مقالات مختارة

الاحتلال وتهويد المسجد الأقصى واستراتيجية المواجهة

سري القدوة
1300x600
1300x600

ممارسات الاحتلال العسكري في ظل حكومة الائتلاف العنصري، باتت تتصاعد في مدينة القدس وتزداد الأوضاع تدهورا؛ نتيجة تواصل الانتهاكات بحق الحرم القدسي الشريف وتدنيسه من قبل قطعان المستوطنين والجماعات اليهودية المتطرفة بحماية شرطة الاحتلال، والاعتداء بوحشية على المسلمين الأبرياء في المسجد الأقصى قبلة الإسلام الأولى، كما تستمر حكومة الاحتلال في محاصرتها للوجود الفلسطينيى في الضفة الغربية المحتلة، وتمارس التوسع الاستيطاني ضمن أضخم عمليات التهويد الإسرائيلية للمدن الفلسطينية؛ من أجل مواصلة إغلاق الباب نهائيا أمام أية فرصة لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة بعاصمتها القدس الشرقية.
ومن الواضح هنا في ظل النهج الإسرائيلي المتبع للتعامل مع الأحداث وطبيعتها بأن حكومة الالتفاف العنصري تعكس سياسات تعاملها إلى المزيد من التدهور في الوضع القائم بجميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن الامور تزداد خطورة ولا يمكن استمرار الصمت الدولي عليها، ويجب اتخاذ المزيد من الخطوات لوقف سياسة تهويد القدس الشرقية، ووضع مخطط لإعادة الإعمار الشامل لما دمرته الحروب في قطاع غزة، ووقف سياسة الاستيطان والعنف الذي يمارسه جيش المستوطنين وعمليات الهدم والإخلاء والاقتحامات المتكررة في المنطقة (أ)، التي لا تزال تقوض السلطة والمؤسسات الفلسطينية وآفاق التوصل لحل قائم على الدولتين.


لا يمكن استمرار تلك السياسة المتبعة كأمر واقع يتم فرضه على الشعب الفلسطيني، والضغط في اتجاه الحلول القصيرة الأجل، التي تركز على تحقيق الاستقرار الجزئي في الأزمات الأخيرة وإدارتها بفرض حلول اقتصادية بما يخدم سياسة الاحتلال، ولا بد هنا من العمل بشكل جماعي، في نطاق المجتمع الدولي من أجل المضي قدما في معالجة القضايا السياسية الرئيسية، وإحراز تقدم مستدام في كل من هذه المسارات، الأمر الذي يتطلب رؤية عربية وإسلامية وإستراتيجية شاملة، لمواجهة مخاطر استمرار الاحتلال والتوسع الاستعماري في فلسطين.
ودائما كانت قلوب جميع العرب والمسلمين والأحرار في العالم تتوحد وتلتف حول المسجد الأقصى والقضية الفلسطينية؛ كون أن قضية القدس تمس عقيدة كل مسلم على وجه الأرض، وعلى المسلمين جميعا واجب الدفاع عنها وحمايتها ومساندة الشعب الفلسطيني، ودعم صمود أبناء بيت المقدس وتعزيز إمكانياتهم من مواجهة سياسات الاحتلال الإسرائيلي الخطيرة، التي تهدف إلى مصادرة الحقوق الدينية وتهويد المسجد الأقصى المبارك.


وفي ضوء ذلك، يجب على العلماء ورجال الدين في العالم الإسلامي، القيام بواجباتهم واتخاذ خطوات واقعية ملموسة لحماية المسجد الأقصى، ومساندة المرابطين فيه الذين يدافعون عن عقيدة الأمة الإسلامية وكرامتها، وعدم الاكتفاء بإطلاق الشعارات وبيانات الإدانة والاستنكار، فتلك المخططات الإسرائيلية والجرائم والانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال، تضيق الخناق يوما بعد يوم وتلف الحبال على عنق فرصة تحقيق السلام، وباتت تشكل خطرا كبيرا على مستقبل المسجد الأقصى وواقعه، ولا بد من التدخل العاجل من أجل وقف هذه الممارسات الإسرائيلية، المنافية لكل القوانين الدولية الخاصة بوضع الأراضي الفلسطينية كأراض محتلة.
القدس ليست قضية الفلسطينيين أو العرب أو المسلمين وحدهم، إنما قضية الإنسانية أجمع، ومن هنا لا بد من العمل والتنسيق الفلسطيني الأردني؛ من أجل وضع خطة عمل وإستراتجية موحدة ومشتركة، والتنسيق الواسع مع مختلف العلماء ورجال الدين في العالم الإسلامي والمؤسسات الدولية لتأكيد مركزية قضية القدس، ولتطوير خطاب فعال وهادف في سبيل دفع العالم للتحرك من أجل القدس وحمايتها، ومواجهة اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي وقطعان مستوطنيه في مدينة القدس.

 

(الدستور الأردنية)

0
التعليقات (0)