سياسة دولية

أزمة دبلوماسية بين الصومال وكينيا مع تراكم الخلافات

أبعاد سياسية واقتصادية للخلافات وتشمل ملفات الحدود و"القات" وتدخل نيروبي بإقليم جوبالاند الصومالي- الأناضول
أبعاد سياسية واقتصادية للخلافات وتشمل ملفات الحدود و"القات" وتدخل نيروبي بإقليم جوبالاند الصومالي- الأناضول

استدعت الحكومة الصومالية سفيرها لدى نيروبي، محمود أحمد نور ترسن، وأمرت السفير الكيني لديها لوكاس تومبو، بالعودة إلى بلاده.

 

وأوضح بيان صادر عن الخارجية الصومالية أن القرار تم اتخاذه "ردا على تدخل كينيا في الانتخابات المقبلة بولاية جوبالاند (جنوب الصومال)".

 

وأضاف البيان: "اتخذت الحكومة هذا القرار حفاظا على سيادتها الوطنية بعد أن بدا أن كينيا تتدخل عمدا في شؤون الصومال وخاصة جوبالاند".


واتهمت الصومال كينيا بالتأثير على رئيس جوبالاند لتنفيذ مصالحها السياسية والاقتصادية، ما يقوض الاتفاق السياسي الصومالي المبرم مؤخرا في انتهاك للممارسات الدبلوماسية.

 

واعتبر البيان أن رئيس جوبالاند، أحمد مدوبي، تراجع عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 17 أيلول/سبتمبر في مقديشو بشأن الانتخابات، استجابة لإملاءات نيروبي.

 

وبدوره، أعرب "ماتشاريا كاماو"، السكرتير الرئيسي في وزارة الخارجية الكينية، عن استياء بلاده من قرار الحكومة الفيدرالية الصومالية.


وأشار كاماو في مقابلة مع جريدة "ديلي نيش" الصادرة في نيروبي إلى أن بلاده ستناقش هذه القضية مع الصومال بالطرق الدبلوماسية.

 

وتحدت نيروبي قرارات سيادية صومالية مؤخرا، حيث هبطت طائرة كينية، تقل معارضين سياسيين صوماليين، في مطار كسمايو بجوبالاند، رغم حظر الحكومة المركزية الرحلات المباشرة بين مقديشو وكسمايو، في أيلول/ سبتمبر الماضي.


ووصلت طائرة كينية أخرى تقل وفدا يضم نوابا ورؤساء أقاليم، إلى كسمايو، رغم حظر الصومال الرحلات المباشرة بين نيروبي وكسمايو، الذي فرضته في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.


واحتضنت كسمايو، الشهر الماضي، أكبر تجمع لأحزاب المعارضة السياسية، منذ انتخاب الحكومة الصومالية في شباط/ فبراير 2017، للاصطفاف بجانب رئيس إقليم جوبالاند.


ولا تعترف الحكومة الفيدرالية بشرعية "مدوبي"، حيث اعترضت على الانتخابات التي فاز بها، وقالت إنها مشبوهة ولم تتم عبر قوانين الانتخابات المحلية، وهو ما تنفيه السلطة المحلية في كسمايو، ما استدعى إجراء حوار بين الجانبين.

 

وتوقعت تقارير صومالية تفاقم التوتر بين مقديشو الإقليم الجنوبي، فيما لفتت مصادر أخرى إلى اندلاع قتال بين قوات صومالية وأخرى كينية بالمنطقة، وسط غضب شعبي إزاء ممارسات قوات كينية في الجنوب الصومالي.

 

وللتوتر بعد اقتصادي، كما ألمح إلى ذلك بيان مقديشو. 

 

وكان مزارعو القات في كينيا قد أعربوا عن قلقهم من خسارة سوقهم في الصومال، بعد أن بدأت الأخيرة باستقبال صادرات إثيوبيا منه خلال الشهرين الماضيين.


وأوصلت بعض طائرات الخطوط الجوية الإثيوبية إلى مقديشو شحنات من القات بعد الحصول على الموافقة من الحكومة الفيدرالية الصومالية في الوقت الذي ما زال فيه الحظر الذي فرضته الحكومة على القات المستورد من كينيا ساريا.


وقد أثار بدء إثيوبيا بتصدير القات إلى الأقاليم الجنوبية والوسطى في الصومال قلق مزارعي القات في كينيا الذين كانوا يحتكرون سوق القات في الصومال منذ زمن بعيد، وفق تقارير صحفية محلية.

 

وتخيم على العلاقات بين الجانبين، منذ سنوات، خلافات حدودية، ينتظر أن يبت فيها القضاء الدولي.

 

وسلمت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الصومالية، الشهر الماضي، شكوى رسمية عن خرق المجال الجوي الصومالي إلى السفير الكيني في مقديشو.

 

وسبق أن اتخذت كينيا مواقف تصعيدية ضد الصومال، حيث منعت الرحلات الجوية المباشرة بين مقديشو ونيروبي، وأوقفت منح تأشيرة دخول في المطار لجواز السفر الدبلوماسي الصومالي، بجانب إعادة ثلاثة نواب صوماليين إلى بلدهم، لعدم امتلاكهم تأشيرات دخول.

التعليقات (0)