هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شكلت
عملية إعادة اعتقال أسيرين فلسطينيين من أسرى عملية نفق سجن "جلبوع" الإسرائيلي
من قلب مدينة جنين، صدمة كبيرة للشعب الفلسطيني، ما دفع "عربي21" لطرح تساؤل
حول دور السلطة الفلسطينية في حماية
أبناء الشعب الفلسطيني من جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
وتمكن
جيش الاحتلال الإسرائيلي في عملية مشتركة مع جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)
وشرطة الاحتلال الإسرائيلي، من اعتقال الأسيرين أيهم كممجي ومناضل انفيعات، في الساعات الأولى
من فجر الأحد الماضي بعد 13 يوما من عمليات المطاردة والبحث، من قلب مدينة جنين بالضفة
الغربية المحتلة.
الجهاد
توضح
وعن
الموقف من اعتقال الأسيرين كممجي وانفيعات من قلب مدينة جنين المصنفة بالمنطقة
"أ" أوضحت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، على لسان القيادي أحمد المدلل،
أن "أبطال "نفق الحرية" كانوا
قد حددوا معالم هذه الرحلة، رحلة الحرية، وكانوا على يقين بأن النهاية؛ إما الشهادة
أو إعادة الاعتقال".
ونبه
المدلل في تصريح خاص لـ"عربي21" أن "العدو عندما فعّل كل أدواته،
استطاع الوصول إليهم واعتقالهم".
وعن
طبيعة تعامل السلطة مع عملية الاعتقال التي جرت في مناطق "أ" وهي المناطق
التي تقع بالكامل تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، قال القيادي: "كان المطلوب من
السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية، أن تعمل جاهدة على الحفاظ وحماية هؤلاء الأبطال
بطريقتها الخاصة، خصوصا وأنهم اعتقلوا في منطقة تسيطر عليها".
السلطة
تتهرب
وللوقوف
على الموقف الرسمي للسلطة الفلسطينية من اقتحام قوات الاحتلال لمدينة جنين المصنفة
"أ"، تواصلت "عربي21" مع محافظ مدينة جنين اللواء أكرم الرجوب،
الذي رفض الإجابة على التساؤلات.
واستنكر التساؤلات حول دور السلطة في اعتقال الأسيرين، معبرا عن غضبه بشأن ذلك بإغلاق الهاتف، دون أن يبدي سببا لموقفه ذلك.
اقرأ أيضا: محام: الأسير كممجي تجول بجنين وأكل في مطعم وحلق شعره
معلومات
ومتابعة
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي والأمني العميد مصباح أبو كرش، لـ"عربي21" إن "الدور العلني للسلطة عادة في مثل هذه العمليات، التي تستهدف شعبنا وبطولاته، هو تأمين دخول جيش العدو إلى المناطق الفلسطينية والخروج منها بالتنسيق مع هذا العدو، بعد أن ينهي مهمته التي تستهدف أبناء شعبنا".
وأضاف: "هل هناك أكبر وأخطر من هذا الدور؟ إلا إذا أضفنا ما يتم إنجازه معلوماتيا وعملياتيا في السر بين أجهزة أمن العدو وأجهزة أمن السلطة"، بحسب قوله.
ورأى الخبير الأمني أن "الشعب الفلسطيني يعيش كارثة في الضفة الغربية المحتلة، بسبب قدرة الاحتلال على تنفيذ جرائمه تحت الحراسة الفلسطينية، وهذا ما يفسر أيضا عدم قدرة الفصائل على القيام بدورها الوطني الأفضل تجاه هذا الملف أو ملفات وطنية أخرى".
ورجح العميد أبو كرش مشاركة الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في الضفة في عملية الاعتقال، سواء على "مستوى تقديم المعلومات أو المتابعة الميدانية لهؤلاء الأبطال، وهو واجب التزمت به هذه السلطة لصالح العدو من خلال توقيع اتفاق أوسلو واتفاقيات أمنية أخرى برعاية أمريكية"، وفق تقديره.
