تواصل الصحافة العبرية الاهتمام بتناول مصير
اتفاق النووي بين
إيران والدول العظمى، لا سيما عقب انتهاء جولة المفاوضات
السابعة التي أجريت مؤخرا في فيينا دون نتائج معلنة.
وذهبت تقديرات
إسرائيلية، إلى الحديث عن
استبعاد إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد بين الأطراف سالفة الذكر، بخصوص المشروع
النووي الإيراني.
وأوضحت صحيفة "هآرتس" في تقرير لها
أعده يونتان ليس وآخرون، أن "محادثات فيينا عالقة، والتقديرات متشائمة، لكن
بصورة رسمية فإن النقاشات حول العودة إلى اتفاق النووي مع إيران يمكن أن تستأنف
الأسبوع القادم، وما زال هذا هو المسار الرئيسي الذي تسعى إليه الولايات المتحدة
والدول العظمى".
مصدر إسرائيلي، رأى أنه "في حال التقى
الطرفان في عيد الميلاد، فهذا مؤشر على تقدم في المحادثات".
تفاهمات جزئية
ونوهت الصحيفة، إلى أن "إسرائيل تعتقد
الآن، أن الطرفين لن يعودا إلى الاتفاق الأصلي الذي وقع في 2015، ضمن أمور أخرى،
لأن سريان مفعوله سينتهي أصلا".
وترجح التقديرات، أن "تتجاوز إيران العتبة
التكنولوجية التي كان من شأن الاتفاق منعها في نهاية كانون الثاني/ يناير أو بداية
شباط/ فبراير 2022، في حين أن قائمة الطلبات التي وضعتها تلزم بإجراء نقاشات
مطولة".
وذكر مصدر في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن
"الربع الأول من 2022، سيتم فيه اتخاذ قرارات حاسمة حول الاتفاق مع
إيران".
وفي "إسرائيل" يقدرون أن المجتمع
الدولي عليه الاختيار بين مسارين محتملين: الأول؛ "تفجير المحادثات، ومن ثم
أزمة محسوبة أمام إيران، يمكن أن تستمر لفترة طويلة، وفي نهاية المطاف فإن هذه الخطوة
يمكن أن تقود طهران للعودة إلى طاولة المفاوضات مع إظهار مرونة أكبر".
والمسار الثاني أمام الدول العظمى؛ "بلورة
اتفاق مؤقت يتضمن تفاهمات جزئية في ما يتعلق بمشروع إيران النووي في الأسابيع
القريبة القادمة، ولكن من غير الواضح ما الذي سيتضمنه هذا الاتفاق، علما بأن طهران
أعلنت أنها تعارضه في هذه المرحلة، مع الإشارة هنا إلى أن وسائل إعلام إيرانية
تحدثت عن تقدم تقني في المحادثات".
وأشارت "هآرتس"، إلى أن "الوفد
الروسي أيضا، أطلق رسائل متفائلة حول احتمالية التقدم في الأسابيع القريبة
القادمة. ولكن جهات مختلفة، أوضحت أن هذه الرسائل بعيدة عن أن تعكس فشل المفاوضات
حتى الآن، وفي غرف المفاوضات أظهرت جميع الأطراف خطا هجوميا متشددا إزاء إيران
وغضبت من طلباتها".
وقدر مصدر أمريكي، أن "الإيرانيين تفاجأوا
قبل أسبوعين عندما واجهوا ما كان يشكل حقا الجبهة الدبلوماسية الموحدة، ليس فقط
بريطانيا وفرنسا وألمانيا، بل روسيا والصين أيضا"، مرجحا أن "تؤتي المفاوضات
في فيينا ثمارها".
تدريبات استعراضية
وزعم أن "إيران لم توافق على القيام
بخطوات يجب عليها اتخاذها في الجانب النووي، وهذا سبب كبوتنا حتى الآن"، وفق
زعمه.
وذكرت الصحيفة، أنه "بعد أسابيع من
الخطوات العلنية، التي تضمنت لقاءات لوزراء الخارجية والأمن مع نظرائهم في
الولايات المتحدة وأوروبا، فإن خطوات إسرائيل في الأيام القريبة القادمة، يتوقع أن
تتضمن اتصالات من وراء الكواليس"، منوهة إلى أن وزير الأمن بيني غانتس، قدم
إحاطات لمن يترأسون معاهد الأبحاث وكبار الباحثين في أمريكا، حول موقف تل أبيب من
المشروع النووي الإيراني.
ولفتت إلى أن من بين المشاركين في اللقاء، كان
هناك رئيس الـ"CIA"
السابق، ديفيد باتريوس، والمبعوث الأمريكي السابق في الشرق الأوسط، دنيس روس،
والصحافي والمؤرخ روبرت سكالوف، ووزير الدفاع السابق ليئون بنكا، وجميعهم شاركوا
في نشر إعلان مشترك حول هذا الموضوع عبر موقع "معهد واشنطن لسياسات الشرق
الأوسط".
وعبروا في هذا الإعلان، عن "دعمهم
للدبلوماسية، لكنهم أيضا رددوا الطلبات الإسرائيلية، عندما طلبوا من إدارة بايدن
اتخاذ عدة خطوات، منها تدريبات استعراضية عسكرية مشتركة تهدد البنية التحتية في
إيران وتجبرها على تعديل خطها كي يتساوق مع مطالب المجتمع الدولي".
وأفادت "هآرتس"، بأن "الجولة
الحالية من المحادثات النووية في فيينا تم وقفها الجمعة الماضي بناء على طلب من
إيران، بعد انتهاء اللقاء مع الدول التي وقعت على
الاتفاق النووي في 2015.. وممثلو
المانيا وبريطانيا وفرنسا طلبوا من إيران "زيادة الوتيرة" في نهاية
اللقاء، وأوضح عدد من المشاركين أنهم ينوون استئناف المفاوضات بسرعة، لكنهم لم
يشيروا إلى موعد محدد".
وجاء في بيان ممثلي الدول الثلاث: "نأمل
أن تنوي إيران استئناف المحادثات بسرعة والتعاون بصورة بناءة تمكن من زيادة
الوتيرة"، معتبرين أن طلب ايران وقف المفاوضات "سيؤدي لتعليق مخيب
للآمال بشأن المحادثات". ونبهوا في بيانهم، إلى أن "هناك حاجة ملحة، أن
تتجنب إيران القيام بخطوات تصعيدية أخرى في نشاطها النووي".
بدوره قال رئيس البعثة الإيرانية لمحادثات
فيينا، علي باقري كني: "لقد تقدمنا جيدا هذا الأسبوع، نحن سنعقد لجنة مشتركة
تواصل المحادثات بعد وقفها لبضعة أيام".