مقابلات

كاتبة سعودية لعربي21: "سعوديو الإمارات" عصابة اختطفتنا

الكاتبة السعودية ريم سليمان قالت إن "فوز ترامب يجعل الطريق أمام ابن سلمان مُعبّدا"- مواقع التواصل
الكاتبة السعودية ريم سليمان قالت إن "فوز ترامب يجعل الطريق أمام ابن سلمان مُعبّدا"- مواقع التواصل

* من المحتمل حدوث مفاجآت غير متوقعة داخل الأسرة المالكة رغم سيطرة ابن سلمان على معظم القوة الصلبة بالسعودية

 

* فوز ترامب بانتخابات أمريكا مُجددا سيجعل الطريق أمام تولي ابن سلمان عرش السعودية مُعبّدا وأكثر سهولة

 

* المرأة السعودية لا تزال بحاجة للكثير من الحقوق لتصل إلى المستوى الأدنى من الحقوق والحريات بأوروبا

 

* ابن سلمان يُريد تكرار التجربة الإماراتية والسير على خطاها سواء في العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي أو غيرها من القضايا

 

* لحظة اغتيال "خاشقجي" كانت فارقة في مسيرة سعود القحطاني.. تحوّل من شخص يمثل الدولة إلى رجل ظل

 

* موقف الدول الكبرى في الدفاع عن حقوق الإنسان المُهدرة بالسعودية ليس على المستوى المطلوب

 

* مشروع "سعوديات معتقلات" ما هو إلا بذرة لعمل أكبر أنوي القيام به خلال الأشهر المقبلة

 

* التضييقات ضدي لم تتوقف.. وتواصل معي أحدهم قبل عدة أشهر للعودة للسعودية لكني لم أتجاوب معه

 

* ابن سلمان لن يغير استراتيجيته ما دام محمد بن زايد قريبا منه ومسيطرا على قرار السعودية

 

* "سعوديو الإمارات" هم عصابة اختطفت المملكة.. وعلاقة الإمارات بالسعودية "كارثية"

 

قالت الكاتبة والصحافية السعودية، والناشطة المدافعة عن قضايا المرأة، ريم سليمان، إنه "من المحتمل حدوث مفاجآت غير متوقعة داخل الأسرة المالكة خلال الفترة المقبلة، وذلك رغم سيطرة ولي العهد محمد بن سلمان على معظم القوة الصلبة داخل البلاد"، مشدّدة على أنه "لا أحد يمكنه الجزم بأن الأمور قد استتببت لولي العهد بشكل تام".

وأوضحت "سليمان"، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، أنه "في حال فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية سيكون الطريق أمام الأمير محمد بن سلمان مُعبّدا وأكثر سهولة، لكن في حال مجيء الديمقراطيين وفوز مرشحهم جو بايدن قد يخلط ذلك أوراق مؤسسة الحكم السعودية، ومن الممكن إعادة ترتيب بيت الحُكم".

ولفتت الصحافية السعودية، التي هربت من بلادها بعد اعتقال لفترة وجيزة، وتُقيم حاليا بهولندا منذ نحو عامين، إلى أن "محمد بن سلمان يُريد تكرار التجربة الإماراتية والسير على خطاها سواء في العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي أو غيرها من القضايا والعلاقات الدولية، إلا أن ما يمنعه من ذلك وجود الملك سلمان الرافض لأي شكل من أشكال العلاقة المُعلنة مع الإسرائيليين"، حسب قولها.

وانتقدت مَن يقولون إن وضع المرأة في السعودية اليوم أفضل من الأمس، قائلة: "ربما على مستوى الحقوق الشخصية، في اللباس والسفر هناك تحسن نوعا ما، لكن على مستوى الحريات والحقوق العامة، كحق المرأة في العمل، وحقها في ثروات البلد وغيره، فلا تزال المرأة السعودية بحاجة إلى الكثير من الحقوق لتصل إلى المستوى الأدنى من الحقوق والحريات التي تتمتع بها مثيلاتهن في أوروبا".

