هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال خبير عسكري إسرائيلي إن "المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي
التي تضم قطاع غزة وسيناء تشمل الكثير من التحديات والتهديدات الأمنية، ما يضع
أمام الجنرال هآرتسي هاليفي قائد المنطقة الجنوبية الذي تم تعيينه مؤخرا نائبا
لقائد الجيش أعباء ومسؤوليات خطيرة".
وأضاف أمير بوخبوط في تقريره على موقع "ويللا"، وترجمته
"عربي21" أن "هاليفي قام بتوثيق العلاقات الأمنية مع المصريين كجزء
من القتال ضد تنظيم الدولة في سيناء، وتحت قيادته طورت القيادة الجنوبية تقنيات
إطلاق النار، مع أن شدة النيران ستحددها حماس في غزة، التي ستراقب العلاقات بين
إيران والإدارة الأمريكية الجديدة، وسيقرر وفقًا لذلك ما إذا كان سيتم الترويج
لهدنة طويلة الأمد مع إسرائيل".
حماس في غزة
وأشار إلى أن "هاليفي يعتمد مقاربة أساسها الإبقاء على سيطرة حماس على
غزة، وفي الوقت ذاته إضعافها قدر الإمكان، على خلفية عدم نية المستوى السياسي
احتلال غزة مستقبلاً، وتحمل المسؤولية عنها، أو انهيارها، مقابل تلافي
الفوضى".
وأوضح أن "قيادة حماس تتفهم ذلك جيدا، وتتصرف وفقا له، وتمتنع عن
اتخاذ خطوة من شأنها كسر الأواني مع إسرائيل مثل اختطاف جندي على الحدود، وعندما
تريد إرسال تهديدات وممارسة الضغط، فإنها تفعل ذلك من خلال بالونات حارقة تشعل
الحقول الزراعية في مستوطنات غلاف غزة".
وأكد "أننا أمام حالة معقدة عنوانها سياسة إسرائيل تجاه حماس، وهي
واحدة من العديد من القضايا التي واجهها هاليفي، وتضع أمامه جملة من التحديات
الملحة التي تواجهه، خاصة بعد أن كشف الجيش الإسرائيلي عن صور أولية من النفق على
حدود قطاع غزة، ويُعرف بأنه أعمق نفق تم حفره حتى الآن، على طول حدود غزة
وإسرائيل، ويقدر الجيش أن هناك أنفاقًا إضافية تم حفرها، ولم يتم الكشف عنها من
قبل القوات في الميدان".
اقرأ أيضا: الاحتلال يزعم كشف أطول نفق من غزة.. ويرفع احتمالات التصعيد
وأوضح أن "قيادة المنطقة الجنوبية تعتقد أن النفق الذي تم اكتشافه قبل
أسبوعين عميق جدًا، وجمع بين الذكاء البشري والتكنولوجيا التقنية التي تعرف كيفية
الكشف عن الحفريات في أعماق كبيرة في الأرض، ومع مرور الوقت، تطرح المزيد من
علامات الاستفهام حول مصير جهود حماس في عالم الأنفاق الهجومية".
وأضاف أن "التطور في علاقة حماس وإسرائيل يأتي على خلفية اهتمام
الحركة المتزايد بمستقبل أوضاع المنطقة، سواء الانتخابات الأمريكية، أو مستقبل
العقوبات على إيران، التي تدعم الحركة وذراعها العسكرية، ليس فقط من خلال تحويل
الأموال، ولكن أيضًا بنقل المعرفة التكنولوجية العسكرية والاستشارات الأمنية
والاستخبارات".
الدعم الإيراني
وأشار إلى أنه "بالتوازي مع الزاوية الإيرانية، تراقب حماس في غزة
التطبيع الإسرائيلي العربي، وأثارت الاتفاقات غضبًا وانتقادات شديدة منها، لكن هذا
لا يمنعها من دفع عملية طويلة المدى مع إسرائيل، وبحسب تقديرات القيادة الجنوبية، فقد دفعت عملية التطبيع حماس لإعادة حساب مسارها، لاسيما أن الدول العربية المطبعة
تستعد لمواجهة مباشرة مع إيران".
