ملفات وتقارير

أمريكا تخلي أفغانستان بحلول ذكرى 11 سبتمبر.. ماذا عن طالبان؟

سارع حلفاء واشنطن إلى الإعلان عن العزم على إخلاء البلد المضطرب منذ عقود، وفق الجدول الزمني الأمريكي- جيتي
سارع حلفاء واشنطن إلى الإعلان عن العزم على إخلاء البلد المضطرب منذ عقود، وفق الجدول الزمني الأمريكي- جيتي

أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الأربعاء، عزمه على تحقيق انسحاب كامل لقوات بلاده المنتشرة في أفغانستان، بحلول 11 أيلول/ سبتمبر المقبل؛ الذكرى السنوية العشرين لهجمات 2001، التي دفعت الولايات المتحدة لخوض أطول حرب في تاريخها.

 

وسارع حلفاء واشنطن إلى الإعلان عن العزم على إخلاء البلد المضطرب منذ عقود، وفق الجدول الزمني الأمريكي، فيما يبدو أن الحديث عن السلام مع حركة طالبان قد تراجع مع إصرار الأخيرة على مواقفها وشروطها.

 

وبعد أسابيع من العمل على مؤتمر تستضيفه تركيا، في إطار مساعي السلام، أعلنت حركة طالبان أنها لن تحضر أي مناسبة من هذا القبيل قبل تنفيذ الولايات المتحدة لاتفاق الدوحة، الموقع العام الماضي، والذي يقضي بانسحاب عسكري كامل من أفغانستان.

 

وكان الرئيس بايدن يواجه مهلة تنتهي في أول أيار/ مايو حددها الرئيس السابق دونالد ترامب الذي حاول سحب القوات قبل أن يترك البيت الأبيض لكنه فشل.

وسيسمح قرار بايدن ببقاء 2500 جندي في أفغانستان بعد الأول من أيار/ مايو، لكن المسؤولين أشاروا إلى أن من الممكن رحيل القوات كلها قبل 11 أيلول/ سبتمبر.

وكان حجم القوات الأمريكية في أفغانستان قد بلغ ذروته في 2011، عندما تجاوز الـ100 ألف جندي.

 

اجتماع للتحالف الغربي

 

والأربعاء، من المقرر أن يعقد وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا محادثات بشأن أفغانستان، في إطار اجتماعات لحلف شمال الأطلسي.

وقالت وزارة الخارجية الألمانية في بيان إن "المحور الرئيسي للمحادثات هو أفغانستان. والقضايا الأخرى التي ستتم مناقشتها هي التطورات الحالية على الحدود الأوكرانية الروسية والاتفاق النووي مع إيران".

 

اقرأ أيضا: ماذا وراء دعوة واشنطن لأنقرة للعب دور في الأزمة الأفغانية؟

وسينعقد ما يسمى باجتماع "الرباعية" عقب محادثات أوسع نطاقا بين وزراء دفاع وخارجية حلف شمال الأطلسي.

 

وقبيل المحادثات، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأربعاء، أن الوقت قد حان لسحب القوات المنتشرة في أفغانستان، مضيفا أن واشنطن ستعمل مع حلفائها في حلف شمال الأطلسي لتأمين انسحاب "منسق".


وقال بلينكن: "حققنا معا الأهداف التي وضعناها والآن حان الوقت لإعادة قواتنا إلى الوطن".

وفي وقت سابق، صرحت وزيرة الدفاع الألمانية، أنيغريت كرامب كارنباور، بأن قوات حلف شمال الأطلسي ستنسحب في أيلول/ سبتمبر على غرار القوات الأمريكية.


وقالت كرامب كارنباور للإذاعة العامة الألمانية "آ آر دي": "قلنا دائما: ندخل معا (مع الأمريكيين) ونخرج معا".

 

وأضافت أنها تتوقع قرارا من حلف شمال الأطلسي بهذا الشأن بعد جلسة خاصة للحلف اليوم الأربعاء. 

 

وألمانيا لها حوالي ألف جندي في أفغانستان وهي ثاني أكبر قوة أجنبية منتشرة هناك بعد القوات الأمريكية.

 

تحذير استخباري أمريكي


وفي الوقت الذي كشف فيه مسؤولون عن خطط بايدن لسحب القوات، فقد جدد مجتمع المخابرات الأمريكي مخاوفه الشديدة يوم الثلاثاء على مستقبل الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في كابول.

