ملفات وتقارير

لماذا استضاف "موسم الرياض" مطربي المهرجانات رغم منع مصر لهم؟

حسن شاكوش يشارك في "موسم الرياض"
حسن شاكوش يشارك في "موسم الرياض"
في الوقت الذي تمنع فيه نقابة المهن الموسيقية في مصر أغلب مطربي المهرجانات من الغناء بدعوى الحفاظ على الذوق العام وإعلاء الفن الراقي ومواجهة الفن الرديء والكلمات الهابطة، استضاف "موسم الرياض 2021"، أشهر الأسماء المثيرة للجدل في مصر.

نقابة الموسيقيين برئاسة المطرب هاني شاكر قررت في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، منع العديد من الأسماء من الغناء وطالبتهم بتصويب أوضاعهم القانونية مع النقابة، وطالبت موقع "يوتيوب"، بحجب مهرجاناتهم..

وهم: حمو بيكا، وحسن شاكوش، وكزبرة، وحنجرة، ومسلم، وأبو ليلة، وفيلو، وأحمد موزة، وحمو طيخة، وريشا كوستا، وسمارة، وشواحة، وولاد سليم، والعصابة، والزعيم، وعلاء فيفتي، وفرقة الكعب العالي، ومجدي شطة، ووزة، وشكل، وعمرو حاحا.

ورغم ما أثاره قرار هاني شاكر من جدل في مصر، إلا أن رئيس هيئة الترفيه السعودي تركي آل الشيخ استضاف يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حمو بيكا وحسن شاكوش وعمر كمال على مسرح "أبو بكر سالم" في بوليفارد رياض سيتي.


خطوة هيئة الترفيه السعودية أثارت انتقادات مصرية، خاصة مع ما أثير عن إهداء عائلة السعودي مشعل الشاطري لمطرب المهرجانات عمر كمال، سيارة "بنتلي"، تصل قيمتها إلى نحو 10 ملايين جنيه مصري (640 ألف دولار)، بالإضافة إلى درع تكريم محفور عليه اسم المطرب.

وفي السياق، أثار استضاف فضائية "إم بي سي مصر" السعودية الجمعة الماضية، لمطرب المهرجانات "سوستة" ببرنامج "يحدث في مصر" الجدل والغضب من إعلاء القناة لشأن مطرب مغمور أطلق مهرجانا باسم "شيماء ارجعي متخافيش"، تحمل كلماته الكثير من الغرابة والإسفاف والاستخفاف بالعقول.


تلك المواقف دفعت بعض المراقبين والمتابعين، للتساؤل عن أسباب ذلك التوجه، ومدى اعتباره محاولة لتدمير الفن المصري، رابطين بينه وبين أدوار سابقة للوزير السعودي تركي آل الشيخ في مصر، وما أثير عن محاولات لتدمير الرياضة في مصر قبل عامين.

رئيس مركز "طيبة للدراسات السياسية" الدكتور خالد رفعت، أشار إلى احتمال وجود مؤامرة على الفن المصري، متسائلا عبر "فيسبوك"، عن أسباب استضافة السعودية لمطربي المهرجانات في الوقت الذي نحاول فيه أن نرقى بالفن في مصر ونطور من هؤلاء المطربين.

وعن سبب تكريم أحد مطربي المهرجانات بسيارة "بنتلي"، وسيف ذهب، رغم أنه في المقابل لم يتم تكريم أي عالم مصري تساءل مجددا، وتعجب كذلك من استضافة فضائية "إم بي سي مصر" التي تعد رسميا قناة سعودية لمطرب مهرجانات، "وتلمع عيل (ولد) سرسجي (قليل القيمة) بيجعر (يصرخ) شيماء".

وتابع تساؤلاته، عن أسباب محاولات تركي آل الشيخ تدمير الفن المصري بعدما حاول تدمير كرة القدم المصرية، متعجبا من "إصرارهم على بث ونشر كل ما هو قبيح عندنا".

بل إن رفعت، أشار لمحاولات سابقة لاحتكار الرياضة والفن المصري ومنع بثها بعد شراء الملياردير السعودي الراحل صالح كامل حقوق بث المباريات الدولية والقارية لأول مرة في فضائية "إيه أر تي"، وكذلك احتكار الأمير السعودي الوليد بن طلال التراث السينمائي المصري.


