هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
خيّر الرئيس اللبناني، ميشال عون، رئيس الحكومة المكلف، سعد الدين الحريري، بين تشكيل حكومته فورا أو إفساح المجال أمام الآخرين، فيما رد الأخير داعيا لانتخابات رئاسية مبكرة.
وفي كلمة متلفزة، وجّه عون دعوة إلى الحريري إلى قصر يعبد من أجل التأليف الفوري للحكومة بالاتفاق بينها، "وفق الآلية والمعايير الدستورية المعتمدة في تأليف الحكومات، من دون تحجج أو تأخير".
وأضاف: "في حال وجد رئيس الحكومة المكلف نفسه في عجز عن التأليف وترؤس حكومة إنقاذ وطني تتصدى للأوضاع الخطيرة التي تعاني منها البلاد والعباد، فعليه أن يفسح المجال أمام كل قادر على التأليف"، بحسب ما نقلته الوكالة الوطنية للإعلام..
وأشار إلى أنه "سلك درب المساءلة الوعرة في ظل نظام تجذر فيه الفساد السلطوي والمؤسساتي واستشرى، وارتفعت أمامي كل المتاريس، وأنتم تعرفون أني ما اعتدت الإذعان والرضوخ دفاعا عن كرامتكم وعيشكم الحر الكريم".
اقرأ أيضا: أزمة الوقود تتفاقم بلبنان مع تدهور الليرة.. ومحطات توقف البيع
وسرعان ما رد الحريري على تصريحات رئيس الجمهورية، داعيا لانتخابات رئاسية مبكرة، وطالبا بمصارحة اللبنانيين بشأن أسباب عدم التوقيع على التشكيلة الحكومية.
وقال الحريري في بيان: "سأتشرف بزيارته للمرة السابعة عشرة فورا إذا سمح جدول مواعيده بذلك، لمناقشته في التشكيلة الموجودة بين يديه منذ أسابيع عديدة، والوصول الفوري إلى إعلان تشكيل الحكومة".
وأضاف: "في حال وجد فخامة الرئيس نفسه في عجز عن توقيع مراسيم تشكيل حكومة اختصاصيين، فسيكون عليه أن يصارح اللبنانيين بالسبب الحقيقي الذي يدفعه لمحاولة تعطيل إرادة المجلس النيابي الذي اختار الرئيس المكلف، والذي يمنعه منذ شهور طويلة عن إفساح مجال الخلاص أمام المواطنين، وأن يختصر آلامهم ومعاناتهم عبر إتاحة المجال أمام انتخابات رئاسية مبكرة، وهي الوسيلة الدستورية الوحيدة القادرة على إلغاء مفاعيل اختياره من قبل النواب لرئاسة الجمهورية قبل خمسة أعوام، تماما كما اختاروني رئيسا مكلفا لتشكيل الحكومة قبل خمسة أشهر".
ومن المتوقع أن يلتقي الطرفين يوم الإثنين المقبل.
ماكرون: نحو نهج جديد
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس إنه سيدفع من أجل تبني نهج وأسلوب جديدين في الأسابيع القادمة فيما يتعلق بلبنان في ظل عجز الأطراف الرئيسية في البلاد عن تحقيق تقدم على مدى الأشهر السبعة الماضية لحل الأزمتين الاقتصادية والسياسية.
وتقود فرنسا جهودا دولية لإنقاذ لبنان من أسوأ أزمة يشهدها منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990 لكنها أخفقت حتى الآن في إقناع الساسة المتناحرين بتبني خارطة طريق للإصلاح وتشكيل حكومة جديدة تفتح الطريق أمام الحصول على مساعدات دولية.
وبعد شهرين من تكليفه، أعلن الحريري تقديم تشكيلة حكومية من 18 وزيرا من الاختصاصيين، إلا أن الرئيس رفضها؛ بسبب ما وصفه بـ"التفرد" بتشكيلها دون الاتفاق معه.
ومنذ ثلاثة أسابيع، يشهد لبنان احتجاجات شعبية وإغلاقا للطرق الرئيسية، تنديدا بالأوضاع المعيشية، واستمرار تدهور سعر صرف العملة المحليّة.
ومنذ أكثر من عام، يعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990، وفاقمتها تداعيات جائحة كورونا، وانفجار كارثي بمرفأ بيروت، في 4 آب/ أغسطس الماضي.