صحافة دولية

إلهان عمر تصف ترامب بالديكتاتور العنصري.. وتؤكد: "سيهزم"

تركز إلهان عمر على هزيمة دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين ثاني المقبل- جيتي
تركز إلهان عمر على هزيمة دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين ثاني المقبل- جيتي

نشرت صحيفة "إندبندنت" مقابلة مع النائبة الديمقراطية المسلمة في الكونغرس الأمريكي إلهان عمر، هاجمت فيها الرئيس دونالد ترامب، وشددت على قناعتها بأنه "سيهزم" في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وأشار معد المقابلة ريتشارد هول إلى أن كلا من عمر وترامب يمثلان "نسخة مختلفة عن الحلم الأمريكي"، واحد يتباهى بالثروة الباذخة. والآخر يمثل قصة نجاح مهاجرة ورحلة مستحيلة من مخيم للاجئين إلى الكونغرس الأمريكي، وهما يمثلان "أمريكا مختلفة" سيختار الناخبون واحدة منهما في تشرين ثاني/نوفمبر القادم.

ويقول هول إن عدم استعداد الكثيرين لقبول "إلهان عمر" كجزء من القصة الأمريكية هي "الدافع القوي وراء وصول ترامب إلى الرئاسة عام 2016، ولو فاز مرة ثانية فستتعمق هذه المشاعر الرافضة".

وأثار ترامب خلال سنوات رئاسته الأربع "العداوة والعنصرية"، ففي مقابلة مع فوكس نيوز وفي تجمعاته الانتخابية أصبح اسم "إلهان عمر" لازمة لدقيقتين من الكراهية.

وعلقت عمر: "حدث أنني أجسد عدة هويات مهمشة، أنا امرأة، أنا سوداء، أنا لاجئة، أنا مسلمة، أرتدي الحجاب وكلها هويات قام اليمين بتشويهها واستخدمها ترامب كسلاح".

 

اقرأ أيضا: إلهان عمر: نخوض انتفاضة ضد العنصرية والقمع منذ قرون

وأضافت: "بالنسبة لي، فقد سمح لي هذا الفهم بأن أبحث عن طريق أظهر فيها بدون اعتذار وأدافع عن سياسات تجعل البلد مجتمعا متساويا".

وفي واحدة من الهجمات المستمرة عليها منذ انتخابها عن الدائرة الخامسة في مينيسوتا عام 2019، حاول تاكر كارلسون من فوكس نيوز والمقرب من ترامب تأطير رحلتها من مخيم اللاجئين إلى الكونغرس كهدية تحتم عليها الالتزام بالصمت. وقال: "بعد كل ما قدمته أمريكا لعمر وعائلتها فإنها تكره البلد أكثر من أي شيء آخر".

ورغم الأزمة التي تمر بها الولايات المتحدة وعدم قدرة أحد على النظر أبعد من اللحظة الحالية، إلا أن عمر تحمل أملا بالمستقبل.

وتقول: "بالطبع نحن قلقون مما نشاهده الآن ولكن علينا التمييز بين من عاشوا في النزاع والاضطراب ولديهم مؤسسات قوية تستطيع أن تتحمل، وبين من ينزلقون إلى حرب أهلية وتحولوا إلى دولة فاشلة".

وأضافت: "أعتقد أن لدينا هنا في الولايات المتحدة مؤسسات جيدة تحملت أربعة أعوام من ترامب وقادرة على تحمل الكثير، ولدينا دستور من أعظم الدساتير في العالم".

وفي الوقت الذي أصبحت فيه إلهان عمر أول أمريكية من أصل صومالي تنتخب في مركز سياسي بارز، بدأ ترامب جهوده لكي يمنع المهاجرين مثلها من دخول أمريكا.

وبعد أربعة أعوام بدا الحلم الأمريكي الذي تؤمن به مشوها بسبب رئاسة ترامب، وقالت عمر: "أمريكا… للكثير من الناس الذين يعيشون في الخارج، بمن فيهم أنا عندما عشت في مخيم للاجئين، تمثل المكان الذي يحصل فيه الناس على فرصة تحقيق حلمهم. وفكرة أن الولايات المتحدة ينظر إليها المكان الذي وصفه جدي بأن كل شخص يصبح فيه مواطنا أمريكيا، أصبح يقوده شخص معاد للأجانب وديكتاتور عنصري، وهو ما صدم الكثير من الناس".

