هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال أكاديمي إسرائيلي إنه "بعد جيل
المؤسسين الأوائل لإسرائيل، وهم: ديفيد بن غوريون ومناحيم بيغن وإسحاق رابين، وجيل
خلفائهم بنيامين نتنياهو وإيهود باراك وأريئيل شارون، دخل الإسرائيليون حقبة جديدة
من سياسات القادة الذين يكرهون الفساد والفوضى".
وأضاف البروفيسور باروخ شيموني، المحاضر بقسم
علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بجامعة بار إيلان، في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت،
ترجمته "عربي21"، أنه "سواء نجت حكومة نفتالي بينيت ويائير لابيد أم
لا، فهذا ليس أمرا فظيعا، لأننا في بداية عملية أكبر من هذا الشخص أو ذاك، ومن
هذه الحكومة أو تلك، حيث ترمز هذه الحكومة إلى حد كبير لقدوم حقبة جديدة، وتغيير
أجيال في مواقع الحكم والقيادة في إسرائيل".
وأشار إلى أننا "يمكن أن نبدأ النقاش من
اليمين والوسط واليسار، ويمثلهم يائير لابيد ونفتالي بينيت وغدعون ساعر وميراف
ميخائيلي ونيتسان هورويتس، وهو جيل من الساسة الإسرائيليين الذين يطرقون الباب
بشدة لفترة طويلة، ويريدون استبدال الساسة المنتهية ولايتهم، لاسيما بنيامين
نتنياهو".
وأوضح أن "مراجعة سريعة لأداء القادة
الإسرائيليين تظهر أن بن غوريون وبيغن ورابين وشمعون بيريس، قادوا إسرائيل حتى
منتصف التسعينيات، ويُمنح لهذا الجيل الفضل في إقامة إسرائيل، والحفاظ على أمنها،
لكنه يحصل على درجة منخفضة جدا في خلق التماسك الداخلي، ولم يتم التعامل مع
القادة من الجيل المؤسس بشكل لائق، وفي كثير من الحالات كان العكس هو الصحيح".
وأكد أن "إسرائيل في عهود أولئك القادة
عاشت أجواء من التوترات والفجوات بين اليهود الشرقيين المزراحيم، والغربيين
الأشكنازيم، وفشل بن غوريون في سياسة بوتقة الانصهار التي كانت مسؤولة إلى حد كبير
عن خلق المشكلة بين اليهود أنفسهم داخل إسرائيل، بينما عمّقها بيغن من خلال
خطاباته الافتتاحية، كما أظهر ذلك الجيل عدم القدرة على تنفيذ المشاركة العادلة
والمساواة في الحقوق وتنظيف الأيدي".
وأشار إلى أن "الجيل المؤسس لإسرائيل فشل في تأسيس قيادة تأخذ المجتمع الإسرائيلي لمناطق جديرة به، وانتقل ذلك من شارون
وموشيه أرنس وطفله بنيامين نتنياهو، ورابين مع ابنه المفضل ايهود باراك، وفي ظل
حكم هؤلاء الثلاثة (نتنياهو وباراك وشارون)، وكلهم بالغون، لكنهم فاشلون، ووصلت
التوترات الداخلية إلى ذروتها، وفي الوقت نفسه أصبح الافتقار إلى الحكم، وحروب
الخلافة والفساد مبادئ تنظيمية في المجتمع الإسرائيلي".
وأكد أن "الحقيقة الماثلة بين القادة
الإسرائيليين في مختلف مراحل أجيالهم هي الكذب، والكذب على الحقيقة، حيث يتحدث
سياسيون وصحفيون وأهالي المستوطنات بلغة الفوضى التي تطورت في عهد نتنياهو،
وبتشجيع منه إلى أبعاد تهدد وجودنا ذاته داخل إسرائيل، حتى أن الحرب الأهلية
اليهودية العربية التي حدثت هنا أمام أعيننا قبل أسابيع قليلة فقط، شكلت قمة جبل
الجليد لهذه السياسة".
وتساءل: "لماذا سينتصر لابيد وبينيت؟ ولماذا ستبقى حكومتهم على قيد الحياة، أو على الأقل تمهد الطريق لشيء جديد؟ ربما
لأنهما يملكان القدرة على الحفاظ على مجموعة اجتماعية يهودية متماسكة، بعيدا عن
التجربة الفوضوية والشجارات الدائمة بين المكونات اليهودية، وهي تجارب قدمها لنا رؤساء
الوزراء شارون وباراك وإيهود أولمرت ونتنياهو، صحيح أنهم أذكياء، لكنهم مفترسون،
وتركز دورهم التاريخي في خلق الفوضى".
وأكد أن "الجيل الجديد من القادة
الإسرائيليين الذين تمثلهم حكومة التغيير لا يحتج على أيديولوجية أو أخرى، بل يحتج
على نوعية القيادة في إسرائيل، ويبرهن على عدم قدرة الحكومة على خلق واقع من
المشاركة العادلة والمساواة في الحقوق وتنظيف الأيدي، لقد جلس هذا الجيل على مقاعد
البدلاء لسنوات، وشاهد السلوك المضلل للفائض التأسيسي للجيل المؤسس الذي بدأ في
منتصف التسعينيات، وانتظر اللحظة المناسبة".
وأشار إلى أن "الجيل الإسرائيلي الجديد نظر
إلى الفوضى والفساد، وبمجرد ظهور الفرصة تمكنوا من تشكيل ائتلاف، ولذلك فإن مسألة
ما إذا كانت هذه الحكومة ستستمر هي أقل أهمية من القصة الكبيرة التي تتكشف أمام
أعين الإسرائيليين، الذي لا يتوقع أن يحظوا بفرصة لتزلف القيادة الإسرائيلية، صحيح
أنني قد أبدو ساذجا، لكني أرى أطفالي وطلابي في الجامعة الذين نفد صبرهم على
النفاق والكذب والتلاعب، وبات صانعو الفوضى الاجتماعية والفساد في إسرائيل لا
يطاقون".