الفتوى هي إخبارٌ عن حكم الله تعالى في إلزام أو إباحة، وهي توقيع عن الله تبارك وتعالى، وتبيين الحكم الشرعي عن دليل لمن سأل عنه والمفتي "هو المبلغ عن اللَّـه تعالى، والواسطة بين اللَّه وخلقه في بيان الحلال والحرام لمن استفتاه، ومقامه عظيم، خصوصا فيما يتعلَّق بالصدع بالحق، وبيان الحلال والحرام في المسائل التي تحتاجها الأمة ويكثر فيها الالتباس والخفاء، أو تكثر فيها الأهواء والباطل".
ومن خلال هذه التعريفات، وجب التنبيه إلى أهمية الفتوى وخطورتها، ومحاولات توظيفها لخدمة الحاكم توظيفا سياسيا.
التوظيف السياسي للفتوى
يُعرَّف التوظيف السياسي بأنه استخدام جهة سياسية لإحدى القضايا، لتحقيق أهداف وأغراض سياسية ومصالح معينة، أو هو استفادة جهة معیّنة من حدث معیّن بغیة الوصول إلى هدف سیاسي معیّن، أو هو العمل على توجیه المجتمع نحو قضیة ما بطریقة تتناسب مع أهداف ومصالح الطبقة الحاكمة وصاحبة النفوذ في المجتمع من أهمها:
1- أن تكون الجهة التي تسخدم التوظیف رسمیة أو سیاسیة أو مرتطبة إلى حد كبیر بأي مؤسسة رسمیة.
2- أن تكون هناك مصلحة واضحة ومباشرة للجهة المعنیة.
3- أن تكون الجهة لها مصلحة من القضية المطروحة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
4- أن تكون الجهة معروفة بازدواجية الخطاب، والكيل بمكيالين، وتكييف آرائها وفقا لمصلحتها.
5- أن تكون الجهة ذات قوة وغلبة، تستطيع تحقيق أهدافها وأغراضها عبر عملية التوظيف السياسي.
المقصود بالتوظيف السياسي للفتوى
التوظيف السياسي للفتوى ليس المقصود منه التوظيف الشرعي السليم، القائم على الأدلة الشرعية الصحيحة، وإنما المقصود منه التوظيف المخالف للقواعد المرعية والأصول الشرعية.
سبق وأن ذكرنا أن اطلاق مصطلح أو مفردة التوظيف السياسي للفتوى، هو كون الجهة التي استغلت الفتوى لا تتبناها حقيقة ولا تقول بها، وإنما وظفتها لمصلحتها، وذلك بإخراجها من سياقها الحقيقي، وإدراجها في سياق مغاير لا علاقة له بها.
نماذج من التوظيف السياسي للفتوى:
- استدعاء الفتوى وتوظيفها في الخصومة السياسية.
- استغلال الفتوى الإقصاء المنافس السياسي والنيل منه.
- توظيف الفتوى لتصفية الخصم والتحريض عليه والتنكيل به.