هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكدت صحيفة عبرية، أن "إسرائيل" بحاجة إلى إعادة فحص استراتيجيتها تجاه إيران، في ظل فشلها في إقناع واشنطن بالانسحاب من مفاوضات النووي مع طهران، مع عدم قدرتها على تنفيذ هجوم مستقل ضد المنشآت النووية الإيرانية.
ونوهت صحيفة "هآرتس" في تقرير للخبير العسكري عاموس هرئيل، أن السياسية الأمريكية تجاه ملف المفاوضات حول الاتفاق النووي مع إيران "تثير خيبة أمل"، موضحة أن "تحفظات إسرائيل طرحت في اللقاء بين الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الحكومة نفتالي بينيت في واشنطن، وأيضا في عدة لقاءات على المستويات المهنية".
ولفتت إلى أنه "في جزء من هذه المحادثات، عرضت إسرائيل تهديدا عسكريا حقيقيا ضد إيران في حال واصلت تطوير المشروع النووي، لكن الإدارة الأمريكية ورغم صداقتها القريبة مع إسرائيل، لم تسارع للتأثر".
وأضافت: "بالعكس، جزء من رجال بايدن ممن شاركوا في بلورة الاتفاق النووي في عهد الرئيس باراك أوباما في 2015، ما زالوا يشرحون للإسرائيليين، لماذا شكل قرار الرئيس دونالد ترامب اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في بداية 2020 خطرا، ويجب الاعتذار عنه".
وأوضحت الصحيفة، أنه "جرى في الأشهر الأخيرة نقاش في القيادة السياسية والأمنية، حول مدى صحة اعتبار إيران دولة نووية"، وفي مقال نشر بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، قال رئيس الحكومة الأسبق إيهود باراك إن هذا الخلاف تم حسمه، وأكد أن "إيران تجاوزت نقطة اللاعودة باتجاه كونها دولة حافة نووية".
اقرأ أيضا: باراك يتحدث عن فشل إسرائيلي أمريكي في وقف نووي إيران
وفي الأسبوع الماضي نشر في صحيفة "نيويورك تايمز"، أن "إيران على بعد شهر أو شهرين من الحصول على يورانيوم مخصب بكمية تكفي لإنتاج قنبلة نووية واحدة".
وأشارت "هآرتس"، إلى أن باراك، تحدث عن "إفلاس وفشل" السياسة النووية التي قادها رئيس وزراء الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في وقف المشروع النووي الإيراني، مؤكدة أن "باراك محق في ذلك".
وأفادت بأن "نتنياهو كان يأمل، بأن ضغط أمريكي بالحد الأعلى، سيؤدي في نهاية المطاف لإحدى نتيجتين، إما انهيار النظام الإيراني أو تصادم شديد مع واشنطن، ينتهي بقصف أمريكي للمنشآت النووية، ولكن ما حدث هو العكس؛ إيران صممت على التمسك بالمشروع وخرق الاتفاق، وهي تتقدم الآن نحو المفاوضات مع الدول العظمى من موقف قوة".
ورغم "العداء الكبير" بين باراك ونتنياهو، إلا أنه " في الأعوام ما بين 2009 و2012، حينما شغل باراك منصب وزير الأمن في حكومة نتنياهو، فقد ساد بينهما توافق حول الموضوع الإيراني، وضغطا في حينه، من أجل الدفع قدما بهجوم إسرائيلي مستقل ضد المنشآت النووية الإيرانية".
وبينت أن "معارضة أمريكية مع تحفظات شديدة لرؤساء الأجهزة الأمنية في حينه، هي التي منعت تنفيذ هذه العملية، وبأثر رجعي، ثارت أسئلة حول درجة النية الحقيقية لهما بإعطاء أوامر للقيام بالهجوم".
ونوه كاتب المقال إلى أنه خرج بعد لقاء طويل جرى في مكتب وزير في خريف 2011، بأن "قرار مهاجمة إيران تقريبا، متفق عليه بين باراك ونتنياهو".
وذكرت الصحيفة، أن "النهاية معروفة، واشنطن ضغطت والجنرالات في إسرائيل عارضوا، ونتنياهو وباراك قاما بتأجيل القرار لسنة أخرى، بعد ذلك، في صيف 2012، تكررت القصة، وهناك أيضا لم يتم اتخاذ قرار الهجوم، وفي هذه الأثناء تشاجر الاثنان معا، واتهم نتنياهو باراك بشكل غريب، بأنه توصل لتفاهمات مع إدارة أوباما من خلف ظهره لوقف الهجوم".
وتابعت: "بعد فترة قصيرة، انسحب باراك من الحياة السياسية، ونتنياهو واصل التحريض ضد الاتفاق مع إيران، ووجد نفسه في مواجهة علنية عنيفة مع إدارة أوباما، بشأن التوقيع على الاتفاق في صيف 2015، والآن عندما كشف عن فشل سياسته على الملأ، فإنه ينشغل في تصوير أفلام طفولية ضد بينيت وبايدن".
ورأت "هآرتس"، أنه "في حال أصبحت إيران في مكانة دولة حافة نووية، فستكون إسرائيل بحاجة إلى إعادة تحليل وفحص التهديد الإيراني ضدها وطرق مواجهته".
وأوضحت أنه "على الرغم من تصريحات شخصيات رفيعة في إسرائيل، إلا أن الخيار العسكري المستقل ضد إيران غير موجود الآن على الأجندة، والجيش الإسرائيلي بحاجة إلى أن يعود ويبني من جديد هذه القدرة، التي حتى في ذروتها كانت جزئية فقط".