هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اتهمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الرئيس دونالد ترامب بأنه أفسد نظام العفو الرئاسي، مطالبة الرئيس المنتخب جو بايدن، بما أسمته "تصحيح الخطأ".
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، إن
"ترامب لا يستخدم سلطة العفو في العادة، ولكنه عندما يفعل يقوم بانتهاك السلطة
وما تحمله من مزايا جيدة"، مشيرة إلى أنه خلال توليه السلطة كان يسخر من فكرة
الرحمة، لكنه أصدر عفوا عن أكثر الناس مدعاة للخزي في هذا البلد، وبينهم أصدقاء
له، فيما تجاهل طلبات أخرى تستحق النظر.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب منح الأربعاء عفوا، عن عدد
من الموالين له، وهم: بول مانفورت، مدير حملته الانتخابية السابق وروجر ستون الصديق
المقرب إليه وتشارلس كوشنر، والد صهره ومستشاره جاريد، منوهة إلى أن هذه القرارات
جاءت مع 26 قرارا، بعد عفوه عن 20 آخرين قبل يوم.
فرصة العفو
وذكرت أن "عددا منهم هم جزء من قائمة مارقة مذنبة،
والذين كان يجب ألا تضم أسماؤهم إلى قائمة العفو، وبينهم أربعة حراس في شركة بلاك ووتر،
قتلوا مدنيين في العراق، وأربعة فاسدين من الحزب الجمهوري كانوا أعضاء سابقين في الكونغرس،
واثنان اعترفا بجرمهما كجزء من تحقيق المحقق الخاص في التدخل الروسي".
ورأت الصحيفة أن "ترامب رمى العظمة إلى أشخاص أدينوا
في ظل قوانين صارمة مثل ويلدون إنجيلوس، الذي حكم عليه بالسجن 55 عاما لبيعه الماروانا
وهو يحمل مسدسا، لكن هذه القرارات تظل استثناء"، مضيفة أنه "لو لم تكن مدير
شرطة معاديا للأجانب، ومشاغبا متطرفا وقاتلا في الجيش، أو صديقا قديما للرئيس، أو ديكا حبشيا،
فإن فرصة حصولك على عفو هي صفر"، بحسب تعبيرها.
اقرأ أيضا: ترامب يعفو عن المزيد من "حلفائه".. بينهم والد كوشنر
وتابعت: "ما يجعل قرارات ترامب الأسوأ هي كونها تافهة،
فكما تقول النكتة: الطعام سيء والحصص صغيرة"، منوهة إلى أنه "حتى هذا الوقت
لم يصدر ترامب العفو أو يوقف الحكم إلا عن 94، وهو أقل رقم من رئيس منذ 100 عام، باستثناء
جورج دبليو بوش".
وأردفت: "ربما أضاف أسماء أخرى بطريقة وقائية ويعفو
عن محاميه وأفراد عائلته، لكن بخله في قرارات العفو نابع من نظرته له، كصفقة يقوم من
خلالها بمعاقبة أعدائه وحماية نفسه وأصدقائه وحلفائه وعائلته"، مؤكدة أن
"سلطة العفو من السهل إساءة استخدامها".
انتهاك السلطة
وأوضحت أن ترامب ليس الوحيد في انتهاك السلطة، فبيل
كلينتون عفى عن الممول الهارب مارك ريتش، وجيرالد فورد عفى عن سلفه ريتشارد
نيكسون، مشددة على أن "أمثلة إساءة استخدام الرؤساء لسلطة العفو عديدة،
لأسباب مشكوك فيها".
ورأت الصحيفة أن "الحل ليس في عفو الرئيس عن قلة،
ولكن عن عدد أكبر بعد نظر وتفكير"، مطالبة بايدن بإعادة تصور هذه السلطة،
وجعلها كما تخيلها مؤسسو البلاد، وتكون لصالح الأشخاص الذين خضعوا لتحقيقات غير
عادلة وعقوبات مفرطة.
واقترحت الصحيفة على بايدن تشكيل مجلس للعفو مهمته تقديم
القضايا التي تستحق بعد دراستها للرئيس.