وقال تقرير عن تقييم الوضع أرسل إلى الكونغرس: "ستواجه الحكومة الأفغانية صعوبات في صد طالبان إذا سحب التحالف دعمه".

وأضاف: "كابول لا تزال تواجه انتكاسات في ساحة القتال وطالبان واثقة من أن بإمكانها تحقيق نصر عسكري".


ويقول معارضو الانسحاب إن خروج القوات أشبه بالدفع بأفغانستان إلى مصير مجهول وهو ما يقول الخبراء إنه ربما كان أمرا محتوما.

 

اقرأ أيضا: طالبان: لسنا مستعدين بعد لحضور مؤتمر إسطنبول

 

"هزيمة"

وقال أنتوني كوردزمان في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "ما من سبيل مستساغ يمكن للولايات المتحدة من خلاله الانسحاب من أفغانستان. فلا يمكنها إعلان النصر ولا يمكنها الانتظار إلى ما لا نهاية حتى يتحقق ضرب شكلي من ضروب السلام".

وبالانسحاب دون إعلان النصر تفتح الولايات المتحدة الباب أمام انتقادات بأن تلك الخطوة اعتراف فعلي بالفشل.

وقال المسؤول الرفيع بالإدارة الأمريكية إن القوات ليست أفضل حل للحفاظ على ما تحقق من مكاسب في حقوق الإنسان، وإن الأمر يستلزم "تدابير دبلوماسية وإنسانية واقتصادية جريئة" بدلا منها.

التعليقات (1)
طالبان منصورة
الأربعاء، 14-04-2021 04:28 م
إدارة الرئيس الديمقراطى " جو بايدن " إتخذت قرارا كارثيا بتأجيل انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان إلى حلول الذكرى الـ 20 لهجمات 11 سبتمبر 2001 م ! فذلك يعد خرقا فادحا لبنود إتفاق الدوحة 2020 م القاضى بالانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من أفغانستان بحلول شهر مايو / آيار 2021 م ، و يُحل طالبان من التزاماتها ببنود ذلك الإتفاق بعد انقضاء الموعد المحدد لانسحاب القوات الأمريكية من البلاد ، و ربما كان أخطر تلك البنود على الإطلاق هو التزام طالبان بعدم السماح باستخدام الأراضى الأفغانية كنقطة انطلاق لاستهداف العمق الأمريكى ، أو احتضان طالبان لسائر جماعات الجهاد العالمى ، أو استئناف نشاط معسكرات تدريب المجاهدين القادمين من كل مكان إلى أفغانستان ! فبقاء القوات الأمريكية فى أفغانستان لـ 4 أشهر إضافية بعد الموعد المحدد سلفا لانسحابها من البلاد لن يدعم وضع حكومة كابل العميلة فى مواجهة هجوم الربيع السنوى الذى تشنه طالبان ضدها ، و ضد قوات الإحتلال الغربى الداعمة لها ، و لن يحمى مراكز الاستخبارات ، و وحدات مكافحة (الإرهاب) التابعة للشركات الأمنية الخاصة التى تستهدف المجاهدين فى طول البلاد و عرضها ! و مما لا شك فيه فإن نقض إدارة بايدن لبنود تلك الإتفاقية يقوض من مصداقية الولايات المتحدة ، و من التزاماتها بالإتفاقيات التى وقعت عليها ، و يجعل من السياسة الخارجية الأمريكية سياسة حزبية تخضع لتوجهات الحزب الذى تعقد إدارته الإتفاقيات الخارجية ، و ليس سياسة دولة تلتزم إداراتها المتعاقبة بالإتفاقيات التى عقدتها الإدارات التى سبقتها ! و بطبيعة الحال فإن ترامب ، و سائر مؤيديه من الجمهوريين سيستغلون الخسائر البشرية التى ستلحق بالقوات الأمريكية فى أفغانستان بعد انقضاء موعد الهدنة ، حتى موعد الانسحاب المزمع فى الذكرى الـ 20 لهجمات 11 سبتمبر 2001 م من أجل الدعاية ضد خصومهم الديمقراطيين ، و تحميلهم المسؤولية عن سفك دماء الأمريكيين فى أفغانستان بقرارات سياسية خاطئة ، كان من الميسور تجنبها إذا ما إتخذت إدارة بايدن القرار الصحيح !