هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذر جنرال إسرائيلي بارز، من خطورة الأوضاع التي تمر بها "إسرائيل"؛ حيث تفتقد لقيادة واستراتيجية تأسيسية، أدت إلى إخفاقات متعددة، ما جعلها في وضع مقلق جدا.
وأكد رئيس معهد السياسة والاستراتيجية في المركز متعدد المجالات في هرتسيليا، الجنرال عاموس جلعاد في مقال بصحيفة "يديعوت أحرنوت"، أن "إسرائيل توجد في وضع مقلق جدا؛ يجد تعبيره في سلسلة طويلة من المجالات التي تحتاج فيها لقيادة واستراتيجية تأسيسية، وبغيابها بانتظارنا أضرار قاسية في المدى القريب والبعيد".
ولفت إلى أن "جهود رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لا تنصب على وضع استراتيجية صحيحة لإسرائيل، فالإخفاق القيادي الآخذ بالاحتدام يجد تعبيره الملموس الخطير في عدة مجالات"، منوها إلى أن "نتنياهو وعن حق، يُعرف النظام الإيراني الحالي، كالتهديد المركزي على إسرائيل، وهذا يميز رد تل أبيب على هذا التهديد عبر فعل استخباري وعملياتي".
وبالمقابل، "القرار للصدام مع الولايات المتحدة بهدف منع الاتفاق يثبت نفسه كفاشل وخطير، وفي نهاية فترة رئاسة أوباما وتحت الاتفاق السيء، تجمد مشروع النووي العسكري الإيراني، وأتاح هذا للجيش التركيز على إضعاف التهديد الإقليمي لإيران، في سوريا ولبنان".
ورأى الجنرال جلعاد وهو المدير السابق للدائرة السياسية والأمنية في وزارة الحرب الإسرائيلية، أن خروج الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق، "انتهى بتقدم إيران بشكل كبير، يتيح لها تبعا لقرار سياسي، أن تنتج بنية تحتية تسمح بتطوير وإنتاج سلاح نووي، وإدارة جو بايدن مصممة على تحقيق اتفاق جدي، ونتنياهو أعلن، أن مثل هذا الاتفاق لا يلزمنا، وهذا نهج استفزازي تجاه بايدن".
اقرأ أيضا: كاتب إسرائيلي بعد هبة القدس: سياسة نتنياهو تنفجر بوجهنا
وتساءل: "هل يمكن لإسرائيل أن تهاجم وحدها إيران دون إسناد من واشنطن أو بخلاف رأيها؟ الجواب هو؛ أن إسرائيل وحدها، دون صلة بقدراتها، لا يمكنها عمل ذلك"، منوها أنه "من أجل التأثير على واشنطن، مطلوب حوار مباشر بين رئيس الوزراء والرئيس الأمريكي، وهذا لا يحصل، وبغيابه إسرائيل تعد منعزلة".
وفي ذات الوقت، "تصلب إيران موقفها بهدف تعظيم إنجازاتها بشكل اتفاق يحتمل أن يوقع، وهذا إخفاق خطير لا سابقة له؛ فهل هذا الإخفاق هو نتيجة مداولات؟ أين تجرى هذه؟ الكابينت مشلول والحكومة لا تؤدي مهامها، ونحن نوجد في وضع مقلق يستوجب إصلاحا فوريا".
وأكد جلعاد، أن "النظرية التي تقول، إنه يمكن إقامة سلام يتجاوز النزاع مع الفلسطينيين تتبين كوهم، فالعلاقات المشوشة مع السلطة الفلسطينية، التي تقيم علاقات تنسيق أمني هامة مع إسرائيل، توجد في حالة أفول متواصل، والقوة الفائزة الفورية حماس، توجد في حالة صعود، وهي تسعى لأن تضرب جذورها في الضفة، ونجاح حماس في هذا المجال هو مصيبة حقيقية، ومن الحيوي منعها".
وقال: "بين الإسرائيليين والفلسطينيين لا توجد استراتيجية واضحة على مستوى الزعماء، وكل شيء في القنوات الأمنية التي هي هامة جدا، ولكن ليس بما يكفي، وهنا مطلوب فعل في المجال السياسي، الاقتصادي وغيرها نحن نساهم في إضعاف السلطة وتفككها، الأمر الذي سيمس باحتمالية عالية في الأمن القومي لإسرائيل، وهذا من شأنه أن يجرنا لمواجهات زائدة مع الفلسطينيين".
ورأى الجنرال، أن "هجمات حماس الأخيرة، المتربطة بأحداث القدس، تثبت فقط الحاجة إلى استراتيجية مرتبة"، موضحا أن "قوات الشرطة الإسرائيلية بحاجة لتوجيه استراتيجي، من أجل العمل بمهنية فقط، وألا تسمح لعناصر متطرفة بالعمل كما تشاء، والسبب الذي يكرر نفسه هو الإخفاق القيادي".
وأما حيال الأردن، "إسرائيل التي توفر العلاقات الاستراتيجية لها مع عمان الكثير من الدماء والمليارات، يظهر الإخفاق أيضا، وباستثناء التعاون الأمني عظيم القيمة لإسرائيل، فباقي شبكات العلاقات في حالة جمود وتراجع، والعلاقات الشخصية بين الملك ورئيس الوزراء تكاد تكون غير موجودة، وهذا مس خطير بأمن إسرائيل".
وفي المجال الداخلي، نبه جلعاد، أن "إسرائيل لا تؤدي مهامها، فلا يوجد استخلاص للدروس واستثمار للمقدرات وفقا لسلم أولويات مرتب في مجالات الحياة المركزية؛ الصحة، الاقتصاد، المواصلات والتعليم، وفي كل هذه المجالات الصورة متكدرة وفوضى عابثة".
ولفت إلى أن "سلسلة طويلة من المناصب بقيت شاغرة ويتيمة، وقسم من مخزون المناصب هو بمثابة القائم بالأعمال، ولا يمكنها أن تضع الخطط بعيدة المدى والقيام بمهامها كما يجب، كما أن من يتولى مناصب أخرى، يقتربون من النهاية وليس واضحا متى سيعين لهم بدائل".
وخلص الجنرال في نهاية مقاله، إلى أن "قيادة إسرائيل لا تؤدي مهامها، والإخفاق آخذ في الاحتدام ولا يوجد مخلص"، معربا عن أمله أن "تحرك هذه الأزمة الخطيرة، مسيرة تسمح بالعودة للمسار الصحيح".