تركيا تؤكد حضورها باتفاق "قره باغ".. واعتقالات في أرمينيا

أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، حضور بلاده "ميدانيا وسياسيا" في اتفاق "قره باغ" المبرم بين أذربيجان وأرمينيا قبل أيام، مشددا على أهميته.

وأكد في بيان أمس الخميس، أنه "لا يمكن لأحد أن يُخضع تركيا لسياسة الأمر الواقع في المنطقة".

وأشار في هذا الإطار إلى أن وفدا روسيا كبيرا سيزور تركيا الجمعة، لبحث المسائل التقنية والتكتيكية بخصوص اتفاق وقف إطلاق النار في إقليم قره باغ الأذربيجاني.

وأوضح أكار أن الجيش الأذربيجاني حرر أربع مناطق من أصل سبعة، وأن المناطق المتبقية ستستردها باكو وفق جدول زمني محدد في إطار الاتفاق الموقع مع أرمينيا.

اقرأ أيضا: أردوغان يعلن تشكيل قوة سلام مشتركة مع روسيا بـ"قره باغ"

ولفت إلى أن النقطة التي تريد تركيا الوصول إليها، تتمثل في جعل وقف إطلاق النار دائما، وضمان الاستقرار والسلام والتطبيع، وفتح الحدود، ونشر الازدهار، وعدم تعدي أحد على حقوق الآخر.

وأضاف: "أذربيجان قالت يكفي، واستجمعت قواها ومضت، وكل ما قامت به هو دفاع عن أراضيها لا شيء آخر".

مطلب أوروبي بالتزام الهدنة

من جهته، دعا الاتحاد الأوروبي إلى الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه أذربيجان وأرمينيا في إقليم "قره باغ".

وأفاد الممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في بيان صادر عن مكتبه، أنه أجرى مكالمتين هاتفيتين مع كل من وزيري خارجية أذربيجان جيهون بيرموف وأرمينيا زهراب مناتساكانيان.

وأكد بوريل خلال المكالمتين ضرورة الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، معربا عن أمله في أن يوفر الاتفاق بيئة للجهود التي ستبذل لتحقيق تسوية سلمية دائمة.

وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي مستعد لتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين المتضررين من الصراع في المنطقة.

ولفت إلى التزام الاتحاد الأوروبي بدعم صيغة الرئاسة المشتركة لمجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وذكر أن الاتحاد مستعد للمساهمة في جهود الرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك من أجل إحلال سلام دائم.

كما أعرب بوريل عن رغبته في البقاء على تواصل مع الوزيرين قبيل انعقاد مجلس الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وأرمينيا، ومجلس التعاون بين الاتحاد الأوروبي وأذربيجان، المزمع عقدهما خلال الأسابيع المقبلة.

اعتقالات في أرمينيا

في سياق متصل، أوقفت قوات الأمن الأرمينية، أمس الخميس، أكثر من 60 شخصا في الاحتجاجات المطالبة باستقالة الحكومة، على خلفية توقيعها اتفاقا ينهي الاشتباكات مع الجيش الأذربيجاني في إقليم "قره باغ".

ونظمت أحزاب معارضة مظاهرة وسط العاصمة بريفان، شارك فيها آلاف المحتجين، مطالبين باستقالة حكومة نيكول باشنيان لقبوله الهزيمة أمام أذربيجان في قره باغ.

وخلال المظاهرات، أوقفت قوات الشرطة أكثر من 60 شخصا، إضافة إلى توقيف شخصيات سياسية معارضة بينهم رئيس حزب "أرمينيا المزدهرة" غاغيك تساروكيان، والنائب السابق لرئيس البرلمان آرا ساهاكيان.

والاثنين الماضي، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق ينص على وقف إطلاق النار في إقليم "قره باغ"، مع بقاء قوات البلدين متمركزة في مناطق سيطرتها الحالية.

اقرأ أيضا: وفدان روسيان إلى أنقرة.. هذه مهام القوات التركية بقره باغ

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كشف بأن الاتفاق يقضي بتسليم الأراضي الأذربيجانية والأجزاء غير المستعادة من إقليم قره باغ للجيش الأذربيجاني، وانسحاب أرمينيا من مدينة كلبجرة حتى 15 تشرين الثاني/ نوفمبر، ومن مدينتي آغدام وكازاق حتى 20 الشهر ذاته، ولاتشين في الأول من الشهر المقبل. 

وأوضح أنه سيتم فتح طريق بين أذربيجان وجمهورية نخجوان ذاتية الحكم، وطريق آخر بين أرمينيا ومدينة هانكنت (في قره باغ)، وسيتم ضمان عودة المهجرين الأذربيجانيين إلى أراضيهم بإشراف المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين.

ولفت الرئيس التركي إلى أن قوات بلاده ستشارك في "قوة حفظ السلام" مع الجانب الروسي لمراقبة تطبيق الاتفاق.