قال كاتب
إسرائيلي إن الأسابيع
الأخيرة شهدت فقدان جدعون ساعر، أحد منافسي بنيامين
نتنياهو، قرابة ثلث قوته في
استطلاعات الرأي؛ بسبب سلوكه السياسي الكسول على وجه التحديد، وهو الأمر الذي قد
يعيق طريقه إلى مقر إقامة رئيس الحكومة.
وأضاف ميخال شيمش
بتقرير على هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني-كان، ترجمته "عربي21"، أن ساعر
المنشق عن الليكود لم يكلف نفسه عناء إضافة أسماء جديدة منذ إعلانه لحزبه
"أمل جديد"، نهاية العام الماضي، بينما ذهب نفتالي بينيت زعيم حزب
"يمينا" لإجراء مفاوضات صعبة مع باقي شركائه المحتملين، و"تمكن من
التفاهم مع عدد من نجوم السياسة الإسرائيلية، فيما لم يكلف ساعر نفسه عناء رفع
سماعة الهاتف عليهم".
وأشار إلى أنه
"على العكس من ذلك، فإن ساعر منذ اللحظة الأولى لإعلان حزبه الجديد أكد أنه
ضد إجراء الاتصالات مع الآخرين، ولا يحتاج إليها، ولذلك فقد دفع ثمنها، وهو ما لم
يخطر بباله، وبالتالي فإن حزبه الأمل الجديد شكل حالة من النعاس العميق، والحملات
الإعلامية ضعيفة، والكليشيهات التي تقدم للجمهور الإسرائيلي لا توجد فيها رسالة
جديدة وأساسية".
وأكد أن
"المسألتين الرئيسيتين اللتين تهمان حاليا الإسرائيليين لا تحتلان مكانا
مهما لدى ساعر، وهما الأزمة الصحية التي أحدثها وباء كورونا، والأزمة الاقتصادية
التي أعقبت ذلك، ولذلك جاء تراجعه أمام منافسيه نفتالي بينيت ويائير لابيد مدوياً،
خاصة بعد إعلانه عدم التزامه بالجلوس في حكومة لابيد، ما جعله أقل صلة بموقع رئيس
الوزراء، بعد أن تفوق عليه لابيد بـ4-5 مقاعد في استطلاعات الرأي الأخيرة".
وأوضح أن "ساعر
بنى سياسته الانتخابية على الأصوات اليسارية التي ستصوت له من الناحية
الاستراتيجية، لكنه بدا مخطئا، خاصة في ضوء أن حزب ميرتس لم يجتز نسبة الحسم في
استطلاعات الرأي الأخيرة، ومن المحتمل جدا في هذه الحالة أن يتدفق الناخبون اليساريون
إلى الحزب القديم لإنقاذه، وهذا أيضا لا يعمل لصالح ساعر".
وأضاف أنه "أخطأ
عندما اعتمد على كتلة يسار الوسط، مع أن استطلاعات الرأي تشير إلى أنها ضعفت، وقد
تخسر عشرة مقاعد في
الانتخابات، وكل هذه الأخطاء قد تجعل ساعر غير ذي صلة في اليوم
التالي للانتخابات، أما الشخص الذي يصبح أكثر صلة فهو نفتالي بينيت، لأنه وفقا
لاستطلاعات الرأي فإن "ساعر، بينيت، لابيد، أفيغدور ليبرمان، وميراف
ميخائيلي"، كلهم يؤكدون أنه لا توجد حكومة بدون بينيت".
وأكد أن
"التحركات السياسية التي قادها مؤخرا زعيم يمينا ساعدته على التعافي في عدد
المقاعد التي قد يحصل عليها، فبجانب استراتيجية الغموض التي يتبعها عندما يرفض
استبعاد المعارضين السياسيين، فإن هذين الأمرين معا قد يجعلانه الرجل المهم في
إسرائيل في اليوم التالي للانتخاب، ما يتطلب من ساعر أن يتوقف عن استبعاد لابيد
كرئيس للوزراء، ويأمل في التناوب معه على موقع رئيس الحكومة في المستقبل".