هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلطت صحيفة إسرائيلية، الضوء على الصفقة التي بموجبها حصلت الإمارات على 22 في المئة من حقل غاز "تمار" الإسرائيلي، محذرة من خطر الاستثمارات الأجنبية في البنية التحتية الإسرائيلية.
وأوضحت صحيفة "هآرتس/ ذي ماركر" العبرية في تقرير أعده لافي بار ايلي، أن شركة "مبادلة بتروليوم"، وهي فرع الطاقة لحكومة أبو ظبي، اتفقت مبدئيا مع شركة "ديليك دريلينغ" الإسرائيلية، لشراء 22 في المئة من الحقوق في حقل غاز "تمار" الذي تديره "شيفرون"، ويقع على بعد 90 كيلومترا غرب حيفا، مقابل 1.1 مليار دولار.
وتساءلت: "ماذا سيكون وزن هذه الدعوة من جانب نظام أجنبي، في اليوم الذي سيمتلك فيه خُمس أسهم مصدر التزويد الرئيسي لقطاع الطاقة في إسرائيل؟"، مضيفة: "الإمارات التي احتجت على إغلاق الدرج في باب العامود هذا الأسبوع، سيسمح للمسؤولة عن المنافسة بتحذيرها وتحذير شركائها في الحقل من إساءة استغلال القوة الاحتكارية؟".
وذكرت أن "هذه الأسئلة هي التي تستحوذ في هذا الصباح على معظم الاهتمام في أعقاب تقرير "ديليك" في البورصة؛ رغم أنها لا تتعلق بالتفاصيل التجارية للصفقة ذاتها، وسبب الاهتمام المحدد بالضبط للطابع الجيوسياسي للصفقة".
وقالت: "إسرائيل منعت في السابق استثمارات للصين وروسيا في حقول الغاز"، والآن وبعد خطة الغاز وبعد بيع الغواصات لمصر وبعد صفقة تصدير الغاز لمصر والأردن، وأيضا بعد بيع طائرات "إف35" للإمارات، وبعد التوقيع على اتفاق نقل النفط من دول الخليج لمنشآت تكرير النفط في إسرائيل، يدور الحديث عن صفقة سادسة فيها المصالح الجيوسياسية والأمنية ترتبط بالمصالح التجارية، من غير أن يكون واضحا من الذي يسبق من، خدمة المصلحة الإسرائيلية أم تحقيق المصلحة الشخصية".
ورأت الصحيفة، أن "كل صفقة من الصفقات المذكورة أعلاه، تحمل إمكانية كامنة لتحسين مكانة إسرائيل، ولكن في نهاية المطاف، حتى قبل أن يقطف الجمهور في إسرائيل الثمار الأولى، أموال كثيرة يتم تداولها، وهكذا مثلا، وعود مشروع إسالة الغاز للمستهلكين ما زالت لا تجد تعبيرها على الأرض، في الوقت الذي فيه "نوفل إنيرجي" و"تشوفا" التقيتا مع مليارات الدولارات التي تم تسليمها لهما بفضل المشروع".
اقرأ أيضا : جنرال إسرائيلي يكشف أهداف التحالف مع فرنسا والإمارات
ونوهت إلى أن "تفاصيل الصفقة وظروفها يتم الحفاظ عليها تحت غطاء من السرية، كما أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مصمم على منع إجراء لقاء استراتيجي حول كشف الأصول القومية للاستثمارات الأجنبية، ويفضل أن يدير المخاطر التي تكتنف ذلك بنفسه".
وأشارت إلى أن "مذكرة التفاهمات لبيع ممتلكات "ديليك" في حقل "تمار" لأبو ظبي لا يجب أن تفاجئنا؛ أولا؛ لأنه مطلوب من "ديليك" بيع كل ممتلكاتها في الحقل حتى نهاية 2021، ثانيا، منذ بداية هذه السنة، حذرت وزارة الشؤون الاستراتيجية والشاباك، من أنه "يتوقع زيادة في الاستثمار من جانب دول الخليج في الأشهر القريبة القادمة"؛ ثالثا، "مبادلة"، هي صاحبة المصلحة في تطوير سوق الغاز الإقليمية، بقوة امتلاكها 10 في المئة في رخصة "شوروك" بمصر، ومن بين أمور أخرى، تم العثور على حقل الغاز الأكبر "زوهر"؛ رابعا؛ الوضع المالي الصعب لشركة "تشوفا" والتعليق المرفق بالبيانات المالية لشركة "ديليك"، تلزمها بأن تضخ بسرعة أموالا نقدية".
