أكد نائب المرشد العام لجماعة
الإخوان المسلمين
المصرية،
إبراهيم منير، أن جماعته تتمنى الخير دوما للشعبين المصري والتركي وكل الشعوب العربية
والإسلامية، معربا عن أمله أن "تصب المحادثات الرسمية التركية المصرية في صالح
رخاء واستقرار وحرية الشعبين، وذلك في ظل التصريحات الأخيرة لبعض المسؤولين الأتراك،
وعلى رأسهم الرئيس رجب طيب أردوغان"، مؤكدا أن "هذا الأمر من شأنه أن يصب
في صالح الجميع بلا استثناء".
جاء ذلك في لقاء خاص مع "عربي21"، تعقيبا على الاتصالات
الجارية الآن بين الجانبين التركي والمصري، والتي بدأت تظهر للعلن خلال الفترة الأخيرة.
وحول الموقف من أي وساطة تركية محتملة لإنهاء الأزمة المصرية،
أشار نائب المرشد العام للإخوان إلى أنهم منفتحون على هذه الوساطة –في حال وجودها–
مع "مراعاة حقوق الشهداء والمعتقلين والمظلومين في مصر".
وعن تصريحات رئيس اتحاد القوى الوطنية المصرية والمرشح الرئاسي
الأسبق أيمن نور لـ"عربي21" التي قال فيها إنه لا يستبعد أن تكون
تركيا وسيطا
نزيها في حل هذه الأزمة المصرية، قال منير: "لو لم تكن تركيا وسيطا نزيها في تلك
الأزمة ما كنّا قد تجاوبنا معها فيما تطرحه، إلا أنها كذلك بلا أدنى شك؛ فهم أصحاب
تاريخ نزيه".
اقرأ أيضا: أيمن نور يوضح حقيقة "وساطة" تركيا في الأزمة المصرية
وأضاف منير: "الرئيس أردوغان صاحب رؤية سياسية جامعة
وشاملة، وهو حريص على هدوء واستقرار المنطقة كلها بما يصب في صالح الجميع، وهذه إحدى
المبادئ الإنسانية التي يحافظ عليها الشعب التركي".
"مناورة من النظام المصري"
وعبّر منير عن أمله في أن لا تكون تلك التطورات الأخيرة مجرد
مناورة من النظام الحاكم في مصر.
واستدرك قائلا: "رغم ذلك، أنا أعتقد أن الإشارات التي
يمكن أن تُفهم من التصريحات الأخيرة التي قالها الرئيس أردوغان جعلت الناس تتصور أنها
مبادرة تركية، ومع ذلك نرى أن تصريحات الرئيس أردوغان جاءت في وقتها المناسب، وتصب
في صالح الشعبين التركي والمصري بكل طوائفه، بل والمنطقة كلها".
وبسؤاله عن أبعاد "تصريحات أردوغان"، أجاب:
"من الأفضل أن نقف حاليا عند حدود الإشارات التي حملتها تلك التصريحات، وأن لا
نتعداها، ولن نقوم بتحليل ما جاء فيها الآن".
"قضايا ثابتة"
وشدّد منير على أن هناك أمورا يمكن وصفها بالثابتة لدى جماعة
الإخوان في أي مفاوضات أو وساطات، وهي "حقوق الشهداء، والمعتقلين، والدماء التي
سالت التي لا يمكننا التجاوز عنها، وهناك مظالم كثيرة لا بد من النظر فيها، ونحن ندرك
أن النظام التركي يعي ذلك جيدا وسيراعيه في حال حدوث أي مفاوضات أو وساطات، وبالتالي
فلسنا جامدين، لكننا أصحاب حقوق".
وجدّد منير قوله بأنه "في حال إذا ما عُرض على المعارضة
المصرية ككل، والإخوان جزء منها بطبيعة الحال، القبول بأمور من شأنها أن تصب في صالح
الشعب المصري، وتضمن الإفراج عن المعتقلين والمختطفين، فلن نرفض ذلك بكل تأكيد، لأنه
إذا ما رفضنا سنكون مخطئين بلا شك".
وردا على سؤال بشأن موعد انتهاء المحادثات الجارية حاليا
بين الجانبين (المصري والتركي)، وعما إذا كانت ستستغرق وقتا طويلا، قال القائم بأعمال
المرشد العام للإخوان: "هذا أمر يخص المسؤولين عن تلك المباحثات، ونحن لا نعلم
عنه شيئا غير ما أشار إليه الرئيس أردوغان، ونأمل إذا ما كانت تلك المفاوضات حقيقية
أن تنتهي في أقرب وقت، وألا تطول كثيرا".
