سياسة عربية

تقدير استراتيجي يرجح استمرار حالة الانقسام الفلسطيني

تقدير استراتيجي يوصي ببناء اصطفاف وطني لقوى المقاومة والمعارضة لمسار التسوية السلمية
تقدير استراتيجي يوصي ببناء اصطفاف وطني لقوى المقاومة والمعارضة لمسار التسوية السلمية

رأى تقدير استراتيجي بشأن الأوضاع السياسية الفلسطينية، أن سيناريو استمرار حالة الانقسام بين حركتي "حماس" و"فتح"، وعدم تغير الأوضاع السياسية هو الأرجح.

وقال التقدير الاستراتيجي الذي أصدره اليوم الثلاثاء مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، وأرسل نسخة منه لـ "عربي21": "إن حركة فتح غير جاهزة للتقدم في مسار المصالحة، ولا يوجد خطوات فعلية لترميم وضعها وتجاوز أزمتها الداخلية، وبموازاة ذلك يستمر ضعف دور الشتات الفلسطيني وعدم حضوره بصورة مؤثرة في المشهد الفلسطيني، ولم تتمكن قوى المقاومة حتى اللحظة من حيازة أوراق ضغط حقيقية قادرة على الدفع باتجاه تغيير الوضع القائم عبر المصالحة أو عبر مسارات أخرى". 

وأشار التقدير إلى أنه لا يوجد تغيير جوهري في الموقف الإقليمي والدولي يساعد على الخروج من المأزق القائم.

لكن التقدير رأى "أن لدى قوى المقاومة فرصة معقولة ولو على المدى المتوسط لبناء اصطفاف وطني واسع يملك قدرات أعلى في السعي لفرض الإرادة الشعبية الفلسطينية؛ وإنهاء حالة الاستئثار بالسلطة لدى طرف معيَّن".

وأوصى التقدير بالسعي لبناء اصطفاف وطني لقوى المقاومة والمعارضة لمسار التسوية السلمية، ووضع تصور عملي وخريطة طريق لإنجاز هذا الاصطفاف، على أساس الثوابت والمصالح العليا للشعب الفلسطيني، واستثمار حالة الانسجام القائمة حالياً في مجال المواجهة الميدانية مع الاحتلال.

وأوصى التقدير ببلورة رؤية وطنية توافقية طموحة وواقعية، لإدارة المرحلة القادمة وتوزيع الأدوار وتهديف الأداء في الضفة والقطاع وأراضي الـ48 والشتات بما يتناسب مع معطيات كل واحدة من تلك الساحات، وعلى قاعدة التكامل. 

ودعا التقدير إلى السعي لتشكيل قيادة انتقالية أو تفعيل الإطار القيادي الموحد، بما يوفر ظروف استعادة الثقة والمصداقية والجدية لمسار المصالحة الفلسطينية وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، بالإضافة إلى التحرك عربياً وإسلامياً ودولياً، لتوسيع دائرة الدعم والإسناد لمشروع المقاومة.

واستضافت مصر، بداية الشهر الجاري، وفدا رفيعا من حركة "حماس"، ترأسه زعيم الحركة، إسماعيل هنية، لإجراء مباحثات مع قيادة المخابرات العامة حول مجمل القضايا الفلسطينية والمشتركة، بالإضافة إلى عقد اجتماع شامل لأعضاء المكتب السياسي الجديد للحركة.

ومن بين الملفات التي تم تناولها مع المسؤولين المصريين، ملف المصالحة.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، نفيه وجود حراك جدي في ملف تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي.

وقال إن حركته لا تضع شروطا للخروج من المأزق الوطني، و "كل ما نريده هو أن نُلبي تطلعات وطموحات شعبنا، وأن تمتلك حركة فتح (بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس) الإرادة لطي هذه الصفحة المؤلمة".

وأضاف أن رؤية حماس لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني تشمل بنوداً ثلاثة، أوّلها "السعي لإعادة تشكيل قيادة الشعب الفلسطيني وفق الأسس الديمقراطية والوطنية، وإعادة بناء منظمة التحرير بحيث تضم جميع مكونات شعبنا، وصولًا لتشكيل قيادة واحدة مركزية".

أما البند الثاني في رؤية "حماس"، فيتمثل في "التوافق على استراتيجية وطنية وصياغة برنامج سياسي فلسطيني متوافق عليه"، في حين يتضمن البند الثالث "الاتفاق على رؤية للمقاومة الشاملة وإدارتها لمواجهة المشروع الصهيوني بكل الوسائل".

وقال أبو مرزوق، إن حركته بذلت الكثير من الجهد لتحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام، من خلال جولات الحوار مع حركة فتح طوال السنوات السابقة، مؤكداً "أنها فشلت كلها، والجميع يعلم من أفشلها".

ورأى أنه حتى يُكتب للحوارات النجاح، فإنه "يجب أن تكون البداية صحيحة وعملية وغير خاضعة للإملاءات الأمريكية والإسرائيلية".

ورأى أبو مرزوق أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يضع شروطا "مؤسفة" أمام المصالحة والتقارب مع "حماس"، من خلال الاستناد إلى "الشرعية الدولية باعتبارها الأساس لبناء العلاقات الداخلية".

وقال إن الرئيس عباس "يعرقل الخروج من المأزق الوطني عبر التركيز على نقاط الخلاف القليلة، في حين أنه يسعى بجد للوصول إلى تفاهم مع رموز التطرف لدى العدو، الذين لن يعترفوا بالدولة الفلسطينية بأي حال من الأحوال، وهو أشبه بالبحث عن السراب".

وذكرت وكالة "الأناضول"، أن منيب المصري، رئيس هيئة النوايا الحسنة (غير حكومية وتبذل جهودا لإنهاء الانقسام) كان قد أكد في أغسطس/آب الماضي، صحة وثيقة تم تداولها عبر شبكة الإنترنت، موجهة من الرئيس محمود عباس، إليه، جاء فيها: "المطلوب من حركة حماس حتى تكون شريكة، أن تعترف بشكل رسمي وبتوقيع (رئيس المكتب السياسي إسماعيل) هنية بقرارات الشرعية الدولية، ومن دون ذلك فلا حوار معهم".

وترفض حركة "حماس"، الاعتراف بشرعية وجود دولة إسرائيل، وتقول إنها تسعى إلى تحرير كامل أراضي فلسطين التاريخية.

 

إقرأ أيضا: حماس لـ"عربي21": أبلغنا القاهرة بجاهزيتنا للمصالحة


التعليقات (0)