وفي ما يلي النص الكامل للمقابلة:

 

في كانون الثاني/ يناير 2019، قلت لـ"عربي21" إن سعود القحطاني، المستشار السابق لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لا يزال يمارس جميع مهامه حتى الآن.. فهل حدث أي تغيير على الدور الذي يلعبه "القحطاني" طوال هذه الفترة أم لا؟


كانت لحظة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي فارقة في مسيرة سعود القحطاني؛ فقد تحوّل من شخص يمثل الدولة ضمن منصبه إلى رجل ظل، ممنوع عليه الخروج إلى الإعلام. وفي الوقت الذي يمارس فيه القحطاني كامل دوره السابق كمستشار لولي العهد، وموجّه للآلة الإعلامية الحكومية، إلا أنه شكّل عبئا واضحا على الدولة، ولا أستبعد أن ولي العهد فكر في استبعاده أكثر من مرة، لكنه لم يفعل حتى الآن.

كيف تنظرين إلى وضع المرأة السعودية حاليا؟


يفتري مَن يقول إن وضع المرأة في السعودية اليوم أفضل من الأمس، ربما على مستوى الحقوق الشخصية، في اللباس والسفر هناك تحسن نوعا ما، لكن على مستوى الحريات والحقوق العامة، كحق المرأة في العمل، وحقها في ثروات البلد وغيره، فلا تزال المرأة السعودية بحاجة إلى الكثير من الحقوق لتصل إلى المستوى الأدنى من الحقوق والحريات التي تتمتع بها مثيلاتهن في أوروبا.

هناك بعض التقارير التي تتحدث عن مؤشرات لقرب قيام السعودية بالتطبيع مع إسرائيل.. فهل تتوقعين حدوث ذلك؟


أستبعد أن يُعلن ولي العهد تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، رغم أن هناك أصواتا يمنة ويسرة أصبحت تتحدث بحرية عن العلاقة معهم، أو الهجوم على القضية الفلسطينية وشيطنتها، مثلما حدث مؤخرا في اللقاء الذي أجرته العربية مع رئيس الاستخبارات السعودية السابق وسفير السعودية في واشنطن الأمير بندر بن سلطان.

بندر بن سلطان شنّ هجوما عنيفا على القيادة الفلسطينية لرفضها اتفاق التطبيع الإماراتي والبحريني مع الاحتلال الإسرائيلي، قائلا إن القيادة الفلسطينية عبّرت عن رفضها لاتفاقية التطبيع بـ"كلام هجين"، و"مستوى واطي"، ولغة مرفوضة.. كيف تابعتِ تلك التصريحات؟


صُدمت، لأن التصريحات جاءت من قلب الرياض، وبهذه الأريحية. في السابق، كان الأمير تركي الفيصل -رئيس استخبارات سابق- يلتقي بقادة صهاينة علنا، لكن لم يجرِ أي من تلك اللقاءات على الأراضي السعودية.

وما موقف محمد بن سلمان من قضية التطبيع حسب رأيكِ؟


في تقديري، يُريد ولي العهد محمد بن سلمان تكرار التجربة الإماراتية والسير على خطاها سواء في العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي أو غيرها من القضايا والعلاقات الدولية، إلا أن ما يمنعه من ذلك وجود الملك سلمان الرافض لأي شكل من أشكال العلاقة المُعلنة مع الإسرائيليين.

كيف تنظرين لأبعاد العلاقة بين السعودية والإمارات؟ وأيهما أكثر تأثيرا على الآخر؟


علاقة الإمارات بالسعودية "كارثية"؛ فهي علاقة من طرف واحد، الإمارات مستفيد على طول الخط من أزمات السعودية، وقد فرضت مصالحها على حساب سيادة بلدنا، للأسف هي تهيمن على قرارها. وللأسف، ولي العهد مُحاط بمجموعة كبيرة ممن يُعرفون بـ ”سعوديو الإمارات“، وهم أشبه بالعصابة التي اختطفت الدولة.