"إشراك جميع قوى المعارضة"
وتحفظ منير على ما يردده بعض المعارضين بشأن وجود تخوفات
بالنسبة لهم من إتمام الوساطة والحوار مع النظام الحاكم في مصر دون إشراك جميع قوى
المعارضة في تلك المفاوضات، مضيفا: "الصف الإخواني نفسه لا يعلم إلا التفاصيل
التي تم الإعلان عنها والمعروفة للجميع، بل ونحن أيضا في قيادة الجماعة لا نعلم أيضا
سوى الأمور التي يجري إعلانها، ونحن لم ولن نتعدى على حقوق باقي المصريين".
واستطرد قائلا: "نرجو أن تكون هناك ثقة متبادلة بين
الجميع، وأن نثق في بعضنا البعض؛ فالأوضاع لا تتحمل مثل تلك الأمور غير المقبولة، ولا
نقبل مطلقا الانفراد بالتمثيل السياسي في أي ظرف، وأرجو أن نكون جميعا على مستوى المسؤولية.
ومن الغريب أن يتصور البعض أنه في مثل هذه الأمور الدولية سيُخفى شيء ما، لأن الأمور
ستكون واضحة للجميع في وقتها".
"أول وساطة تركية"
وردا على الأقاويل التي تتردد بشأن ما يُقال حول وجود وساطة
تركية في الأزمة المصرية، قال إن "هذا الأمر -إن صح- سيكون أول تحرك من الجانب
التركي لحلحلة تلك الأزمة؛ فلم يسبقه وساطات تركية أخرى على مدار السنوات الماضية،
إلا أننا لا ندري إن كانت هناك أمور أخرى بين الدولتين جرت سابقا أم لا، وليس لنا
حق أن نقول لهم ماذا فعلتم أو ماذا لم تفعلوا؟".
وعن مدى اختلاف "الوساطة التركية المحتملة" عن
غيرها من الوساطات الأخرى التي حدثت خلال السنوات السابقة، أضاف: "لسنا في مجال
تقييم تلك الوساطة أو غيرها، لكننا الآن بالتأكيد في مرحلة مختلفة تماما عن باقي المراحل
الأخرى، وخصوصا ما يحدث في المنطقة الآن، ونحن نثمن ونقدر كثيرا موقف واهتمام الجانب
التركي في هذا الصدد".
وأشار منير إلى تفهم الإخوان للقرارات التي اتخذتها تركيا
مؤخرا بخصوص أداء قنوات المعارضة، موضحا أن "تركيا لم تطلب إغلاق القنوات التي
تبث من أراضيها، فضلا عن أنها لن تقوم بتسليم أي معارض مصري على أراضيها، وهو ما أكدت
عليه بصورة واضحة للجميع".
"الإعلام المعادي لتركيا"
واستغرب منير استمرار أداء وسائل الإعلام المعادية لتركيا،
المنسوبة لمعارضين أتراك، أو داعمين لهم، والتي يُقال إنها تُبث من مصر، في هجومها
على تركيا والرئيس أردوغان، حتى الآن، رغم حديث وزير الإعلام المصري عن الترحيب بقرار
تركيا بشأن فضائيات المعارضة المصرية، وحديثه عن ميثاق شرف إعلامي، وهو "الميثاق
الذي لا يطبقه الوزير، وغيره من المسؤولين، على الإعلام المصري في الداخل"، مضيفا:
"مثل هذه الأمور يعود القرار فيها للنظام الحاكم في مصر، إلا أن مَن يديرون الأوضاع
في القاهرة، وخاصة الإعلام، ليسوا أكفاء، وهم يسيئون كثيرا إلى أنفسهم".
وعلق منير على التقرير الذي نشرته وكالة "رويترز"
مؤخرا، والذي نقلت فيه عن مسؤولين دبلوماسيين إشارتهم إلى تراجع القلق السعودي من جماعة
الإخوان المسلمين، في ظل تسارع خطوات كل من الرياض والقاهرة نحو التفاهم مع الدوحة،
بالقول: "نحن لا نعلم تفاصيل عن ذلك الأمر، خاصة أنه لا يوجد شيء على الأرض يشير
إلى تراجع القلق السعودي من الإخوان".