 

"سلسلة التقزيم"

وفي رؤيته لأسباب استضافة مطربي المهرجانات المصريين في موسم الرياض في الوقت الذي تمنعهم "الموسيقيين" المصرية من الغناء، قال الكاتب الصحفي المتخصص في الشؤون الفنية، أشرف الريس، إن "هناك من هم كل همهم تقزيم مصر في كل شيء".

وفي حديثه لـ"عربي21" أشار إلى "محاولات دائمة لضرب المصريين في دينهم السمح، ثم شراء الوليد بن طلال أفلامنا لعرضها في فضائية (روتانا)، وحرماننا منها، ومن حقوق الانتفاع بها، ثم شراء الشيخ صالح كامل لحق مُباريات كرة القدم وحرمان البُسطاء من مُشاهدتها مجانا".

الريس، جزم بأن "قدوم تركي آل الشيخ لمصر ومحاولات زرع الفتن الرياضية بين الفرق الكبيرة بكرة القدم، ثم تغيير وجهته فجأة نحو الفن ليعبث به هو الآخر، كلها حلقات من السلسلة".

ولفت إلى أن الأمر تجاوز الرياضة والفن، ملمحا إلى تنازل النظام المصري عن جزيرتي "تيران وصنافير"، للسعودية وما تبع ذلك من زرع الخلاف والشقاق بين المصريين حول مصريتها أو سعوديتها.

ويعتقد أنه "سيظل هناك من يسيرون على هذا المنوال من الكارهين لمصر ويحاولون ضربها وتقزيمها بشتى الطُرق المُتوارية والمكشوفة أيضا".

ويرى الناقد الفني أن استضافة مطرب مهرجانات مغمور بفضائية "إم بي سي مصر"، هو "ضمن مُسلسل الإلهاء الذي يسيره النظام لشغل المصريين عن أزمة سد النهضة والغلاء وسوء معيشة الموظف وربيب المعاش، علاوة على بيع ديون مصر بالمقاصة الأوروبية.. إلخ".

"مؤامرة على الوجدان"

وفي تعليقه يعتقد الكاتب الصحفي المصري حسن حسين، أن "المؤامرة على وجدان الأمة العربية هي أحد أساليب تخريب القيم والمبادئ التي يتبعها الاستعمار الجديد والصهيونية العالمية، بنشر وإشاعة كل ما هو فاحش ومجاف للطبيعة الإنسانية".

وفي حديثه لـ"عربي21"، أكد أن "ذلك ليس بعيدا عن ما يجري من تغييرات حالية في السعودية، بعد بذلها الغالي والنفيس لنشر المذهب الوهابي بالوطن العربي، ومحاولة اغتصاب العقل العربي في انتهاك واضح وفاضح لقيم الإسلام الإنسانية، ومحاولة للانحراف به بعيدا عن جوهر رسالته لتقويم البشرية".

وأضاف: "هناك عصابة هي نبت خبيث تعمل لصالح العدو الصهيوني بوضوح وبلا مواربة، وتخدم أهداف العدو منذ نشأته حتى الآن".

وجزم حسين بأن "الهدف ليس مصر فقط، بل الأمة العربية والإسلامية أيضا، بما تمثله تلك الدولة للكثيرين من قيادة الأمة الإسلامية باعتبارها مهد نزول الوحي".

"تخريب ممنهج"

وفي مقال له بعنوان "الدور السعودي و تخريب الثقافة المصرية"، كتب الدكتور أشرف الصباغ بموقع "أخبار التاسعة"، يوم 5 كانون الأول/ ديسمبر الجاري: "كانت مصر تستضيف المطرب السعودي محمد عبده وينطلق منها تحت اسم (مطرب العرب)".

وأضاف: "بينما تجري عملية تخريب ممنهج ليس فقط للفن المصري عبر إعلاء قيمة العملات الرديئة وتشجيعها ومنحها الحظوة والجوائز، وليس فقط للثقافة المصرية عبر نشر الغث وتشجيعه والتعتيم على الجيد ووأده، وإنما التخريب يحصل للعقل المصري قبل كل شيء".

التعليقات (0)