قبل أسابيع قليلة أعلن سعوديون في المنفى تأسيس حزب سياسي معارض.. كيف تابعتِ هذه الخطوة وهي التجربة الأولى في تاريخ المعارضة السياسية السعودية؟


خطوة متقدمة على مستوى المعارضة الخليجية وليس السعودية فحسب، وقد أسعدني التنوع الموجود في الهيئة التأسيسية، أتوقع أن تخدم هذه التجربة مستقبل البلد.

حساب "العهد الجديد" قال إن السلطات السعودية شنّت مؤخرا حملة اعتقالات جديدة طالت عددا كبيرا على صلة بشكل أو بآخر برجل المخابرات الفار إلى كندا، سعد الجبري.. هل لديكم أي معلومات في هذا الصدد؟


ليس لي معلومات حول هذه القضية، لكنها واردة طبقا لأسلوب الدولة في السنوات الأخيرة. ومسلسل الاعتقالات لن يتوقف حتى يُقرر ولي العهد عمل صلح مجتمعي، وهذا ما لا أجده قريبا.

هل تعتقدين أن قضية سعد الجبري ستكون أشد خطورة على ابن سلمان من ”خاشقجي"؟


سعد الجبري شخصية مهنية مهمة للغاية، وقد وصل إلى المنصب بعلميته وإمكانياته، على عكس كثير من المسؤولين، إضافة إلى أنه رجل وطني، أنا متأكدة أنه سيفعل ما يراه مناسبا لمصلحة البلد. وإن استمر الرجل في حراكه، فسيُشكّل أزمة كبيرة للدولة.

برأيكِ، ما تداعيات استمرار حالة الاضطهاد والقمع داخل السعودية على الأسرة الحاكمة وعلى المجتمع السعودي ككل؟


الصراع داخل الأسرة، واستمرار حالة الاضطهاد، أنتج لنا سعودية ضعيفة، تتحكم بها الإمارات وتهيمن على قرارها السيادي، إضافة إلى تردي الأحوال الاقتصادية والأمنية.

ما آخر تفاصيل مشروعكِ "سعوديات معتقلات"؟


مشروع "سعوديات معتقلات" بشكله الحالي ما هو إلا بذرة لعمل أكبر أنوي القيام به في الأشهر المقبلة، وما يميزه الآن، هو ثقة عائلات المعتقلات به، وتواصلهم معه، ورفدهم بالمعلومات عن أحوال المعتقلات.

وهل هناك تضييقات أو تهديدات تتعرضين لها خلال الفترة الأخيرة؟


التضييقات لم تتوقف. تواصل معي قبل عدة أشهر شخص يُدعى عبد العزيز طرابزوني، ادعى أنه موظف في مكتب ولي العهد، وطلب مني العودة إلى البلد مقابل حل قضيتي وتوفير ضمانات، لم أثق به، ولم أتجاوب معه.

مجموعة من النواب والمحامين البريطانيين طالبوا قبل أيام بزيارة السعودية لاكتشاف مصير أمراء سعوديين رفيعي المستوى، من بينهم ولي العهد السابق محمد بن نايف والأمير أحمد بن عبد العزيز.. هل تعتقدين أنه سيتم السماح لهم؟


لا أعتقد ذلك، الأميران عليهما رقابة مُشدّدة، وممنوعان من مقابلة أحد، أضف إلى ذلك أن الأمير أحمد عاد إلى البلد مقابل ضمانات بريطانية، لكن ولي العهد لم يكترث لتلك الضمانات وقام باعتقاله، وهو لن يكترث -بحسب تصوري- بطلب النواب والمحامين البريطانيين.

البرلمان الأوروبي دعا إلى خفض مستوى التمثيل في قمة مجموعة الـ20 التي تستضيفها العاصمة السعودية الرياض عبر الفيديو يومي 21 و22 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل بهدف "تجنب إضفاء الشرعية على الإفلات من العقاب بشأن انتهاكات حقوق الإنسان، وعمليات الاحتجاز غير القانونية والتعسفية في السعودية".. فكيف ترين موقف أوروبا من انتهاكات حقوق الإنسان بالسعودية؟


ننتظر أن تتحول الدعوى إلى فعل لنستطيع أن نحكم. لكن عموما موقف الدول الكبرى لم يكن بالمستوى المطلوب في الدفاع عن حقوق الإنسان المُهدرة عندنا، خصوصا في قضية خاشقجي، فالمجرمان المتورطان بالاغتيال، أحمد عسيري، وسعود القحطاني، لا يزالان طليقين ويمارسان أعمالهما.