وبعد عام من انتخابها في مجلس نواب ولاية مينيسوتا لخصت وضعها في مقابلة مع تريفور نوح "ديلي شو": "أنا الأمل الأمريكي وكابوس الرئيس".

وفي العام التالي رشحت نفسها لمجلس النواب وصنعت التاريخ مع رشيدة طليب لتكونا أول مسلمتين تنتخبان للكونغرس ودخلته بالحجاب الذي ألغى حظر 181 عاما على ارتدائه في أروقته.

وعرفت طليب وعمر إلى جانب الكسندرا أوكاسيو- كوريتز وأيانا بيرسلي باسم "الفرقة" وأصبحن هدفا لترامب. وفي وقت قصير أصبحت "الفرقة" قائدة للجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي.

ولعبت "الفرقة" دورا في حملة الحزب الديمقراطي لاختيار المرشح الرئاسي حيث دعمت ثلاث منهن بيرني ساندرز أما بيرسلي، فدعمت إليزابيث وارن.

وفي النهاية اختار ناخبو الحزب الديمقراطي جوزيف بايدن، ورفضت عمر الاعتراف بأن فوز بايدن هو هزيمة للتيار التقدمي بالحزب، وقالت: "أعرف من النتائج الأولية للانتخابات أن الناس دعموا السياسات التي ندافع عنها: التأمين الصحي للجميع (...) وأمور مثل إلغاء دين الطلاب والصفقة الخضراء ومعالجة مشكلة السكن ونظام هجرة إنساني حظيت بدعم عال".


وفي الوقت الحالي تركز عمر و"الفرقة" على أمر واحد وهو "هزيمة دونالد ترامب".

وتبدو المهمة صعبة بسبب محاولات البيت الأبيض تقويض نزاهة الديمقراطية. حيث هاجم ترامب عملية الانتخابات عبر التصويت البريدي، وقال إنه باب للغش بدون تقديم دليل وأنه سيتم تزويرها لهزيمته.

وهناك الكثير من المراقبين يُحضرون لسيناريو يرفض فيه ترامب قبول نتائج الانتخابات، لكن عمر تؤمن بالنظام الأمريكي القوي، وتقول: "الرئيس جيد في عمل كل شيء يحرف النظر عن أزمته التي يعيشها: عدم قدرته على الحكم، وفساده (...) يؤمن الكثير منا أن وجوده تهديد على ديمقراطيتنا ولهذا السبب حاكمه الكونغرس".

 

اقرأ أيضا: إلهان عمر تغرد: لقد أصبح فريقنا أكثر قوة (شاهد)

وأضافت: "مرة أخرى ولقوة مؤسساتنا فنحن نرى ولايات لا تزال تتخذ قرارات تسمح للناس بالمشاركة في الانتخابات".

وتؤمن عمر رغم الصخب أن الناخب الأمريكي سيلحق الهزيمة بترامب في تشرين الثاني/نوفمبر، وتبرهن على ذلك: "استفاق الناس في هذه اللحظة على الواقع وتساءلوا عن الرئيس، وهم ليسوا متحمسين لانتخاب شخص من الخارج لكي يأتي ويحل مشاكل واشنطن".

وتابعت: "الرئيس فقد ثقة الرأي العام. وفي مينيسوتا حتى في أماكن أخرى يوجد فيها أنصار له اكتشفوا أنهم انتخبوا مهرجا ويتطلعون لتصحيح الخطأ".

وتحضر عمر أيضا لما بعد ترامب، ففي اليوم التالي بعد انتخاب بايدن ستعمل على إقناع حزبها بتطبيق سياساتها التقدمية "تركيزنا الآن هو على هزيمة ترامب، وبالنسبة لنا ليست الوجهة النهائية، بل خطوة تقربنا من الهدف النهائي".

وتوضح: "الهدف هو الذي يدفع إدارة بايدن إلى التأمين الصحي للجميع وتحرير 45 مليون أمريكي من قيود ديون الطلاب وإنهاء كارثة التغير المناخي والتركيز على سياسة هجرة إنسانية".

وتختم بالقول: "الأهم بالنسبة لي كمحبة للديمقراطية هو عمل ما نستطيع لتقوية الديمقراطية بطريقة تمنع شخصا مثل ترامب لو انتخب من تهديدها كما فعل".

التعليقات (0)