ورجحت "هآرتس"، أن "توقيع "ديليك" والإمارات جاء بعد إجراء مسبق تم مع السلطات الإسرائيلية والجهات المهنية في فرع الطاقة، وليس مع الجهات الأمنية"، مؤكدة أن الاتفاق لا يمنح الإمارات "التدخل في تشغيل الحقل الذي سيبقى في أيدي الأمريكيين (شفرون)، وهو أيضا لا يمنحها الأغلبية".
اقرأ أيضا : الإمارات تتقدم لمشاركة الاحتلال استغلاله لغاز المتوسط
وأشارت إلى أن "الصفقة ما زالت بحاجة لمصادقة المسؤول عن شؤون النفط في وزارة الطاقة، ومجلس النفط وربما أيضا سلطة القيود التجارية، مع ذلك، يصعب التصديق بأن إسرائيل ستخاطر بإحراج شركائها الاستراتيجيين الجدد"، منوهة أن "المفاجأة، توجد في السعر المنخفض نسبيا الذي يعطي للحقل قيمة تساوي 5 مليارات دولار، هذا بعد أن اشترت "هرئيل" قبل 6 سنوات 3 في المئة من الحقل".
وعن أهم النقاط الإيجابية في الصفقة، ذكرت أنه "رغم أن الأمر يتعلق بمرحلة أولية، إلا أنه من الجيد رؤية أن "تشوفا" تبدد المخاوف من أنها لن تفي بالموعد النهائي للخروج من حقل "تمار"، كما أن المشتري؛ هو لاعب استراتيجي له مصلحة في تطوير سوق الغاز الإقليمية، بما في ذلك السوق المصرية، لأن استمرار تطوير خزانات الغاز على شواطئ إسرائيل يرتبط بالتصدير، ومشروط بمبيعات مباشرة للسوق المصرية والأردنية".
ومن بين الأمور الإيجابية بحسب الصحيفة، أن "المشتري هو لاعب عربي، يمكن أن يخفف المخاوف السياسية من جانب لاعبين دوليين آخرين من الاستثمار في إسرائيل، كما أن دخول لاعب أجنبي جديد ليست له مصلحة في السوق القائمة، وليس أمريكيا، يمكن أن يضعف قوة "شفرون" الأمريكية التي ستواصل الاحتفاظ بصورة موازية في حقل "تمار" و"لفيتان" و"دليت"، وبهذا ستنشأ ظروف ناضجة أكثر لتسعير تنافسي للغاز".
وأشارت إلى أن "استثمار الإمارات في أصول استراتيجية، هو تعبير عن رغبة متبادلة في التطبيع ويمكن أن يعزز التحالف السياسي ضد إيران".
وبشأن النقاط السلبية أو السيئة بالنسبة للاحتلال، فهي بحسب "هآرتس"، "تتركز في وضع بنية تحتية وطنية حاسمة في أيدي دولة عربية، والأمر لا يقتصر على ذلك، كما أن حقيقة أن المشتري القادم هو شركة حكومة وليس شركة تجارية خاصة، تثير الخوف من أن اعتبارات الاستثمار ليست تنافسية بالضرورة؛ أي أن الحديث يدور عن أداة سياسية لا ترى أمامها مصالح المستهلك والخدمة المقدمة له".
ونبهت إلى أن "حقيقة أن المشتري جهة حكومية، يمكن أن تقيد في المستقبل أيدي المنظمين في كل ما يتعلق بخطوات إنفاذ وفرض عقوبات (مثلا، بسبب خرق قواعد بيئية)، كما أن مصالح "مبادلة" في مصر، يكمن في سيناريوهات معينة بالذات؛ أن تمس إمكانية تصدير الغاز الإسرائيلي المنافس".
وأفادت الصحيفة في نهاية تقريرها، أنه "بالنسبة للاستثمار الأجنبي في بنى تحتية إسرائيلية، فإن سيطرة أقلية مالية على خزان غاز لا تقلق بشكل خاص، ولكن المشكلة تبدأ بأنها تمنح أصحابها مقاربة إشكالية للوصول إلى ترتيبات الحماية في البحر والبر، وانكشاف معين للمخابرات العسكرية، واعتبارات جيوسياسية ونقاشات حكومية في الموضوع".