هل تتوقعين حدوث مقاطعة كبيرة لقمة مجموعة الـ20 التي تأتي بعد أقل من شهرين من الذكرى الثانية لاغتيال خاشقجي؟


قلت وأكرر الدعوات وحدها لا تكفي، على الدول أن تتخذ موقفا جديا، نريد فعلا حقيقيا ضاغطا على الحكومة السعودية لوقف مسلسل الاعتقال والتعسف.

هل سيستغل ابن سلمان قمة العشرين لتجميل صورته؟ وإعادة تقديم نفسه كملك مُحتمل للسعودية؟


بالتأكيد، ولي العهد رجل ذكي ويعرف كيف يقتنص الفرص، وأعتقد أن وصوله إلى الحكم مسألة وقت ليس إلا.

السياسي البريطاني مالكوم ريفكيند، الذي شغل في السابق منصب وزير الخارجية والدفاع، أكد أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يهدد العلاقات مع الحلفاء في الغرب، وأن معاملته لمحمد بن نايف والجبري تمتحن صبر حلفاء السعودية في الغرب.. ما تعقيبكم؟


مؤسسات الدولة العميقة في أمريكا لم يعجبها استبعاد رجلين مثل محمد بن نايف وسعد الجبري، لكن ولي العهد وفريقه يعولون على علاقتهم بترامب وكوشنر، وهي علاقة قوية متينة كما أبدتها المواقف.

ما أكثر الأشياء التي ألحقت ضررا بصورة المملكة؟


اغتيال خاشقجي، واعتقال كبار الأمراء، واعتقال أصحاب رؤوس الأموال، واعتقال النساء الناشطات، واعتقال النخب المجتمعية.

كيف تنظرين لتداعيات الانتخابات الرئاسية الأمريكية على السعودية؟ وهل حال فوز ترامب في تلك الانتخابات سيصعد ابن سلمان للملك بسهولة؟


الارتباط وثيق، فمجيء الديمقراطيين وفوز مرشحهم جو بايدن قد يخلط أوراق مؤسسة الحكم، ومن الممكن أن يلعب سعد الجبري حينذاك دوره المنتظر مع المؤسسات الأمريكية العميقة لإعادة ترتيب بيت الحُكم، أما في حال فوز ترامب، فسيكون الطريق أمام الأمير محمد بن سلمان مُعبّدا وأكثر سهولة.

ما أبعاد الخلافات داخل الأسرة المالكة؟ وما حجم سيطرة محمد بن سلمان على مقاليد الأمور؟


سيطر الأمير محمد بن سلمان على معظم القوة الصلبة داخل البلاد، فالمسؤولون عن تلك الجهات والمؤسسات هم من الموالين له، وهو يقوم بشكل دوري بعمليات استبدال لأي من له علاقة بالدولة القديمة، إلا أن استتباب الأمور بشكل تام لا يستطيع أحد أن يقطع به، ذلك أن من المحتمل أن يحدث شيء خارج التوقعات أو أن تحدث مفاجآت خلال الفترة المقبلة.

هل ابن سلمان يمكن أن يغير استراتيجيته وسياساته ويبدأ  بتنفيذ إصلاحات حقيقية خلال الفترة المقبلة؟


الفرصة أمامه لا تزال كبيرة، والشعب سيلتف حوله لو قرر فعل ذلك، وسيحكم باقي سنواته في ظل وجود دعم شعبي، لكن لا أظنه يفعل ذلك، ما دام محمد بن زايد قريبا منه، ومسيطرا على قرار السعودية.

التعليقات (1)
مصري
الإثنين، 21-12-2020 07:33 م
ياستاذه ريم ان شاء الله سيحدت تغيير