قال كاتب
إسرائيلي إن
"مرور عام على توقيع اتفاقيات
التطبيع شهد زيارة عشرات الآلاف من الإسرائيليين
إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وإن بدء التجار من البلدين بإقامة علاقات وتبادل
الطلاب بينهما يوحي بأننا أمام سلام دافئ، بإمكانيات التسخين أكثر فأكثر..
أما مع البحرين فإن الأمور تسير بوتيرة أبطأ. ويبقى الحديث عن السودان
والمغرب".
وأضاف ليعاد أوسمو في
مقال بصحيفة
يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21" أنه "قبل عام
بالضبط، في 13 أغسطس 2020 نُشرت أنباء عن إقامة علاقات رسمية وتطبيع بين الإمارات
وإسرائيل، وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء
السابق بنيامين نتنياهو وولي عهد الإمارات محمد بن زايد عن تحقيق اختراق جريء،
فيما انضمت البحرين لاحقا بعد فترة وجيزة، ثم أضيف السودان والمغرب".
وأشار إلى أن
"العلاقات بين إسرائيل وهذه البلدان دارت خلف الكواليس خلال السنوات الماضية،
رغم المكانة الخاصة للإمارات التي أعجب الآلاف من مواطنيها بما يقدمه
"صديقهم" الجديد، باعتبار أن هذا التطبيع يحقق مصلحة مشتركة، تنتهي
بالمصلحة الاقتصادية لأن إمكانات التعاون الاقتصادي بينهما ضخمة، أما الجانب
الأمني بالكامل ففي أيدي القادة والقوى الأمنية من الجانبين".
كاسنيا سيفاتلوفا عضو
الكنيست السابقة، ومديرة برنامج العلاقات الإسرائيلية الشرق أوسطية في معهد
"ميتافيم"، قالت إن "التطبيع مع الإمارات يحمل آفاقا واسعة، وما
زلنا في بداية قمة جبل الجليد بعد، والسلام بيننا دافئ، ولديه القدرة على الإحماء
بدرجة أكبر، حتى إن الإمارات لديها اهتمام باليهودية والشعب اليهودي، إلى درجة دمج
مثل هذا المحتوى في مناهجها الدراسية في المدارس والجامعات، ودراسة
الهولوكوست".
وأضافت أنه "كان
يصعب تخيل مثل هذا الشيء قبل خمس سنوات فقط، لقد زرت القاهرة عدة مرات من قبل،
وكنت حزينة حين أرى كيف يتم نشر ’بروتوكولات حكماء صهيون‘ وكتاب ’كفاحي‘
ومئات المجلدات التي تتناول إنكار الهولوكوست".
وأكدت أنه "بعد
عام من التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، فقد باتت التغطية الإعلامية هناك أقل تحيزًا ضد
إسرائيل، وهناك اهتمام كبير بالمجتمع الإسرائيلي، وأطلقت وكالة الأنباء الإماراتية
الرسمية موقعا بالعبرية، وتحتفظ سفارتها الجديدة في تل أبيب بحساب على تويتر
لتحديث الأنشطة في إسرائيل".
بالنسبة للبحرين، يقول
الكاتب إن "وتيرة التطبيع معها أبطأ، وقد يرجع ذلك لحقيقة أن سكانها أغلبيتهم
شيعة، متأثرون بإيران التي تعارض التطبيع، ويتوقع أن تطلق شركة طيران الخليج
البحرينية خطها المباشر لإسرائيل قريبا، وفي الوقت نفسه هناك زيارات متبادلة من
القادة وممثلي الحكومة بين المنامة وتل أبيب، على أمل أن تشهد السنوات القادمة
حركة سياحية متبادلة بينهما".
وأشار إلى أنه
"بالنسبة للسودان، فإن إسرائيل تنتظر استقراره السياسي للاستمرار بإحراز تقدم في
الاتصالات الثنائية، أما القصة مع المغرب، فمختلفة بعض الشيء، حيث ينبع الدافع
لتوقيع معاهدة التطبيع من مصالح الملك محمد السادس، لكن هذا لا يعني أن الاتفاق لا
يمكن تسخينه، حيث يزور السياح الإسرائيليون المغرب منذ عقود، ويصلون عبر دولة
ثالثة، ومؤخرا فقط تم افتتاح الخط المباشر بين مطار بن غوريون ومراكش".
وأشار إلى أنه "لا
تزال اتفاقية التطبيع بين إسرائيل والمغرب الموقعة قبل بضعة أشهر أولية، وتشمل فقط
البنود المتعلقة بإعادة العلاقات الدبلوماسية، وتبادل الممثلين، وفتح السفارات،
وتوقيع اتفاقيات إضافية، ولا يزال بعيدًا عن تحقيق إمكانات التعاون على المستوى
المدني، مع رؤية تعبيرات معارضة من العناصر السياسية والمدنية في البلاد لاتفاق
التطبيع".
وأكد أن "أول
اتفاقية سلام إسرائيلية وقعت مع دولة عربية كانت في 1979 مع مصر، والثانية في 1994
مع الأردن، ورغم ذلك فإن الاتفاقية لم تنفذ بعد، ما خلق إحباطا في تل أبيب، لأن
هناك مجموعة صغيرة جدًا من الأردنيين على استعداد للتعاون مع الإسرائيليين، أما
الآن فهم في وضع أفضل مع نظرائهم في الإمارات، لكن هذا يتطلب المزيد من
الاستثمار".