وأضاف أن "قيادة حماس وسط هذه التطورات الداخلية والخارجية ترى نفسها
مطالبة بأن تقرر أين تتجه، لأنه من المحتمل ألا يستمر الدعم الإيراني، والقطريون
يتحدثون عن أن دعمهم للقطاع لعام 2021 ليس بالضرورة مقبولا لديهم، ويفتح هذا التعقيد
خيارات عديدة لإسرائيل للضغط على حماس، ما يؤدي لتقدم في التسوية وفرصة
للهدنة".
وأكد أن "هناك عنصرا آخرا يرتبط بسياسة إسرائيل تجاه حماس يتعلق بفيروس
كورونا، ففي الموجة الأولى، تمكنت حماس من التعامل بفاعلية مع انتشاره، لكن في
الموجة الثانية تمر حماس بأوقات عصيبة، وستكون الأشهر القادمة تحديًا كبيرًا جدًا
لحماس، وقد تكون سببًا آخر للتوتر في المنطقة، ومع ذلك، فإن الهدوء النسبي الذي
نشأ حول قطاع غزة له ثمنه، ويتمثل بالتكثيف العسكري للتنظيمات المسلحة".
وأوضح أن "حماس تواصل تسليح نفسها، والتدرب على معركة كبرى مع إسرائيل
في المستقبل، وأمام هذا التهديد الحقيقي، هناك تغيير كبير في المؤسسة العسكرية،
وتم إنشاء منتدى للشاباك، والموساد، والجيش، والشرطة، وتجري معًا حملة سرية في
الغالب تهدف لإحباط التكثيف، الذي يبدأ من محرك إلى مخارط دقيقة للغاية إلى
الصواريخ والذخيرة التي تبذل حماس جهدًا كبيرًا لتهريبها لقطاع غزة".
وكشف أن "أحد مؤشرات عملية التكثيف هو التجارب التي تجريها حماس في
تطوير الصواريخ، ففي عام 2018، تم تنفيذ 244 عملية إطلاق صاروخية في إطار تجارب
باتجاه البحر المتوسط، وفي عام 2019 تم تسجيل 443 عملية إطلاق، ومنذ بداية عام
2020 وحتى الآن تم إطلاق 160 صاروخًا".
اقرأ أيضا: الاحتلال يزعم اعتراض صاروخ من غزة.. واستهداف مواقع للمقاومة
وأشار إلى أن "الجيش عازم على التعامل مع التهديد الصاروخي من حماس، ما يجعل السلوك العسكري الإسرائيلي حول القطاع ديناميكيًا، فالصواريخ التي أطلقت
على أسدود وغوش دان قبل أسبوع تذكرنا بذلك".
التحدي في سيناء
انتقل الكاتب للحديث عن الجهود الإسرائيلية في سيناء، في مواجهة تنظيم
الدولة، الذي دأب على مهاجمة قوافل ومواقع الجيش المصري، ويقول: "فضل المسلحون
عدم الاحتكاك بالجيش الإسرائيلي الذي نفذ هجمات ضد أهداف في سيناء، لكن المنطقة لا
تزال بدون حكم وسيطرة".
وكشف أن "الجيش استثمر قوة وموارد أقل بكثير على الحدود الأردنية،
كجزء من أنشطته الأمنية المستمرة مقارنة بالحدود المصرية، فلا يوجد سياج عالٍ
ومستقر، وليس هناك الكثير من أجهزة الاستشعار"، وأشار إلى أن "القلق
الأكبر على الحدود هو هجوم عناصر تنظيم الدولة الذين سيعبرون الخط الحدودي الأردني
داخل إسرائيل".
ولفت إلى أن "الجيش الإسرائيلي لديه سيناريوهات عسكرية تتمركز في
الجبهة الجنوبية، وبالنظر لمواقع الأهداف المسلحة قرب المستوطنين والمرافق
الحساسة، يقدر الجيش أن الحرب ضد المنظمات الفلسطينية ستأتي بثمن غير مسبوق، سيكون
حجمه ضخمًا، وسيكلف مليارات الدولارات، وقد تكون الجولة التالية من القتال مريرة،
وأكثر تكلفة من نواحي كثيرة، وهذه جزء من التحديات الماثلة أمام القيادة الجنوبية".
والخميس الماضي، تبنى تنظيم الدولة، عبر حسابه في "تليغرام"، مسؤوليته عن تفجير خط أنابيب للغاز بين مصر وإسرائيل.
وفي شباط/ فبراير الماضي، وقع انفجار مشابه في خط الأنابيب، وتبنى الهجوم تنظيم الدولة، وفق بيان نشره آنذاك عبر حساباته.