قالت صحيفة التايمز
البريطانية، إن استعداد
الصين للتعاون مع حركة
طالبان ينبغي ألّا يكون مفاجأة،
على الرغم "من فظاعة الأخيرة".
وأوضحت أن "الصين
ترتبط بتحالف قديم مع باكستان، الراعي الخارجي الرئيسي لطالبان، وهو التحالف الذي
يأتي في مواجهة الهند، المنافس المشترك للبلدين".
وأضافت: "إن رحيل
القوات الأمريكية من أفغانستان يجعل البلاد فريسة سهلة للاستراتيجية الدولية
للصين، التي تتضمن جلب الحكومات الأجنبية المحتاجة إلى مجال نفوذها، وكسب دعمها في
المحافل الدولية".
وقالت: "قد تتسبب
الفوضى في أفغانستان في عدم استقرار إقليمي قد يصل إلى الصين، لكن الاتفاق مع
طالبان قد يكون أيضا وسيلة لاحتوائه".
وأشارت إلى أن البلدين
"يشتركان في حدود صغيرة فقط في نهاية ممر واخان البعيد للغاية، وهو أحد
الأماكن النادرة في أفغانستان، التي تمتعت دائما بالسلام ولم تخترقها طالبان أبدا. ولطالما
اختارت الصين طاجيكستان، جارتها المشتركة مع أفغانستان، في قمع وجلب الأويغور
الفارين من إقليم شينجيانغ. كذلك تتعاون طاجيكستان بالفعل مع طالبان، التي استولت
على المعابر الحدودية، ما سمح لها بتحصيل الإيرادات المستحقة للحكومة الأفغانية في
كابول".
وتابعت بأن
"طاجيكستان هي المكان الذي تتشابك فيه المصالح الروسية والصينية حول
أفغانستان، حيث لم يمنع العداء الروسي التاريخي لطالبان والتطرف من دفع موسكو
مكافآت للجماعة لقتل جنود أمريكيين. إن إغراء هزيمة أمريكا في ساحة المعركة الخاصة
بها يتفوق على مخاوف موسكو بشأن التهديد الإسلامي الذي قد تشكله أفغانستان على
الوطن الأم. من الأفضل، كما تعتقد موسكو وبكين، عقد صفقة مع طالبان".
وختمت بالقول إن
"قرارات موسكو وبكين يقف خلفها منطق، لم تقم طالبان مطلقا بتصدير الإرهاب
خارج نطاقها العرقي في أفغانستان وباكستان، وكان إيواؤهم لتنظيم القاعدة مثار
استياء شديد من الأفغان، لكن طالبان اعتبرت أنه ضروري لبقائهم في عالم تعترف فيه
ثلاث دول فقط بحكومتها".