صحافة دولية

FT: لماذا يكره ظريف مسلسلا أنتجته جهة موالية للحرس الثوري؟

ظريف وروحاني هاجما المسلسل وانتقداه وتم إعلان تأجيل عرضه- وكالة مهر
ظريف وروحاني هاجما المسلسل وانتقداه وتم إعلان تأجيل عرضه- وكالة مهر

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا أعدته نجمة بوزورغيمر، أوضحت فيه سبب عدم إعجاب محمد جواد ظريف، المسؤول عن المفاوضات النووية بصفته وزيرا للخارجية، بمسلسل "غاندو".


وأنتجت المسلسل مؤسسة توصف بأنها مرتبطة بالحرس الثوري، في حين اتهم ظريف المسلسل بـ"الكذب من أوله إلى آخره" وأنه "يسيء إلى وزارة الخارجية أكثر مما يسيء إلي شخصيا"، عبر تغذية عدم الثقة.

 

ويرى المحللون الإصلاحيون أن إنتاج مسلسل يتحدث فقط عن المحادثات النووية، يذهب أبعد من إنتاج دراما مثيرة.

 

اقرأ أيضا: ظريف عن حادث نطنز: سننتقم من الاحتلال الإسرائيلي
 

وتدير إيران محادثات مع الغرب بشأن إحياء المفاوضات النووية، التي عدّها المعسكر الإصلاحي أهم إنجازاته. ومن هنا يرغب المعسكر المتشدد عبر هذه الدراما في تشويه صورة وزير الخارجية الذي يحظى بشعبية، ومنعه من التفكير بالترشح للرئاسة في عام انتخابي مهم. 


وقال ظريف في تصريحات هذا الشهر: "سأكون ممتنا لصناع غاندو بتركنا كي نواصل عملنا الحالي"، وعلق قائلا إنه لن يرشح نفسه للرئاسة. 


وترى الصحيفة أن إمكانية المحادثات النووية مع الولايات المتحدة والدول الأخرى أدت لتعقيد المشهد السياسي الإيراني المحفوف بالمخاطر قبل انتخابات حزيران/ يونيو المقبلة.

 

ويعول الكثير من الإصلاحيين على أكبر دبلوماسي لإنعاش الصفقة النووية وتعزيز الدعم لهم في صناديق الاقتراع.

 

وربما فضل المحافظون التفاوض على الصفقة بأنفسهم بعد الانتخابات التي تعد مهمة في حالة وفاة المرشد الأعلى علي خامنئي، 81 عاما، خلال الفترة الرئاسية الحالية.


ويهدف مسلسل "غاندو" الذي يشير إلى تمساح إيراني يستطيع التمييز بين أصدقائه وأعدائه إلى "إخبار ظريف أنه لو فكر بالترشح للانتخابات فسيتم تدميره"، كما يقول محلل إصلاحي.

 

وأضاف: "عندما تؤمن قيادة الحرس بقصة غاندو، فهذا يعني أنه لن يسمح لظريف بالترشح في حال قام بتحدي هذه التحذيرات".

 

وسينهي الرئيس الحالي حسن روحاني فترته الثانية، ولم يظهر بعد من سيخلفه، ذلك أن تسجيل السياسيين للانتخابات سيبدأ في نهاية آيار/مايو، ويجب أن يوافق مجلس صيانة الدستور على المرشحين، وهو هيئة يسيطر عليها المحافظون.

 

ومن المرشحين المحافظين المحتملين للرئاسة، محمد باقر غاليباف، رئيس البرلمان وقائد سابق في الحرس الثوري وإبراهيم رئيسي، رئيس القضاء وعلي لاريجاني، رئيس البرلمان السابق.

 

وعلى الجانب الإصلاحي، هناك تكهنات بترشيح إسحق جهانغير، النائب الأول للرئيس نفسه للرئاسة وحسن خميني، حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية وظريف.

 

وتلقى ظريف تعليمه في الولايات المتحدة وعمل في السلك الدبلوماسي، حيث يحظى باحترام في الغرب لبراغماتيته، ولعب دورا مهما في الاتفاق التاريخي الذي وقعته إيران عام 2015 مع إدارة باراك أوباما ودول أخرى.

 

ووافقت فيه إيران على الحد من برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات عنها. إلا أن الرئيس دونالد ترامب تخلى عنه في 2018 وأعاد فرض العقوبات والتي شملت ظريف.

 

وقال إنه سيحاول التوصل لاتفاق جديد مع إيران يحد من نشاطاتها في المنطقة وسياساتها العسكرية. وأكدت التحركات الأمريكية للمحافظين، أنه لا يمكن الثقة بالولايات المتحدة. 

 

اقرأ أيضا: MEE: "تشكيلات" مسلسل تركي استخباراتي يصور دحلان "شريرا"

 

ونظرا لدراسة ظريف في الولايات المتحدة وترؤسه بعثة إيران في الأمم المتحدة، حيث التقى بمسؤولين أمريكيين بمن فيهم جوزيف بايدن، فقد كان محل شكوك من المحافظين والتيار المتشدد.

 

ويبدو الحذر من ظريف والغرب واضحا لدى مشاهدي "غاندو"، وكذا بطولة الحرس الثوري. فبطل المسلسل محمد يحذر من محاولة المفاوضين الغربيين تخريب مصافي النفط كجزء من المحادثات النووية.

 

ويعمل محمد في منشأة نووية تشبه تلك المنشآت في أفلام جيمس بوند. وفي الوقت نفسه يتلقى وزير الخارجية الخيالي نصيحة من مستشار إعلامي، المتهم الرئيسي بـ "الدخول في محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة والقبول بشروط قائدة القرية العالمية".

 

وتعكس المعالجة الدرامية في جزء منها موقف نقاد ظريف. وقال مساعد لسياسي محافظ ومرشح محتمل للرئاسة: "يجب محو كل الإصلاحيين وظريف وجماعات الضغط التي يتعامل معها في واشنطن (من حملة الجنسية المزدوجة) من السياسة الإيرانية".

 

وقال: "علينا التخلص من الورم السرطاني مرة واحدة وللأبد".

 

وعلق غولمالي جعفر زادة، العضو المحافظ السابق في البرلمان، قائلا إن ظريف "ليس رجل دولة جيدا، ويجب ألا يرشح نفسه للرئاسة"، مضيفا: "على الإصلاحيين معرفة أن اختياراتهم لن يتم الموافقة عليها".

 

وقرر التلفزيون الإيراني هذا الشهر وقف بث الحلقات التي كانت في منتصف حلقاتها الـ 30.

 

وقال الإعلام المحلي، إن عملية البث قد تستأنف بعد الانتخابات.

 

وأشار الرئيس روحاني الذي كان إنجازه هو الاتفاقية النووية، الأربعاء الماضي، إلى أنه يجب عدم إنفاق "مال الشعب" على "تزييف الحقيقة" و"تشويه الحقائق". 


وبعد ثلاثة أعوام من العقوبات، يشعر الناخبون بالخيبة من الاقتتال بين السياسيين ومنظور الانتخابات، ويقول المهندس حامد، 40 عاما: "سواء كان ظريف أو شخصية أبرز منه فلن أصوت، ولنترك الحرس الثوري يفوزون، فهم الذين يديرون البلد، فلماذا أضحك على نفسي؟".  

التعليقات (0)