هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تناولت صحيفة أمريكية الخميس، قضية تواجد جنود الولايات المتحدة في مناطق بالشرق الأوسط، ومن بينها الدول الخليجية، وتحديدا السعودية والكويت والبحرين.
وقال الباحثان بروس ريدل وماكيل
أوهالان من معهد "بروكينغز" في مقال نشرته صحيفة "لوس أنجلس
تايمز" وترجمته "عربي21"، إن "الولايات المتحدة ليست بحاجة لأعداد كبيرة من قواتها في
الشرق الأوسط"، مؤكدين أن ترامب وأوباما لم يتفقا على شيء، مثل اتفاقهما حول
الوجود العسكري بهذه المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن كليهما كان
يريد عودة الجنود إلى أمريكا، مضيفة أن "نائب أوباما والمرشح الديمقراطي
الحالي جو بايدن، لم يختلف موقفه كثيرا بهذا الشأن"، مشددة على أن الثلاثة
اتفقوا على ضرورة تجنب الرمال المتحركة للمنطقة قدر الإمكان.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا الرأي
يوافق عليه كل الأمريكيين، موضحة أن "السياسة الخارجية الأمريكية بالشرق
الأوسط، باتت تعتمد على القوة العسكرية، وعدد الجنود الذي يصل إلى 60 ألفا، يعد
كبيرا مقارنة مع المهمة التي يمكنهم القيام بها بشكل واقعي".
العدد الحالي
واستدركت: "العدد الحالي هو أقل
مما كان عليه في ظل جورج بوش وبداية عهد أوباما"، لافتة إلى أنه وصل في حينه إجمالي الجنود الأمريكيين إلى 150 ألفا، وهو عدد أكبر من ذلك الذي نشر بالمنطقة في
عام 1990.
وذكرت الصحيفة أن "هناك طرقا
صحيحة وأخرى غير صحيحة للخروج من المنطقة"، مؤكدة أن هذه المسألة تؤدي إلى
إحباط في السياسة، وإلى شعارات مثل "حروب بلا نهاية".
اقرأ أيضا: كيف ستؤثر رئاسة ترامب أو بايدن على قضايا الدفاع في أوروبا؟
وشددت على أن الولايات المتحدة لا
يمكنها إنهاء الحروب بقرار، مهما كانت قوتها، مبينة أن "قرار عودة خمسة آلاف
جندي أمريكي من أفغانستان بنهاية كانون الأول/ ديسمبر، يمثل قرارا أخرق بحسب وصف
ترامب، ما يعني تدمير الولايات المتحدة لمعدات كثيرة أو تركها وراءها (..)".
ورأت الصحيفة أنه "يجب على
الولايات المتحدة التركيز على مهام جمع المعلومات الأمنية، وتدريب القوى المحلية
والحفاظ على التفوق الجوي، وعمليات القوات الخاصة، لاستخدامها في الحالات
الضرورية، ويجب التفكير فيما لدى واشنطن في القيادة المركزية".
وتابعت: "يجب التركيز من خلال
دائرتين متحدتي المركز في منطقة الخليج، وهما الدائرة الأعمق، والتي تضم معظم
القوات الأمريكية بالمنطقة"، موضحة أنه يتواجد في قطر والبحرين والكويت من
سبعة آلاف إلى 15 ألف جندي، إضافة إلى أنه يوجد من ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف جندي
في كل من الإمارات والسعودية والعراق.
السحب من السعودية
وأردفت: "الدائرة الثانية يوجد فيها عدد من الجنود الأمريكيين في أفغانستان والأردن وسوريا وتركيا وجيبوتي، إلى جانب
نشر الولايات المتحدة لحاملات طائرات أو مجموعات برمائية في المياه الجنوبية لبحر
العرب"، داعية إلى ضرورة التفكير في تنظيم الأمور.
وقالت الصحيفة إنه "يجب على
الولايات المتحدة سحب الوحدات العسكرية العملياتية من السعودية"، منوهة إلى
أنها سحبت جزءا من القوات في عام 2003، لكنها أعادتهم العام الماضي، بعد زيادة
التوتر في العلاقات الأمريكية الإيرانية".
وأضافت أنه "نظرا للهدوء في
المنطقة وبسبب التدخل الوحشي والعبثي للسعودية في اليمن، يجب على أمريكا أن تقيم
مسافة في علاقاتها مع المملكة"، مشيرة إلى أن "الخطوة الثانية تتمثل في
سحب القوات الأمريكية من الكويت، نظرا لانتهاء دورهم في دعم الوجود العسكري
بالعراق".
وشددت على ضرورة الحفاظ على منافذ
المطارات الجوية والموانئ، لكن مع تخفيف مستوى القوات بدرجة كبيرة، داعية إلى
تخفيض عدد الجنود الأمريكيين بالأسطول البحري الخامس المرابط في البحرين، باستثناء
ماسحات الألغام.
ورأت أنه يمكن تخفيض عدد الجنود
الأمريكيين في البحرين إلى النصف، دون إضعاف الوجود العسكري البحري الأمريكي
بمنطقة الخليج، معتقدة أنه "بهذه التغيرات والتعديلات المتواضعة بالمنطقة،
يمكن تخفيض عدد القوات الأمريكية إلى 20 ألف جندي".
وأكدت أن "هذا التخفيض سيؤدي
إلى تنظيم البعد العسكري في الاستراتيجية الأمريكية بالمنطقة"، مضيفة أنه
"يجب ألا يكون الشرق الأوسط مركز السياسة الخارجية الأمريكية".