طب وصحة

مخاوف من صراع عالمي على اللقاحات.. والأمم المتحدة تحذر

تخوفات من نقص في إمدادات اللقاح بسبب تأخر الإنتاج- CC0
تخوفات من نقص في إمدادات اللقاح بسبب تأخر الإنتاج- CC0

حذرت منظمة الصحة العالمية من تكرار أخطاء الماضي، والتخلي عن الدول الفقيرة حتى تكمل الدول الغنية تطعيم سكانها ضد فايروس كورونا، إلى جانب تنديد بقرار الاتحاد الأوروبي منع تصدير اللقاحات، وسط أزمة أوروبية بريطانية بهذا الخصوص.

ودعا مدير عام منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إلى عدم تكرار أخطاء الماضي والتخلي عن الدول الفقيرة حتى تكمل الدول الغنية تطعيم سكانها باللقاحات المضادة لكوفيد-19.

وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس: "إذا احتفظنا باللقاحات لأنفسنا ولم نشاركها، فستكون هناك ثلاث مشكلات رئيسية (...) الأولى هي تسجيل فشل أخلاقي كارثي، والثانية السماح بتواصل استعار الجائحة، والثالثة إبطاء التعافي الاقتصادي بشكل كبير".

وأضاف محدقا إلى الكاميرا خلال مؤتمر صحافي نصف أسبوعي: "هذا إذن خطأ أخلاقي، ولن يساعد في وقف الوباء، ولن يعيد وسائل كسب العيش. هل هذا ما نريد؟ الأمر متروك لنا لاتخاذ القرار".

وضرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أمثلة من الماضي لإعطاء ثقل أكبر لتحذيره.

وذكّر بأنه تعين على بعض الدول الفقيرة "الانتظار عشرة أعوام" لتحصل على الأدوية الضرورية لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز). أما في حالة إنفلونزا الخنازير، فقد حصلت دول فقيرة على اللقاح المضاد له، "لكن بعدما انتهت الجائحة".

وجدد غيبريسوس التحذير من النزعة القومية في ما يتعلق باللقاحات، وشدد على "أننا نعيش في قرية عالمية"، وأن لا أحد سيكون بمأمن ما لم يتم احتواء كوفيد-19 في كافة أنحاء العالم.

وتأتي تصريحات المسؤول الأممي في سياق تسجيل نقص في التزود ببعض اللقاحات الأكثر فعالية في السوق، ما أثار غضب دول غنية.

وانتقدت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، اعتماد الاتحاد الأوروبي آلية لمراقبة صادرات اللقاحات ضد كوفيد-19 خارج منطقته، ومنع تصدير الجرعات المخصصة للأوروبيين.

قيود أوروبية على تصدير اللقاح

ويفرض الاتحاد الأوروبي اعتبارا من السبت ضوابط على تصدير اللقاحات المضادة لكوفيد-19 تمكنه من إخضاع الجرعات المخصصة له للرقابة، في آلية استنكرتها منظمة الصحة العالمية.

واعتمدت المفوضية الأوروبية، الجمعة، قاعدة تنظيمية تخضع بموجبها اللقاحات لـ"تصريح تصدير" تصدره الدول. ومن المقرر أن تدخل حيز التنفيذ بمجرد نشرها في جريدة الاتحاد الرسمية السبت.

 

وتهدف الآلية، التي تبقى نافذة لستة أسابيع، إلى "الحصول على معلومات دقيقة بشأن إنتاج اللقاحات، ومعرفة من هي الشركات التي سترسلها"، كما أكد مفوض التجارة فالديس دومبروفسكيس.

ويعود للدول الأعضاء القيام بعملية الرقابة، وإصدار تصريحات التصدير بناء على "توصيات" المفوضية، بعد مبادلات بين سلطات الجمارك المحلية وبروكسل.

وتنص هذه الآلية على حيازة معلومات حول صادرات اللقاحات، ووجهتها، والكميات المنقولة، "لفترة تغطي الأشهر الثلاثة السابقة لدخولها حيز التنفيذ"، ما "يسمح بتوضيح التحركات الحاصلة خلال الأسابيع الماضية"، وفق دومبروفسكيس.

أزمة أوروبية بريطانية

وهدد الاتحاد الأوروبي بتقييد صادرات اللقاحات إلى إيرلندا الشمالية بتعليق بند من اتفاق بريكست مع بريطانيا يسمح بالتدفق الحر للسلع عبر الحدود الإيرلندية، لكنه تراجع عن موقفه، بعدما عبّر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن "قلقه البالغ".

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، في بيان في ساعة متأخرة الجمعة، إن المفوضية "ستعمل على ضمان ألّا يتأثر بروتوكول إيرلندا/إيرلندا الشمالية".

على جانب آخر، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، السبت، إن الاتحاد الأوروبي طمأنه إلى أنه لا يريد تعطيل إمدادات لقاحات كوفيد-19 للمملكة المتحدة، بعد أن قال التكتل إنه يعتزم ضبط الصادرات.

