كشف محامي الشيخ
رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في الداخل
الفلسطيني المحتل، لـ"عربي21" بعضا من تفاصيل حياة الشيخ داخل عزله في سجن "ريمون" الإسرائيلي.
ويوم الأحد 16 آب/ أغسطس 2020، بدأ الشيخ رائد
صلاح بتنفيذ ما تبقى من حكم محكمة
الاحتلال الإسرائيلي عليه بالسجن مدة 17 شهرا في
"ملف الثوابت"، علما بأن محكمة الاحتلال أصدرت قرارها بحبس الشيخ 28
شهرا.
تنكيل وعزل وحرمان
وسبق أن قضى الشيخ من فترة محكوميته 11 شهرا
عام 2017 و2018، قبل أن يتم إدخاله إلى السجن المنزلي، ومن ثم إلى السجن وعزله
انفراديا، وإمعانا في زيادة معاناة الشيخ، تم نقله بين عدة
سجون إسرائيلية، منها:
سجن "الجلمة"، وسجن "أوهلي كيدار" الإسرائيلي، والآن في
"ريمون".
وتحدث محامي مؤسسة الميزان لحقوق الإنسان في
الناصرة، عمر الخمايسي، الذي زار الشيخ رائد صلاح في عزله مؤخرا، عن ظروف اعتقاله
الصعبة جدا والمعاناة المركبة التي يعاني منها رئيس الحركة الإسلامية. وأوضح أن
"الشيخ متواجد حاليا في سجن "ريمون" الملاصق لسجن "نفحة"
في أقصى جنوب البلاد (فلسطين المحتلة)".
وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21":
"الشيخ رائد يبعد عن عائلته مسافة تصل إلى نحو ثلاث ساعات ونصف سفرا في كل
اتجاه، وهو ما زال في العزل الانفرادي منذ دخوله السجن".
وأكد الخمايسي، وهو أحد أفراد طاقم محامي الدفاع، أن
"هناك تضييقات على الشيخ رائد في تواصله مع العالم الخارجي، حيث إنه يمنع من
مشاهدة المحطات الإخبارية العربية والصحف أيضا".
ولفت إلى وجود "تنكيل مستمر بالأمور
الأساسية التي تتعلق باحتياجات الأسير اليومية؛ من توفير الغطاء، والزيارات
العائلية، والكتب التي يريد أن يقرأها"، موضحا أن "القانون الإسرائيلي
يسمح لعائلة الأسير بإدخال كتاب أو اثنين في كل زيارة، ورغم ذلك يتم التنكيل في
هذا الجانب بحق الشيخ، ويمنع من إدخال الكتب له من قبل عائلته بحجج واهية بعيدة عن
المنطق والحقيقة".
ونبه المحامي، إلى أن سلطات السجون
الإسرائيلية، "تقوم بين الحين والآخر بدخول الغرفة التي يتواجد فيها الشيخ
لتفتيشها مع أنه في عزل انفرادي، ويمنع أيضا من قبل إدارة السجون من التواصل مع
باقي الأسرى الفلسطينيين"، منوها إلى أنه "يخرج إلى جولة تمتد لدقائق معدودة في
ساحة السجن المغلقة تماما حتى من أعلى، ولا يمكن النظر إلى السماء دون رؤية حاجز
من الأسلاك الشائكة".
استهداف متواصل
وأكد أن "الشيخ رائد صلاح يعيش داخل سجنه
في ظروف صعبة جدا"، منوها إلى أن "الأمر المغضب للشيخ -كما قال لي- أنه وصل إلى مرحلة الاشمئزاز والغضب من سياسات ضابط السجن الإسرائيلي اليومية، ومن الضباط
الذين يتابعون حالته، كونهم يتعاملون بتصرفات بعيدة عن المنطق والعقل السليم، بل
بتصرف قريب من الغباء مع نوع الكيدية فقط لأنه الشيخ رائد صلاح، فقط لأنه يدافع عن
حقه وعن الكلمة وثوابته الوطنية والدينية".
وتابع الخمايسي: "ظروف الشيخ رائد صلاح
داخل السجن الإسرائيلي، تبقى هي ظروف الأسير الذي يحاصر حتى في داخل سجنه، بعزله
انفرادا لفترة طويلة جدا".
ومنذ عقود، يواصل الاحتلال وعبر أجهزته
ومؤسساته الأمنية والسياسية المختلفة، التنكيل وملاحقة الشيخ، فمن الاعتقال
المتكرر إلى الحبس المنزلي، والمنع من السفر، والإبعاد والحرمان من دخول مدينة
القدس المحتلة والصلاة في المسجد الأقصى المبارك، وغيرها من الإجراءات العقابية،
وقامت سلطات الاحتلال بزج الشيخ البالغ من العمر 63 عاما في زنزانة صغيرة منذ
دخوله السجن في 16 آب/ أغسطس 2020.
يذكر أن رئيس الحركة الاسلامية كشف سابقا عن
محاولة الاحتلال اغتياله على متن سفينة "مرمرة" التركية عام 2010، التي
كانت في طريقها إلى قطاع غزة المحاصر للعام الـ15 على التوالي، حيث أسندت المهمة بحسب
الشيخ إلى "قناص متمرس"، ولكنه أخطأ الهدف، واستشهد ناشط تركي شبيه بالشيخ
اسمه إبراهيم بيجلين، كان على متن السفينة.
وسبق تلك الحادثة محاولة اغتيال إسرائيلية
أخرى عندما أصيب الشيخ رائد صلاح عام 2000، برصاصة أطلقتها قوات الاحتلال.