هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يتجهز المئات من أبناء السويداء (جنوبا)
للمغادرة إلى فنزويلا، بعد استقطابهم من قبل مكاتب التجنيد المنتشرة في المحافظة
التي تقطنها غالبية درزية.
وحسب مصادر "عربي21"، فإن من المُنتظر
أن تغادر أول دفعة من المقاتلين (المرتزقة) لتسلم مهامها بحراسة المصالح الروسية
في فنزويلا الأربعاء القادم.
وقال مسؤول التحرير في شبكة "السويداء24"،
ريان معروف؛ إن السويداء شهدت إقبالا واسعا على التسجيل لدى الشركات الروسية،
للذهاب إلى فنزويلا، وخصوصا أن مكاتب التجنيد تتحدث عن أجور مرتفعة جدا، تفوق
الـ2500 دولار شهريا.
وأضاف لـ"عربي21"، أنه على الرغم من
أن عمليات التجنيد منتشرة في عدد من المحافظات السورية، إلا أن السويداء تعتبر
الأعلى بمعدلات التجنيد، وذلك نظرا للوضع الاقتصادي السيئ، وعدم وجود مقومات
اقتصادية في المحافظة.
وتابع معروف، بأن عودة المقاتلين من ليبيا
وبحوزتهم المال، دفع الشباب العاطل عن العمل إلى التفكير بالذهاب إلى فنزويلا، مشيرا
إلى غالبية المقاتلين الذين سيتوجهون إلى فنزويلا، من المتخلفين عن الالتحاق بجيش
النظام السوري.
ووفقا لمصادر محلية، فإن عمليات التجنيد هذه
تتم بعلم النظام السوري وأجهزته الأمنية، خصوصا أن الشركات الأمنية التي تقوم
باستقطاب الشباب، هي شركات مرخصة لدى النظام، ومنها شركة "الصياد"
الأمنية.
من جانبه، أكد المحامي عادل عزي، الموجود في
السويداء لـ"عربي21"، أن غالبية المقاتلين الذين يستعدون للذهاب إلى
فنزويلا، هم من عناصر ما يعرف بقوات الدفاع الوطني "الشبيحة".
اقرأ أيضا: طرابلس: هذه رحلات أسلحة ومرتزقة لليبيا.. إحداها من الأردن
وقال: "عندما عجز النظام والمحتل الروسي
عن زج شباب السويداء وجرهم إلى الخدمة العسكرية، وعن إعادة السيطرة أمنيا على
المحافظة، بدأت روسيا بتقديم الإغراءات المادية بالتعاون مع بعض الوكلاء المحليين،
لتجنيد الشباب كمرتزقة ونجحت روسيا جزئيا بذلك، واستجرت أكثر من ألفي شاب إلى
ليبيا وفنزويلا بأجر يتجاوز ألف دولار شهريا، علما بأن حركة "رجال
المقاومة" منعت قسما منهم من الذهاب إلى ليبيا، في وقت سابق.
وأكد عزي، أن السويداء لا زالت رافضة لفكرة
التجنيد للقتال خارج الحدود، مؤكدا أن هناك أكثر من 125 ألف شاب من أبناء
المحافظة، ممن تخلفوا عن الخدمة والالتحاق بجيش النظام.
وأنهى بقوله: "السويداء قوية بأهلها، لكن
المشكلة اليوم في الجوع الذي يطرق بيوت أهلها".
وحسب ريان معروف، فإن التوقيع على العقود
للذهاب إلى فنزويلا، في قاعدة "حميميم" في الساحل السوري، وذلك قبل سفر
المقاتلين بحرا.
وطبقا لمصادر "عربي21"، فإن وجود
جالية كبيرة من أبناء السويداء في فنزويلا، أسهم كذلك في زيادة إقبال الشباب على
التعاقد مع الشركات الأمنية الروسية، للتوجه إلى فنزويلا.
وتنشط شركات روسية أمنية عدة في مناطق سيطرة
النظام السوري، وتعد شركة "فاغنر" الروسية من أهمها، وحسب مصادر
"عربي21"، فقد دخلت الشركة شبه العسكرية سوريا منذ العام 2013، وتنشط
حاليا في الجنوب السوري، وكذلك في وسط البلاد (حمص، حماة).
وإلى جانب فاغنر، تنشط شركة "فيغا"
الروسية في سوريا، في دمشق وحلب، وبدأت العمل في سوريا في عام 2018.
ووفق المعلومات، فقد تأسست شركة
"فيغا" في العام 2012 في قبرص، على يد قدامى المحاربين والموظفين
السابقين في الوحدات البحرية والجيش والشرطة الخاصة في أوكرانيا وروسيا واليونان،
وتعرف الشركة نفسها بأنها "شركة دولية تقدم مجموعة واسعة من الخدمات المتخصصة".