وفي
قراءته لاعتقال الاحتلال للأسيرين من قلب جنين، أكد أبو كرش أن "عملية الاعتقال بهذه السهولة، شكلت صدمة كبيرة لكل المراقبين
والمتابعين وعموم الشعب الفلسطيني بشكل عام؛ ولا أظن أن العدو نفسه كان قد توقع ذلك".
وأكد
في حديثه أن "المعلومات التي توصل لها العدو بخصوص مكان
تواجدهما كانت دقيقة للغاية والمتوقع أن لا يكون قد مضى على حصوله عليها أكثر من ساعات
معدودات، على عكس ما جاء في الإعلام العبري"، مضيفا: "صحيح أن أجهزة أمن
العدو أصبحت على يقين بأنهما وصلا لجنين، لكن ذلك لا يعني أنها نجحت في معرفة مكان
تواجدهما على الفور".
اعتقال
دون القتل
من جانبه،
أوضح الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن "لدى الاحتلال من الأجهزة والأدوات،
ما يمكنه من جمع المعلومات وتحليلها، وهناك أخطاء ارتكبت، سواء بالزيارة أو الحديث
عبر الهاتف، وجميعها كانت تصب في خانة المعلومات والتجسس والتنصت من قبل الاحتلال،
على كل ما يجري في جنين".
ولفت
في حديثه لـ"عربي21" إلى أن "الاحتلال خطط لكيفية اعتقالهما، وهذا لا
يعني أن السلطة لم تتعاون بشكل كامل مع الاحتلال، الذي نفذ عملية اقتحام جنين بشكل
مخادع من 4 جهات، وأربك من يحمل السلاح للمقاومة وليس للاستعراض، ولم يدركوا، هل هو
اجتياح أم عملية اعتقال".
وأكد
الصواف أن "الاحتلال نجح بعد أن حدد الهدف، واستطاع الوصول إليه بسهولة"،
منوها أن "كممجي وانفيعات، فضلا تسليم نفسيهما، منعا لارتكاب الاحتلال لجريمة
بحق أطفال ونساء ممن كانوا في البيت، ولذلك كان تعاملهم إنسانيا، رغم أنهم بحاجة إلى
الأمن والأمان".
ونبه
الصواف إلى أن "السلطة قد تكون على علم بمكان وجودهما، ولكنها لا تستطيع اعتقالهما،
لذلك قد تكون أعطت المعلومة للكيان كي يتصرف كما يريد، علما بأن الاتفاق بين السلطة والاحتلال
بحسب إعلامي إسرائيلي، هو عدم قتلهما واعتقالهما فقط، وهذا حديث لم تنفه السلطة، ولا أجهزتها الأمنية".
وكشف
الاحتلال فجر الاثنين 6 أيلول/ سبتمبر 2021، عن نجاح ستة أسرى فلسطينيين، معظمهم من
أصحاب الأحكام العالية (مؤبدات)، في تحرير أنفسهم من سجن "جلبوع" الذي يوصف
إسرائيليا بأنه "شديد الحراسة"، ما شكل صدمة كبيرة للمحافل الإسرائيلية كافة،
وعاصفة داخلية لا تسكن، رغم إعادة اعتقالهم جميعا.
والأسرى
الستة هم: الأسير محمود عبد الله العارضة (46 عاما) من "عرابة/ جنين"، معتقل
منذ عام 1996، ومحكوم مدى الحياة؛ والأسير محمد قاسم العارضة (39 عاما) من "عرابة"
معتقل منذ 2002، ومحكوم مدى الحياة؛ والأسير يعقوب محمود قادري (49 عاما) من
"بير الباشا" معتقل منذ 2003، ومحكوم مدى الحياة أيضا.
والأسير
أيهم نايف كممجي (35 عاما) من "كفر دان"، معتقل منذ 2006 ومحكوم مدى الحياة؛
والأسير زكريا زبيدي (46 عاما) من مخيم جنين معتقل منذ عام 2019 ولا يزال موقوفا؛ والأسير
مناضل يعقوب انفيعات (26 عاما) من يعبد، معتقل منذ عام 2019.