صحافة دولية

الغارديان: لا تلوموا ترامب بل من ساعدوه على التمرد بالكونغرس

حذر الكاتب ممن أسماهم "العصاة" داخل الكونغرس الأمريكي من المشرعين- جيتي
حذر الكاتب ممن أسماهم "العصاة" داخل الكونغرس الأمريكي من المشرعين- جيتي

قال لورنس دوغلاس، أستاذ القانون والفقه والفكر الاجتماعي، في كلية أمهرست ماساشوستس الأمريكية في مقال نشرته صحيفة "الغارديان"؛ إن أنصار الرئيس دونالد ترامب، الذين اقتحموا الكونغرس، لم يكونوا "العصاة" الوحيدين داخل مبنى الكابيتول، الأربعاء الماضي.

 

وأوضح في مقال وفق ما ترجمته "عربي21": "بل كان في الداخل عدد آخر من المشرعين الذين تجمعوا في غرفها، قبل أن يتم خرق الحواجز المحيطة بالبناية". 


وقال: "مقارنة مع المحرضين بقمصانهم التي كتب عليها شعار: لنجعل أمريكا مرة أخرى، ومعاطفهم العسكرية، فالعصاة داخل الكونغرس كانوا يرتدون البدلات الرسمية، عندما افتتحت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي الجلسة". 

 

وأضاف أنهم "نتاج مدارس النخبة في ستانفورد ومدارس القانون في ييل وبرنستون وهارفارد، الذين كانوا يعرفون أن ترامب قد خسر بشكل حاسم، ومع ذلك اختاروا وبطريقة انتهازية المشاركة في الهجوم الأخطر على الديمقراطية الأمريكية".

 

اقرأ أيضا: NYT: ترامب بحث مع مستشاريه إمكانية العفو عن نفسه
 

وتابع: "من هنا، فلوم ترامب على العنف لا معنى له، لأن الذين اتبعوا هذا الرئيس يعرفون أنه لن يعترف بالهزيمة". 


وقال: "تحول ترامب خلال الشهرين الماضي للقائد الأعلى للتخريب في الولايات المتحدة، عمل طوال الوقت لقلب نتائج عملية ديمقراطية". 


والخميس، تحدث أخيرا زعيم الجمهوريين ميتش ماكونيل مطالبا الوحش بالعودة إلى القفص، متناسيا أربعة أعوام من تريبته لهذا الوحش، وفق تعبيره.


وتابع: "إلا أن دفاع ماكونيل بطولي، مقارنة مع الأصوات الخافتة من تيد كروز. ويموضع كروز نفسه لأن يكون ترامب الثاني، ولكن بصورة ديماغوجية أكثر تشذيبا وفصاحة من النسخة الأولى؛ فترامب يكذب بطريقة صارخة، فيما يغلف كروز أكاذيبه بغلاف من النقاش المنطقي".


وقال: "يوم أمس، استمعنا له وهو يقترح "طريقة أخرى" يمكن أن تساعد المشرعين على تجنب الخيارات الرديئة. وكان الخيار الرديء الأول الذي اقترحه هو وضع نتائج الانتخابات جانبا. مع أن هذا الخيار ليس رديئا فقط، ولكنه دعوة للفتنة. وكان ثلثا الجمهوريين في الكونغرس يحاولون الاندفاع لتبنيه". 


وأضاف: "أما الخيار الثاني الرديء، فهو الذي يفرضه الدستور الديمقراطي، أي المصادقة على النتائج التي أقرتها الولايات ووافقت عليها المحاكم. ولكن ما الذي يجعل هذا الخيار رديئا، هو ما قاله كروز، وهو أن "نصف البلاد تعتقد بتزوير الانتخابات". ولكن السيناتور ينسى أن هذا الاعتقاد ناجم عن التضليل الذي يقوم هو وترامب بتغذية الشعب الأمريكي به وبطريقة إجبارية".

 

اقرأ أيضا: التعديل 25: أسرع طريقة لتجريد ترامب من السلطة

وأشار إلى أنه "بعد ذلك، قام رجل الدولة كروز باقتراح خيار بديل، وهو إنشاء لجنة مثل تلك التي أنشئت لحل النزاع الذي نشأ في أعقاب انتخابات 1876. فلجنة هيز- تيلدين كما عرفت واجهت أزمة حقيقية في الانتخابات، ولكن اليوم لا توجد خلافات حول نتائج الانتخابات الأخيرة، باستثناء الخداع الذي ساعد كروز على اختراعه".


وتابع: "يعد اقتراح كروز صورة عن السياسات الترامبية التي تقوم على: اكذب بما يكفي حتى تكون قادرا على اختراع واقعك القوي. ولم يكد كروز ينتهي من خطابه، حتى كانت تلك الحقيقة الزائفة والقوية واضحة".


