هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اعتبر ضابط إسرائيلي في جهاز الاستخبارات العسكرية، أن القيادي المفصول من حركة فتح، محمد دحلان، أكبر مستفيد من التطبيع الإماراتي مع إسرائيل.
وقال إن "اتفاقية التطبيع بين الإمارات وإسرائيل تفتح الباب أمام عودة دحلان، إلى الساحة الفلسطينية، وتجدد محاولاته لتبوؤ منصب رئيس السلطة الفلسطينية، ما قد يفسح المجال للحديث عن نهاية التحالف السياسي بين دحلان وحماس، وإقامة معاقل له في الضفة الغربية، بانتظار الوقت المناسب للعودة إلى رام الله".
وأضاف يوني بن مناحيم في مقاله على "موقع نيوز ون"، وترجمته "عربي21" أن "دحلان بين حين وآخر يغيب ثم يفاجئ الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية بعودته من جديد، والآن يعود دحلان للساحة الفلسطينية بفضل اتفاقية التطبيع الإماراتية مع إسرائيل، وهو المستشار الخاص لمحمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، وشارك في إنضاج الاتفاق مع إسرائيل".
اقرأ أيضا: موقع فلسطيني: ابن طحنون ودحلان زارا إسرائيل حزيران الماضي
ونقل عن موقع دار الحياة من مصادر أمريكية مطلعة أن "الاتفاقية الثلاثية بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل تنص على أن دحلان سيتمكن من العودة للسلطة الفلسطينية كشخصية رئيسية يمكنها إحياء عملية السلام، وهو دور مهم في المرحلة المقبلة، ما يفتح المجال أمامه، من وجهة نظر الولايات المتحدة وإسرائيل، للمشاركة في معركة الخلافة على منصب رئيس السلطة بعد تنحية عباس من المسرح السياسي".
وأوضح بن مناحيم، وهو الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، الذي يدعي أنه يمتلك شبكة علاقات وثيقة مع السلطة الفلسطينية، أن "التيار الإصلاحي في حركة فتح برئاسة دحلان أصدر بيانا يؤيد اتفاق التطبيع، بما يتناقض مع بيان السلطة الفلسطينية الذي وصف الاتفاق بـ"الخيانة والطعنة في ظهر الفلسطينيين".
وأشار إلى أن "الأسابيع الأخيرة شهدت اندلاع شقاق بين دحلان وحماس في غزة، ما قد يعني أن العلاقة بينهما انتهت بعد ثلاث سنوات، لأن دحلان مسؤول عن الهجوم الإعلامي الأخير على الجناح العسكري للحركة، مع وجود عدة أسباب أخرى لإنهاء العلاقة بينهما، أهمها انخراط تركيا وقطر في ما يجري بقطاع غزة، حيث يعتبر دحلان عدوا لدودا لجماعة الإخوان المسلمين العالمية التي تنتمي إليها القيادات السياسية في تركيا وقطر".
وأضاف أن "تقارب فتح وحماس أثار غضب دحلان، العدو اللدود لعباس، ولم يمنح تيار دحلان مكانة كغيره من الفصائل في غزة، بوجود ممثلين له في هيئة مسيرات العودة، مع العلم أنه قبل ثلاث سنوات وقع دحلان برعاية مصرية في القاهرة سلسلة اتفاقات للتعاون السياسي والاقتصادي مع يحيى السنوار زعيم حماس في غزة، ولم تتحقق التفاهمات في النهاية بسبب معارضة السلطة، واستئناف محادثات المصالحة مع حماس".
اقرأ أيضا: تيار دحلان يؤيد الإمارات بعد اتفاق "التطبيع".. وحماس تعلق
وأوضح أن "دحلان أصبح رجل أعمال دوليا وثريا للغاية، وضخ أموالا طائلة في مشاريع بغزة بالتنسيق مع حماس، ما عزز علاقاته بها، وحسّن مكانته الاجتماعية والسياسية، وأعلن أنه ينوي الترشح للانتخابات البرلمانية والرئاسية، كونه يحظى بشعبية كبيرة في غزة، وفي السنوات الأخيرة، وبفضل ثروته الكبيرة، أنشأ بؤر أسلحة في مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية، حتى يتمكن من العمل مرة أخرى دون خوف من الموالين لعباس".
وأضاف أن "اتفاقية التطبيع بين الإمارات وإسرائيل شكلت ضغوطا كبيرة على قيادات فتح لمواجهة مستقبل خلافة عباس، حيث يعمل دحلان مستشارا لابن زايد، ونقلا عن موقع دار الحياة فإن دحلان قام بزيارة سرية للقدس في يونيو، والتقى مع نشطاء فتح وأكاديميين وأعضاء في المجلس التشريعي، ووعدهم بمحاربة فساد السلطة الفلسطينية، وانتقد عباس بشدة، وأشاد بدور الإمارات في المنطقة".
وقدر أن "دحلان قد يتمكن من العودة للمناطق الفلسطينية، والترشح لرئاسة السلطة، بحيث يشق طريقه حتى اللحظة المناسبة عندما يقترب موعد تقاعد عباس، ثم ينضم إلى مركزية فتح، ويستولي عليها بمساعدة مروان البرغوثي المعتقل في السجن الإسرائيلي، ويزعم شركاؤه وجود أعضاء آخرين في اللجنة المركزية لفتح موالين له، ويخشون من احتمال أن يتولى أمين سر فتح جبريل الرجوب قيادة الحركة والسلطة الفلسطينية".
وأكد أن "دحلان يحظى بدعم مصر والأردن والسعودية والإمارات والبحرين، كما أن الدعم الأمريكي والإسرائيلي له يعزز فرصه في أن يصبح الرئيس المقبل للسلطة، لكن عباس ليس في عجلة من أمره للاستقالة، بحسب مسؤولين كبار في فتح، وهو عاقد العزم على القتال بكل قوته ضد عودة دحلان للمناطق الفلسطينية، بزعم أنه "عميل أمريكي-إسرائيلي-إماراتي" طرد من فتح بسبب الفساد".
وختم بالقول إن "المزاج السائد في الضفة الغربية أن اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل جاء نتيجة فشل كبير لاستراتيجية القيادة الفلسطينية بقيادة عباس، وأن الوقت قد حان لإنهاء ولايته، حيث تحتاج السلطة الفلسطينية لاستعادة سريعة لوضعها الإقليمي والدولي، ويحتاج الفلسطينيون لقيادة شابة براغماتية وقوية، يمكنها أن تحقق لهم إنجازات سياسية".