صحافة إسرائيلية

"هآرتس": جيش الاحتلال يؤيد إقامة حلف عسكري مع واشنطن

نتنياهو كان يدفع باتجاه فكرة الحلف إلا أن قادة الجيش وأجهزة الأمن كانوا يعارضونه لأنه قد يقيد قدرة الجيش الإسرائيلي - جيتي
نتنياهو كان يدفع باتجاه فكرة الحلف إلا أن قادة الجيش وأجهزة الأمن كانوا يعارضونه لأنه قد يقيد قدرة الجيش الإسرائيلي - جيتي
سلطت صحيفة عبرية الضوء على خطة إقامة حلف عسكري مشترك بين الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدة أن رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي، اقتنع به مؤخرا بعد رفضه لسنوات.

وأكدت صحيفة "هآرتس" في مقال للكاتب ينيف كوفوفيتش، أن "كوخافي اقتنع بتأييد حلف دفاع مع الولايات المتحدة، الذي أراد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو دفعه قدما خلافا للموقف التقليدي لجهاز الأمن".

وأوضحت "جهات كبيرة" في الجيش الإسرائيلي، أن "التأييد المحتمل للحلف مقبول لدى كوخافي"، كما ذكرت الصحيفة أن "الكثير من الضباط الكبار، ما زالوا يعارضون هذه المبادرة التي تم إهمالها منذ الانتخابات في آذار/ مارس الماضي"، منوهة إلى أن الجيش رفض التعليق على الأمر برده: "نحن لن نتطرق لنقاشات سرية مع المستوى السياسي".

وأشارت الصحيفة إلى أن "انضمام إسرائيل لحلف دفاع مع الولايات المتحدة، طرح في حملة "الليكود" الانتخابية للكنسيت الـ 22 في أيلول/ سبتمبر 2019، وأراد نتنياهو أن يضع نفسه كزعيم له قامة عالمية عالية، مقربا في المقام الأول الرئيس الأمريكي في حينه دونالد ترامب".

واعتبر نتنياهو الحلف الذي جاء الحديث عنه بانتخابات آذار/ مارس بأنه "أمر عظيم"، لكنه اعترف بتشكك الجهات المهنية ذات الصلة.

ونوهت الصحيفة إلى أن "حلف الدفاع يعزز العلاقات الأمنية بين الأعضاء الموقعين عليه، ويلزمهم بشكل علني بالدفاع عن بعضهم البعض وتنسيق الهجمات والخطوات الأخرى، وفي عشرات السنين الماضية، وأيضا في نقاشات حول مبادرة نتنياهو الأخيرة، قالوا في جهاز الأمن، إن الانضمام لهذا الحلف سيقيد خطوات إسرائيل".

وبحسب أقوال الجهات الأمنية الإسرائيلية رفيعة المستوى، "التعاون مع الأمريكيين مثمر أصلا، ولكن عيوب هذا الحلف أكبر من فائدته".

مصادر سياسية وأمنية مطلعة ذات علاقة بالنقاشات التي جرت في السنة الماضية قالت لـ"هآرتس": "رغم مواقف الجهات المهنية التي فحصت المبادرة، وافقت شخصيات رفيعة في الجيش على منح موافقتها لهذه الخطوة، وتم إرسال وثيقة لمكتب رئيس الحكومة تطرح موقف الجيش الإيجابي من هذا الحلف".

حلف أحادي الجانب

ونبه مصدر أمني رفيع سابق إلى أن "هذا الموقف لا يمكن طرحه بدون مصادقة مسبقة لرئيس الأركان"، مقدرا أن "التغيير الذي طرحه كوخافي تمت الموافقة عليه بسبب الضغط الذي استخدم عليه، علما بأن حرية عمل الجيش تم الحفاظ عليها كأمر مقدس، ومن الصعب فهم كيف ولماذا جعلوا هؤلاء الأشخاص يغيرون موقفهم".

وأشارت الصحيفة إلى أن "جهات أمنية رفيعة حذرت من الانضمام للحلف، لأنه يمكن أن يظهر كأمر استفزازي بالنسبة لروسيا، ويقيد نشاطات سلاح الجو في سوريا".

وتابعت: "وقيل بأن هذا الحلف سيلزم إسرائيل بأخذ مصالح الولايات المتحدة في العراق في الحسبان، وهذا التقدير يتوقع أن يمنع مهاجمة أهداف إيرانية في العراق، وهناك تخوف آخر تم طرحه يتعلق بقدرة الولايات المتحدة على مطالبة الجيش الإسرائيلي بعدم استخدام الوسائل القتالية الأمريكية في الحالات التي تنوي فيها إسرائيل العمل بصورة لا تتساوق مع مصالح واشنطن في الشرق الأوسط".

الجنرال غادي آيزنكوت، الذي سبق كوخافي في هذا المنصب، قال سابقا: "إسرائيل الآن وفي المستقبل القريب، لا تحتاج لحلف دفاع، وهذا أمر ليس من الواجب تطويره".

ولفتت "هآرتس" إلى أن "رؤساء الأركان الثلاثة الذين واجهوا نتنياهو في الانتخابات الأخيرة، بني غانتس وغابي أشكنازي وموشيه يعلون، عارضوا بشكل علني هذه المبادرة، وحذروا من أنها ستقيد قدرة الجيش في العمل أمام التهديدات".

وبينت أن "رجالات نتنياهو وصفوا في بعض النقاشات الحلف كحلف أحادي الجانب، دفاع عن إسرائيل فقط، وبدون التزام الجيش الإسرائيلي بالمشاركة في مهمات الجيش الأمريكي، وعلى ذلك رد رجالات جهاز الأمن بأنه ربما ستطالب إدارة أمريكية مستقبلية بالتطبيق المتبادل للحلف، ولن تكون ملزمة بالتفاهمات التي تم التوصل إليها في فترة نتنياهو وترامب".

بعد بضعة أيام على انتخابات الكنيست الـ 23 "سيطر وباء كورونا على الأجندة العامة في إسرائيل والعالم، وتوقف نتنياهو عن التحدث علنا عن الحلف، ومكانة ترامب ضعفت إلى أن خسر في الانتخابات وفاز جو بايدن، الذي دخل البيت الأبيض في الشهر الماضي".

وأكد مصدر سياسي له علاقة بالمحادثات حول الحلف، أنه "منذ سنة لم يكن هناك أي نقاش في هذا الموضوع، ولكن لا أحد يطرح هذا الأمر حتى كخيار".
0
التعليقات (0)