هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعاد إعلان السلطة الفلسطينية مؤخراً تنازلها عن رئاستها للدورة الحالية لجامعة الدول العربية احتجاجاً على تطبيع الإمارات والبحرين علاقاتهما مع إسرائيل، الحديث مجددا عن ظروف إنشاء الجامعة، والأهداف من وراء هذا التجمع الذي يمثل الدول العربية كافة.
ويعتبر أنتوني إيدن، وزير الخارجية البريطاني الأسبق، أول من تحدث، بصورة رسمية، حول ضرورة وجود كيان سياسي يجمع الدول العربية عام 1941، بحسب شبكة "بي بي سي" البريطانية.
وكان ذلك عندما تطرق في أحد خطاباته إلى تطلع العرب للحصول على تأييد بريطانيا في مساعيهم نحو تقوية الروابط الثقافية والاقتصادية والسياسية بين البلاد العربية، مشيراً إلى أن حكومة بلاده سوف تؤيد أيّ خطة تلقى إجماعاً عربياً.
ولفتت الشبكة إلى أن الدافع الحقيقي وراء دعم بريطانيا لفكرة إنشاء الجامعة كان محاولة منها لتجنب حدوث اضطرابات داخل مستعمراتها في المنطقة، في ظل الضغط الشديد من المعسكرين الفاشي والنازي على بلادهما.
وأشارت إلى أنه بعد خطاب إيدن بعام تقريباً، دعا مصطفى النحاس، رئيس الوزراء المصري آنذاك، كلاً من رئيس الوزراء السوري، جميل مردم بك، ورئيس الكتلة الوطنية اللبنانية، بشارة الخوري، إلى القاهرة لمناقشة فكرة إقامة كيان يعمل على توثيق التعاون بين البلدان العربية المنضمة إليه.
وبعد ذلك بعدة أشهر بدأت سلسلة من المشاورات بين ممثلين من مصر، والعراق، وسوريا، ولبنان، والمملكة العربية السعودية، والأردن، واليمن، أسفرت عن التوصل إلى فكرة إنشاء الجامعة.
اقرأ أيضا: المالكي: فلسطين قررت التخلي عن حقها بترؤس الجامعة العربية
واختلفت الدول المؤسسة في البداية حول اسم هذا الكيان الوليد ما بين التحالف العربي، والاتحاد العربي، إلى أن اتفق الجميع على مسمى طرحه الوفد المصري، وهو الجامعة العربية.
وأضيف بعدها تعديل طفيف، وهو إضافة كلمة الدول، ليصبح "جامعة الدول العربية"، ليتم بعدها التوصل إلى بروتوكول الإسكندرية، والذي يعد أول وثيقة تصدر عن تجمع عربي رسمي.
وفي 17 آذار/ مارس 1945 تم التوصل إلى الصيغة النهائية لميثاق جامعة الدول العربية باجتماع وفود الدول المؤسسة في القاهرة، ليظهر الميثاق إلى الوجود في 19 من نفس الشهر، ووقع عليه مندوبو الدول العربية.
وقد اتسعت عضوية الدول العربية من 7 دول مؤسسة إلى أن أصبح عددها 22 دولة، كانت جزر القمر آخرها انضماما في عام 1993.
يشار إلى أن فلسطين قررت التخلي عن حقها في رئاسة مجلس الجامعة العربية للدورة الحالية، ردا على التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إن هذا القرار جاء بعد اتخاذ الأمانة العامة للجامعة موقفا داعما للإمارات والبحرين، اللتين طبعتا علاقاتهما مع "إسرائيل"، في مخالفة لمبادرة السلام العربية.