وزاد بالقول: "يمكن للواحد تخيل الغضب الذي سيصيب كروز لو حاول البعض وضع خط لموقفه وربطه بالعنف الذي أعقب ذلك. وسيكون جوابه المتوقع كالآتي: كيف تتجرأ على هذا؟ لو كان هناك من يلام فهم الديمقراطيون، وهذا ما يحدث عندما تتجاهل مظاهر القلق الشرعية لملايين الأمريكيين".  


وأكد أن العنف الأربعاء الماضي "يبدو أنه صدم بعض المشرعين الجمهوريين، ودفعهم لإعادة التفكير بحكمة هذه التجربة في سياسة الاندفاع نحو الهاوية الدستورية. وسواء تم تعلم الدروس أم لا، فنحن بانتظار معرفة هذا".

 

ويقول دوغلاس: "قد لا نكون ألمانيا في عام 1933، ولكننا قد نكون ميونيخ في 1923، ففي 8 تشرين الثاني/نوفمبر من ذلك العام، قام آلاف من النازيين بتنظيم محاولة انقلابية فاشلة ضد جمهورية فايمار. وبعد عشرة أعوام، قام العصاة نفسهم بالسيطرة على السلطة في ألمانيا وعبر الطرق الانتخابية".

التعليقات (1)
رابح بوكريش
الجمعة، 08-01-2021 11:02 ص
الدولة العميقة هي التي أسقطت دونالد ترامب صدق الكونغرس بمجلسيه النواب والشيوخ على فوز جو بايدن في انتخابات الرئاسة الأميركية، ورفض الطعون على نتائج الانتخابات الرئاسية التي تقدم بها مشرعون جمهوريون.حدث هذا بعد أن اقتحم أنصار الرئيس ترامب مبنى الكابيتول لمنع الكونغرس من التصديق على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن في الانتخابات. إن الحمى التي تلتهب الآن في أمريكا من جراء الخيبة التي حصلت للكثير من الأمريكان بعد فوز جو بايدن أخذت تبرز شيئا فشيئا وتصعد حرارتها بالرغم من الاعتراف ترامب بالهزيمة. وهذا ما يبعث على القلق الشديد . ذلك أن حدوث الاضطرابات وما يتوقع أن تقابلها به السلطة من شأنه أن يؤدي الى اضطرابات في أمريكا وبالتالي في العالم . والسؤال الافتراضي هنا هو : من المتسبب في كل هذا ؟ . أن الولايات المتحدة الأمريكية تواجه ظاهرة عالمية ذات قيمة عظمى وهي بروز الصين كقوة اقتصادية ويقظة الشعوب الأخرى واندفاعها في تحررها السياسي ، وهذا معناه أن أمريكا لم تعد ذلك البلاد الذي يجمع أغلب دول العالم حوله و تتولى فيه الزعامة من الناحية المعنوية والاقتصادية والسياسية .هذا هو برنامج أمريكا منذ الحرب العالمية الثانية . ولكن يبدو أن ترامب لم ينظر الى هذا البرنامج. لذلك رأت الدولة العميقة أن ترامب لم يعد يلبي مصالح هذه الدولة، بل ربما غدا عبئاً عليها، ومكلفاً أكثر مما يحتمل. وكان واضحا أن العلاقة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب و "الدولة العميقة" الأمريكية معقدة للغاية ومليئة بالتوترات وجداول الأعمال المتضاربة.والدليل على ذلك نزع الشرعية عن الرئيس الأمريكي بشكل منتظم من قبل وسائل الإعلام، وقبل كل شيء، بشكل غير مباشر، من قبل هياكل الاستخبارات . فالمخابرات الأمريكية هي الآن جزء لا يتجزأ من اللعبة السياسية ، وهي التي أسقطت ترامب.ويقال أن نخبة تضم مسؤولين حكوميين ومسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية ومفكرين استراتيجيين وأساتذة علاقات دولية وجنرالات متقاعدين، اتحدوا ضد دونالد ترامب. وفي المُحصِّلة، يأتي دور “الدولة العميقة” في الولايات المتحدة للفصل بين المُتخاصمَين السياسيين وتختار المناسب لها ولأمريكا حتى لا تُشعِل شوارع وتحرق ولايات، وتُفكك فيدرالية هشَّة، وهذا ما ليس في مصلحة الدولة العميقة . في الانتخابات السابقة فازت بها هيلاري كلينتون ولكن الدولة العميقة فضلت ترامب .على كل حال فإن المشهد الحالي في الولايات المتحدة، يمثل أكبر إساءة للديمقراطية الأمريكية، التي يراها كثيرون في العالم ، نموذجا يحتذي به، كما أنه يمثل انتكاسة لدعاة الديمقراطية في دول عدة، والذين يستلهمون النموذج الأمريكي، في سعيهم للدفاع عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.