وأدلى دومينيك بهذه التصريحات بعد "محادثة بناءة" -على حد وصفه- مع فالديس دومبروسكيز نائب رئيس المفوضية الأوروبية.

وقال راب على تويتر: "حصلت على تأكيدات بأن الاتحاد الأوروبي ليس لديه الرغبة في منع الإمدادات التي تفي بعقود تسليم اللقاحات للمملكة المتحدة". وأضاف: "العالم يتابع، ولن يمكننا هزيمة الجائحة إلا من خلال التعاون الدولي".

وسجلت بريطانيا 1200 حالة وفاة بسبب كوفيد-19 السبت، انخفاضا من 1245 في اليوم السابق، و23275 إصابة جديدة بالمرض، وهو انخفاض أيضا عن اليوم السابق.

وتمثل أرقام الوفيات أولئك الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا خلال الثمانية والعشرين يوما الماضية.

وأظهرت بيانات رسمية أن ثمانية ملايين و380 ألفا تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح المضاد للمرض حتى الآن، ارتفاعا من عدد سبعة ملايين و890 ألفا الذي أُعلن الجمعة.

صراع اللقاحات

وكان مركز أسباب للشؤون الجيوسياسية نشر، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، استشرافا حول مآلات الصراع على اللقاحات حول العالم، قائلا إن العالم يواجه مسارات معقدة للتعامل مع عملية إنتاج وتوزيع لقاحات كوفيد-19.

وقالت نشرة "مآلات" الصادرة عن المركز، إن هنالك عدة عوامل يمكن أن تؤثر على توزيع اللقاح من بينها التصنيع، واستقرار اللقاح، وسلاسل التوريد، وأماكن التخزين.

وأشار إلى أن الدول تهدف إلى استعمال اللقاحات في خدمة مصالحها الجيوسياسية، والاقتصادية، متوقعا أن تبادر الصين لاستعادة دبلوماسيتها عبر اللقاح الذي تنوي توزيعه بشكل واسع في 2021.

ولفت إلى أنه ستختلف سرعات طرح اللقاح في دول العالم، ومن المتوقع أن تمتد عمليات التوزيع لـ2022، وهو ما سيؤدي إلى اختلاف المواعيد النهائية الوبائية من دولة لأخرى.

وفي آب/ أغسطس الماضي، تعهد رئيس وزراء الصين، لي كه تشيانغ، بأن تشارك الصين جرعات اللقاح الذي ستطوره مع دول جنوب شرق آسيا، فيما تعهد وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، بتوفير اللقاح للدول الأفريقية.

 

لقاحات صينية

 

وأعلنت الصين، الأحد، أن 7 لقاحات محلية مضادة لكورونا دخلت المرحلة الثالثة من التجارب السريرية في البلاد.

 

وقال مدير عام علوم وتكنولوجيا التنمية الاجتماعية في وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية، وو يان بين، في مؤتمر صحفي إن الصين لديها حاليا 16 لقاحا تم تطويرها بشكل ذاتي.


وكان أول لقاح طورته شركة معهد بكين المحدودة للمنتجات البيولوجية التابعة للمجموعة الوطنية الصينية للتكنولوجيا الحيوية المنضوية تحت سينوفارم، حصل الشهر الماضي على موافقة سوقية مشروطة من الهيئة الوطنية للمنتجات الطبية.

منظمة الصحة في ووهان 

 

وزار فريق خبراء منظمة الصحة العالمية الذي يحقق في مصادر وباء كوفيد-19، الأحد سوقاً في مدينة ووهان الصينية كانت البؤرة الأولى لفيروس كورونا في الصين، حسبما ذكر صحافيون في وكالة فرانس برس.


ووصل أفراد الفريق إلى سوق هوانان للمأكولات البحرية التي كانت تُباع فيها حيوانات بريّة حية وأُغلقت منذ كانون الثاني/ يناير 2020، ودخلوا إلى المكان المسيّج، في وقت منع حراس بسرعة آخرين من الدخول.


وبعدما خرج المحققون الخميس من حجر صحي استمرّ 14 يوماً، بدأوا تحقيقهم الميداني الجمعة.


وهذه الزيارة لمنظمة الصحة العالمية شديدة الحساسية من الناحية السياسيّة بالنسبة لبكين المتهمة بأنها تأخرت في التحرك في مواجهة أولى الإصابات بكوفيد-19 في المدينة الهائلة الواقعة في وسط الصين.


ولم يرد الخبراء الأحد على أي سؤال لدى وصولهم إلى السوق المترامية الأطراف.


ومنذ بضعة أيام، نشرت صحيفة "غلوبال تايمز" القومية مقالا يقلل من أهمية هذا السوق في تحديد مصدر الوباء، مؤكدا أن "تحقيقات" تشير إلى أنه ليس منشأ الفيروس.

التعليقات (0)