هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عبر تقرير لمراسلها للشؤون الفلسطينية أليئور ليفي، إن "السلطة الفلسطينية عازمة على شن عملية أمنية شاملة في جنين؛ بهدف إعادة بسط السيطرة والنفوذ على المدينة، التي شهدت فوضى أمنية عامة في الشهور الأخيرة"، على حد وصفها.
وتابعت الصحيفة في تقرير
ترجمته "عربي21": "تمثلت هذه الفوضى بعمليات تبادل متكرر لإطلاق
النار على القوات الإسرائيلية، ومقار السلطة الفلسطينية، والتخطيط لهجمات مسلحة ضد
المستوطنين والجيش الإسرائيلي".
وأضافت أن "ما وصفها بالمجموعات
المسلحة في جنين ترهب المؤسسات التابعة للسلطة الفلسطينية بأكملها، ما دفع برئيسها
محمود عباس أن يقرر وضع حد لذلك، من خلال حشد قواته الأمنية، تحضيرا لشن عملية سوف
تستمر لأسابيع، وتدخل بشكل علني، لأول مرة منذ سنوات، في مخيم جنين للاجئين والقرى المحيطة".
يزعم الإسرائيليون أننا أمام
عملية أمنية غير عادية بدأت في الساعات الماضية، ومن المتوقع أن تستمر في الأسابيع
المقبلة من قبل قوات الأمن الفلسطينية، وقد كان من المفترض إجراء عملية مماثلة قبل
عام ونصف، لكنها ألغيت بعد تفشي وباء كورونا.
لكن عودة السلطة الفلسطينية
للتفكير بتنفيذ هذه العملية جاء بسبب ما شهدته الأشهر الأخيرة، حين فقدت السيطرة على
أجزاء كبيرة من محافظة جنين؛ نتيجة تصاعد قوة المجموعات المسلحة، ولم يعد رجالها يخشون
قوات الأمن الفلسطينية والشرطة الفلسطينية، بل وأطلقوا النار عدة مرات على مجمع السلطة
الفلسطينية في المدينة.
اقرأ أيضا: جنازة قبها في جنين تغضب السلطة الفلسطينية وتخيف إسرائيل
تتحدث المحافل الأمنية الإسرائيلية
أن محافظة جنين هي معقل لحركتي حماس والجهاد الإسلامي بالضفة الغربية، حيث تتمتعان
بوجود قوي لهما فيها، وقد أدى فقدان السيطرة على المدينة بأبي مازن قبل أسبوعين إلى
استبدال جميع رؤساء أجهزته الأمنية فيها بشكل استثنائي.
لا تخفي دولة الاحتلال ترحيبها
بالعملية الأمنية الخاصة بالسلطة الفلسطينية في جنين، لأنه كثيرا ما أدت زيادة قوة
المسلحين في المدينة إلى تبادل مكثف لإطلاق النار مع قوات الأمن الإسرائيلية، التي
كانت تدخل أحيانًا المدينة وقراها ومخيم جنين للاجئين لإجراء اعتقالات، وفي الواقع
انتهى مؤخرا كل دخول لقوات الجيش للمدينة بتبادل لإطلاق النار، وأحيانًا وقوع إصابات
من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وتحاول وسائل الإعلام الإسرائيلية
تبرير العملية الأمنية للسلطة الفلسطينية في جنين بالحديث أن فقدان سيطرتها عليها أدى
لتشكيل خلايا عسكرية تحركت ضد إسرائيل، وخططت لهجمات قاسية، وهي مسؤولة عن إطلاق النيران
على معبر جلبوع الفاصل بين جنين وإسرائيل، وإلقاء عبوات ناسفة في اتجاهه، وفي الأسابيع
الأخيرة، لم يخش المسلحون النزول لشوارع المدينة متظاهرين، وآخرها أثناء تشييع جنازة
أحد كبار قادة حماس في الضفة الغربية، وصفي قبها.
في الوقت الذي تبدي فيه السلطة
الفلسطينية تكتماً على عمليتها الأمنية المزعومة في جنين، لكن الأوساط الإسرائيلية
تزعم أن هذه العملية تحمل رسالة من السلطة الفلسطينية، مفادها أنه من الآن فصاعدًا ستدخل الآليات الأمنية بشكل دائم إلى المخيم، بعد أن كان لسنوات طويلة تعدّ منطقة يحكمها المسلحون،
لذلك من المتوقع أن تستمر العملية الفلسطينية أسابيع، بزعم استعادة السيطرة على المدينة،
ويتخللها اعتقالات، ومصادرة أسلحة.
تبقى الإشارة إلى أن جنين هي
النقطة الساخنة الثانية في الآونة الأخيرة التي تسعى فيها السلطة الفلسطينية لاستعادة
سيطرتها، منذ انتهاء عملية مماثلة مؤخرًا في محافظة الخليل، معقل حماس في الضفة الغربية،
وبذلك تسعى السلطة الفلسطينية لاستعادة سيطرتها على هذه المدن، وتثبيت قوتها فيها،
ورغم أن العملية تخضع للمراقبة عن كثب في إسرائيل، لكن قواتها الأمنية لا تشارك فيها،
رغم أنها تحصل بعد أيام قليلة على لقاء رئيس الشاباك الجديد رونين بار مع عباس.