هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت صحيفة عبرية، عن تعزيز التنسيق الأمني والعسكري بين تل أبيب وواشنطن، استعدادا لانتقام إيراني متوقع على اغتيال عالم الذرة الإيراني محسن فخري زاده.
وأكدت صحيفة "هآرتس"، في تقرير للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن "ضباطا كبارا في الجيش الإسرائيلي أجروا مؤخرا محادثات تنسيقية مع نظرائهم في قيادة المنطقة الوسطى للجيش الأمريكي، لتعزيز التعاون بين الجيشين على خلفية احتمالية حدوث انتقام إيراني".
ونوهت إلى أن تهديدات قادة إيران بالانتقام تتواصل بسبب اغتيال "زاده"، في الوقت الذي "تحمل فيه إيران المسؤولية عن هذه العملية لإسرائيل؛ التي من ناحيتها لم ترد على ذلك، ولكن شخصيات رفيعة المستوى في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكدت لوسائل إعلام أمريكية أن "الموساد" هو الذي يقف خلف العملية.
وأوضحت الصحيفة، أنه "كجزء من التنسيق مع الأمريكيين، تم اتخاذ خطوات دفاعية مختلفة استعدادا لاحتمالية رد إيراني، ومن بين أمور أخرى، تم تنسيق إجراءات تشغيل مشترك لوسائل كشف وتشخيص إطلاق صواريخ وقذائف على إسرائيل وأهداف أمريكية في الشرق الأوسط".
وأضافت: "الجيشان يتعاونان في هذا المجال في الأيام العادية أيضا، وقام الجيش الإسرائيلي بتغييرات صغيرة في استعداده الدفاعي منذ عملية الاغتيال، لكن لم يتم تجنيد الاحتياط ولم يتم إجراء تعزيز كبير للقوات".
ويرجح "جهاز الأمن الإسرائيلي حدوث رد إيراني، وربما ستبذل جهود لإخراج هذا الأمر لحيز التنفيذ في الشهر الحالي للحفاظ على مسافة آمنة عن موعد دخول الرئيس المنتخب جو بايدن إلى البيت الأبيض في 20 كانون الثاني/ يناير القادم".
وفي السابق، "حاولت إيران في عدة مناسبات أن تنفذ انتقاما سريعا ضد إسرائيل، وعلى الأغلب كانت بدون نجاح، هكذا كان الأمر في أيار/ مايو 2018 بعد سلسلة هجمات إسرائيلية ضد أهداف ايرانية في سوريا، وتم في الأشهر الأخيرة إحباط محاولات لزرع حقول الغام قرب الحدود مع سوريا، التي نفذت على أيدي خلايا محلية يتم تشغيلها من قبل حرس الثورة الإيراني في هضبة الجولان السوري"، بحسب "هآرتس".
اقرأ أيضا: 10 مؤشرات حول جدوى اغتيال العالم النووي الإيراني
ونبهت إلى أنه "في السنوات الأخيرة تم تسريع الخطوات الأمريكية والإسرائيلية ضد طهران في أرجاء الشرق الأوسط، وفي إطار "المعركة بين حربين" هاجم الجيش الإسرائيلي مئات المرات الساحة الشمالية، وفي حالات كثيرة أضر بجهود التمترس العسكري الإيراني في سوريا، وبتهريب السلاح من إيران إلى حزب الله في لبنان".
واعتبرت أن "السنة الأخيرة كانت بائسة بشكل خاص بالنسبة لإيران، عند اغتيال قائد قوة القدس قاسم سليماني في كانون الثاني/ يناير الماضي، وعالم الذرة فخري زاده الجمعة الماضي، إضافة إلى الانفجار الذي وقع في منشأة "نطنز" النووية".
وتشير التقديرات الإسرائيلية، إلى أن "حزب الله غير معني تماما بأن يكون مشاركا في التصعيد العسكري في المنطقة الآن، وسيبذل كل ما في استطاعته لرفض جهود إيران لإدماجه في عمليات الانتقام".
وأفادت الصحيفة، بأنه "ما زال هناك إمكانيات متنوعة نسبيا للرد الإيراني؛ سواء من العراق أو سوريا، وربما حتى بواسطة الحوثيين في اليمن، الذين يمكنهم تهديد التجارة البحرية مع إسرائيل عبر البحر الأحمر، وهناك خطر آخر يتعلق بمحاولات مهاجمة شخصيات أو ممثليات إسرائيلية في الخارج".
ورأت أن "إيران في أيلول/ سبتمبر 2019 أظهرت قدرة عملياتية عالية في القيام بهجوم لطائرات بدون طيار وإطلاق صواريخ كروز على آبار نفط في السعودية، أدت لدمار غير مسبوق في حجمه".
وأكدت "هآرتس" أن "الجيش الأمريكي يوجد في ذروة عملية لتقليص قواته في الشرق الأوسط وجنوب آسيا، بتوجيه من الرئيس المغادر ترامب، ومن أجل ضمان انسحاب القوات الأمريكية من العراق وأفغانستان نقلت لمنطقة الخليج حاملة طائرات وقاذفات قنابل كبيرة، يبدو أن الإيرانيين سيضطرون لدراسة خطواتهم بحذر وبصورة لا تورطهم في مواجهة مباشرة مع إدارة ترامب المغادرة".