاء عليها باستهداف الأنفاق
بحزام ناري كثيف من الغارات الجوية، لكنه فشل في ذلك.
وقال المسؤول
العسكري المفوض السابق لشكاوى الجنود يتسحاق بريك في مقال له، إن حركة حماس ليست غبية
لتنطلي عليها الخطة وهي تراقبنا طوال الوقت وأدركت أن هذه عملية خداع، ولم يكن
هناك أي عبور للآليات من الحدود باتجاه قطاع غزة، وبالتالي فإنه لم يدخل عناصرها إلى
الأنفاق.
وأشار بريك إلى
أن الجيش الإسرائيلي خطط للخدعة منذ سنوات عديدة، وكان يقصد منها جلب عدد من ألوية
المدرعات والمشاة إلى محيط الحدود مع غزة والسير باتجاه القطاع والإعلان عن نية
التوغل البري، وكان الافتراض أن هذا سيدفع مقاتلي حركة حماس إلى الدخول إلى الأنفاق تحت
الأرض والخروج منها للتصدي لتوغل الدبابات.
وأشار إلى أن
الجيش كان يريد من الخطة ردع حركة حماس لسنوات عديدة وتكبيدها خسائر بألف مقاتل.
وبيّن بريك أنه
بدون أي تفسير واضح لم ينفذ الجيش الخدعة بشكل كامل كما أنه تم التخطيط والتجهيز لها،
وفضل عدم إدخال القوات المدرعة والمشاة إلى غزة، بل إنه قام بمحاولة حمقاء بشن غارات
كثيفة متتالية عند الشريط الحدودي لإيهام حركة حماس بأنه بدأ بالدخول البري.
وأكد أن الجيش
استهدف شبكة أنفاق شبه خالية تماما بقنابل ذكية تكلفتها مليارات الشواكل، ولم يكن
هناك سوى عدد قليل من عناصر "حماس" ممن قضوا في العملية العسكرية، بينما كان من
المفترض أن يقتل 1000 منهم وفق استعداد وتقدير جيش الاحتلال في الخدعة.
وتساءل بريك:
"لماذا لم تدرك القيادة العليا في الجيش أنه يجب تنفيذ الخطة بكامل تفاصيلها،
وبعد كل شيء ألقيت مليارات الشواكل على شكل قنابل ذكية من الجو دون أي هدف، بينما
لم تنفذ الخطة بهيئتها الأصلية وعلى أساس التدريبات والاستعدادات التي تجهزت لها
وحدات الجيش؟".
ولفت بريك إلى أن
قادة كبارا في الجيش الإسرائيلي قالوا له إنه لا توجد إجابة أفضل على هذا السؤال
سوى خوف صناع القرار في الجيش من أن يخالفوا المزاج السائد لدى الجمهور الإسرائيلي
وهو الخشية من الخسارة، ويفضلون مهاجمة أهداف من الجو عبر الطائرات فقط.
ووفقا للمسؤول
العسكري، فإن الحروب لا يمكن كسبها بهذه الطريقة، وهذا يفشل القوات البرية ويؤدي
إلى التهرب وعدم وجود دافع للخدمة فيها، وانطلاق شعور لدى جنود القوات البرية بأنه
غير موثوق فيهم.
وقال بريك:
"الأسوأ من ذلك ما أخبرني به ضباط كبار بأن هناك خوفا من استخدام القوات البرية في
عمليات عسكرية صغيرة خشية من أن يكلف ذلك الخسائر وبالتالي الفشل في تحقيق مكاسب
كبيرة، وسيكلف ذلك حربا متعددة الساحات ستؤدي إلى مقتل العشرات من الجنود والخروج
منها برفع الراية البيضاء".