هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "تايم" تحليلا ترجمته "عربي21" عن المناظرة التي جرت الأربعاء بين نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس والمرشحة الديمقراطية لمنصب نائب الرئيس كاملا هاريس، متوقعة أن أداء بنس لن يساعد الرئيس دونالد ترامب في الفوز بأصوات النساء.
وقال فيليب إليوت إن حملة إعادة انتخاب ترامب ونائبه بنس كانت تعاني قبل المناظرة من مكون سكاني مهم تعتمد عليه الحملة وهن النساء.
وتناولت المجلة تفاصيل المناظرة، وقالت إن بنس جلس بنوع
من الاحتقار وبمستوى هابط مع أول مرشحة سوداء لمنصب نائب الرئيس، وتجاهلها وعمل محاضرا عليها.
وعندما قالت مديرة المناظرة سوزان بيج من صحيفة "يوأس إي تودي " إن
المناظرة ستكون حضارية ابتسم بنس بسخرية.
وتعلق المجلة على العبارات التي قالها
بنس في بداية المناظرة: "سناتور هاريس
أتشرف بأن أكون معك على المسرح"، لكن هذا المدح لم يكن
سوى قشرة، فلم يستطع بنس إخفاء موقفه الحقيقي منها أثناء النقاش.
ورفض بنس بشكل متكرر الالتزام
بالوقت أو حتى الإجابة على الأسئلة المطروحة. ولم يكن تجاهل الأسئلة مقتصرا عليه
بل وعلى هاريس. ومع أن المناظرة لم تكن عدائية وحاقدة مثل مناظرة الأسبوع الماضي (بايدن-ترامب)، إلا أنها كشفت عن حاجة حملة ترامب لتقييم وضعها من جديد حيث تواجه مشكلة.
اقرأ أيضا: "مناظرة ساخنة" بين نائبي ترامب وبايدن.. كورونا القضية الأبرز
وعندما سئل بنس إن كان تحدث مع ترامب حول نقل السلطة بعد إصابة الرئيس بكوفيد-19
كان بنس مراوغا ولم يرد.
ورفض بنس المشاركة بشكل عميق في النقاش، وبدلا من ذلك وبخ هاريس واتهمها بأنها "تقوض ثقة الناس بالعلم"، عندما عبرت عن شكوكها من تعجل الرئيس لإنتاج عقار مضاد
لكوفيد-19، قائلا: "هذا غير مقبول".
وعندما سئل بنس عن خطة الرعاية الصحية التي تفيد الجميع، طلب من هاريس الإجابة على
سؤال لم يطرح وهو موقف المرشح الديمقراطي جوزيف بايدن من زيادة عدد أعضاء المحكمة
العليا.
وأبدى بنس فنا في تجاهل الأسئلة، فعندما سئل عن حق المواطن الأمريكي في معرفة
الحالة الصحية الحقيقية للرئيس، حوله إلى هاريس وأثنى على ترشيحها.
واستخدمت المرشحة الديمقراطية نفس السؤال لطرح أسئلة حول السجل الضريبي لترامب، والذي لا يزال غامضا لأنه حطم كل سجلات الشفافية في مرحلة ما بعد "ووترغيت". وما
نعرفه عن سجله الضريبي هو نتاج لتحقيقات صحيفة "نيويورك تايمز".
ومثل بنس حاولت هاريس الحديث عن سيرتها الذاتية بدلا من الإجابة على سؤال حول
سلطة الرئيس. ورفضت التوقف عن الحديث عندما طلبت منها بيج تلخيص كلامها، وقالت: "لقد قاطعني ويجب أن أكمل ما بدأته".
ومن ناحية الأداء والأسلوب قدمت هاريس
أفضل ما عندها والتزمت بالنظرة الجانبية، في وقت ظل يهز فيه بنس رأسه.
وفي وقت لاحق عندما سئلت عن وفاة برينونا تيلور وجدت فرصتها لمهاجمة بنس الذي
اتهمها بأنها لا تؤمن بالنظام القانوني الأمريكي، وقالت: "لن أجلس هنا لكي يحاضر علي
نائب الرئيس حول كيفية فرض القانون في البلد".
وعندما انتقدت التخفيضات الضريبية
التي فرضها ترامب هز بنس رأسه وحرك عينيه.
ولما سئل بنس عن الإجهاض استخدم بنس الوقت المحدد للحديث عن سجل هاريس في
اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ ومقتل القائد العسكري الإيراني، قاسم سليماني.
ولم تكن المناظرة تشبه الفوضى التي حدثت قبل أسبوع عندما ظل ترامب يقاطع نائب الرئيس السابق وبرد عليه بأوصاف مهينة.
اقرأ أيضا: ذبابة على رأس نائب ترامب تشغل المتابعين لمناظرته مع هاريس
وكان كل مشارك في المناظرة يؤدي دوره
وفي عقله قوة تراقبه. فبنس كان يتحدث وهو يعرف أن شخصا في البيت الأبيض
يراقبه حيث يتعافى من كوفيد-19. ولهذا
السبب هاجم الصحافة عندما سئل عن رفض ترامب شجب عنصرية البيض.
أما هاريس فقد كانت موجودة لكي تفرش
البساط للناخبين القلقين من عمر بايدن، وما سيحدث لاحقا للحزب الديمقراطي.
ومع دخول المناظرة ساعتها الثانية كان بنس مصمما على إضافة مزيد من التراجع
على بطاقة الحزب الجمهوري مع النساء من خلال دعم القيود على الإجهاض.
وبحسب استطلاع غالوب فهناك أربع من كل خمس نساء في أمريكا تدعم الإجهاض. ووجدت
الدراسة أن نسبة 53 بالمئة من النساء يعرفن أنفسهن من خلال "حرية الاختيار"
مقارنة مع 41 بالمئة ممن يعرفن أنفسهن بأنهن "مع الحياة".
وكانت لدى بنس فرصة للقول إنه يجب منع الإجهاض مع ترشيح القاضية المحافظة إمي
كوني باريت للمحكمة العليا لكنه تجاهل السؤال.
وفي عام 2016 خسر ترامب أصوات النساء بنسبة 13 بالمئة حسب النتائج الأولية.
ولم يفعل الكثير لنيل دعمهن من جديد.
وزادت المواقف المعارضة لترامب بين النساء من 50 بالمئة عام 2017 إلى 57
بالمئة الشهر الماضي. ويتوقع المحللون الاستراتيجيون
زيادة الفجوة بـ 20 نقطة.
ولم تغير مناظرة الأربعاء هذا الواقع، فقد تميزت نبرة بنس بالتجاهل والرفض،
وليست هذه هي الطريقة لنيل ثقة النساء، فهن قادرات على حسم يوم الانتخابات كما فعلن
في انتخابات مجلس النواب عام 2018.