هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شدد دبلوماسي إسرائيلي، على أهمية التعامل الحذر من قبل الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن وفريقه، مع إيران، التي تشترط من أجل العودة إلى الاتفاق النووي السابق.
وأوضح السفير الإسرائيلي الأسبق في الولايات المتحدة،
زلمان شوفال، في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية تحت عنوان "عودة إلى خدعة ميونخ"، أن "سلسلة من المواضيع الحرجة في مجال السياسة الخارجية،
تقف أمام إدارة بايدن المتشكلة، ولكن الموضوع الذي يلوح كتحد وموضع الخلاف الأكبر هو
الاتفاق النووي مع إيران".
ورأى أن "التاريخ لا يكرر نفسه، ولكن من المجدي
التعلم منه، فقد قرر أدولف هتلر في حينه احتلال بولندا وتصفيتها كدولة منذ المراحل
الأولى لحكمه، ولكن في الفترة الانتقالية لعب لعبة دبلوماسية، ووقع معها على اتفاق
عدم اعتداء؛ إلى ما بعد اتفاق ميونخ، وحين تركت بريطانيا وفرنسا تشيكوسلوفاكيا لمصيرها،
غير فكرته الأساسية وعرض على البولنديين سلسلة من المطالب الإنذارية".
درس ميونخ
وزعم أن "إيران تكرر اليوم على نحو شبه دقيق أساليب
الخداع النازية، وتضع أمام الولايات المتحدة وأوروبا نوعا من الإنذار؛ أولا عليكم إلغاء
العقوبات علينا، وبعد ذلك قد نوافق على البحث في مواضيع أخرى".
ونوه شوفال إلى أن "بريطانيا وفرنسا بعد أن تعلمتا
من خدعة ميونخ، لم تقعا عام 1939 في الفخ الذي أعدته لهما ألمانيا النازية، وأعلنا
الحرب عليها، ولكن هل تعلم بايدن من التاريخ أم سيقع الآن في الفخ الإيراني، وهو في
هذه الأثناء يتحدث عن الاستفزاز الإيراني بصياغات من شأنها فقط أن تشجعهم على الاستمرار؟".
اقرأ أيضا: مناقشات بالقاهرة لوضع رؤية لقضية فلسطين قبل تسلم بايدن
وكتبت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، في عددها
الأخيرة بنبرة نقدية: "السيد بايدن يرفض فكرة طرح شروط على عودة الولايات المتحدة
إلى الاتفاق النووي".
ومن المقابلة مع المحلل السياسي لـ"نيويورك تايمز"
توم فريدمان، نتعرف على بايدن وهو يتحدث بالفعل بأسلوب يظهر أن درس ميونخ لم يستوعب.
وبحسب رأي فريدمان، فإن على "الولايات المتحدة أن تعود
أولا للاتفاق النووي السابق، مثلما تطالب طهران، وأن تلغي العقوبات التي فرضها دونالد
ترامب، وبعد ذلك تجرى مفاوضات "فورية" لإدخال تغييرات مرغوب فيها على الاتفاق،
من أجل معالجة النشاطات التآمرية لإيران في الشرق الأوسط".
وقال السفير: "صحيح أن إيران ليست ألمانيا النازية
من ناحية قدراتها العسكرية، ولكن لم يكن للألمان سلاح نووي، ولإيران إذا لم تتوقف،
سيكون"، بحسب تقديره.
شراكة المصالح
ولفت إلى أن "الشرق الأوسط ليس ذاك الذي كان في
زمن التوقيع على الاتفاق النووي في 2015، فشراكة المصالح بين إسرائيل والدول العربية
تجاه التهديد الإيراني، أدت لخلق جبهة براغماتية موحدة ذات آثار واسعة على مستقبل المنطقة".
ورأى أن "هذه الجبهة تؤشر الآن إلى إدارة بايدن
وليس فقط بالكلمات، أنه سيتعين عليها أن تراعي مصالحها الأساسية والوجودية، ولإسرائيل
دور مركزي من هذه الناحية، وليس فقط لأنها أكثر من أي طرف آخر يشكل التطلع الإيراني
للهيمنة الإقليمية وبرامجها العسكرية تهديدا وجوديا عليها، ولا بفضل تفوقها العسكري،
بل بسبب المسارات التي توجد لها في مراكز التأثير السياسية والجماهيرية في أمريكا والتي
ينبغي تعزيزها".
وتابع: "تعين إسرائيل في السنوات الأخيرة في حرب
وقائية متعددة الجبهات ضد إيران، ونجاحاتها في هذه المواجهة تقوم على أساس رؤية سياسية
صحيحة، علاقاتها الوثيقة مع إدارة ترامب والدبلوماسية الإبداعية تجاه العامل الهام
الآخر في المنطقة، وهي روسيا".
وأعرب شوفال، عن أمله بأن "يشق الطريق لتفاهمات
عملية من هذه الناحية مع إدارة بايدن أيضا، لأن واشنطن منذ عهد باراك أوباما وهي تسعى
لقطع الصلة بالتدريج عن الوزن الزائد الذي كان لمصالحها في الشرق الأوسط، ولكن مثلما
يدعي خبراء كثر، فإنه ستكون للشرق الأوسط أهمية استراتيجية كبيرة في المستقبل؛ سواء
في مجال الطاقة، أم بسبب التهديد العالمي من التطلعات النووية الإيرانية، فما بالك
عن المنطقة كمربض لنشاط عالمي؟".
ونبه إلى أن "لكل هذه الأهداف ستكون واشنطن بحاجة للتعاون
مع الحلفاء الطبيعيين لها في المنطقة؛ وأما تجاهل التهديد الإيراني، فسيمس ليس فقط بهم
بل بأهداف الولايات المتحدة".