صحافة إسرائيلية

جنرال إسرائيلي: تسهيلات غزة يجب ربطها بمصير جنودنا الأسرى

بحسب تقدير الجنرال الإسرائيلي فإن الأزمة بغزة تشكل تحديا استراتيجيا لحماس- أرشيفية
بحسب تقدير الجنرال الإسرائيلي فإن الأزمة بغزة تشكل تحديا استراتيجيا لحماس- أرشيفية

قال جنرال إسرائيلي إن "حركة حماس التي تدير قطاع غزة، أمامها فرصة ملء الفراغ الذي ستخلقه السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة"، داعيا إلى ربط ما أسماها "التسهيلات الممنوحة لغزة، بمصير الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى الحركة".


وأوضح ميخائيل ميلشتاين رئيس "منتدى الدراسات الفلسطينية" التابع لمركز موشيه دايان بجامعة "تل أبيب" العبرية، في مقال له بصحيفة "معاريف" العبرية، أن "الأسابيع الأخيرة تعكس ظاهرا "مجدا استراتيجيا"، من ناحية حماس في غزة".


وأضاف: "لقد نجت من أزمة كورونا مع أقل من مئة مريض وحالة وفاة واحدة في القطاع، وهي تنظر من الجانب إلى أزمة الضم التي ترافق ضعف السلطة؛ وهي عملية من شـأنها على مدى الزمن أن توفر لحماس فرصة "لملء الفراغ" الذي سيخلفه وراءه الحكم في رام الله".


ولفت ميلشتاين، وهو الرئيس السابق لدائرة الشعبة الفلسطينية في جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، إلى أن "الأزمة المدنية في غزة، تشكل تحديا استراتيجيا لحماس (تدير الحركة القطاع منذ 2007) منذ عقد ونصف".

 

عوائق جديدة


وذكر أنه "بين تحديات فيروس كورونا والضم، أن حماس تصطدم بعوائق أعلى مما وقفت أمامها قبل بضعة أشهر فقط؛ فوقف التنسيق المدني مع إسرائيل، يؤدي إلى المس أيضا بنسيج الحياة لسكان القطاع، وخاصة في قدرتهم على التحرك، كما أن السلطة قلصت المساعدات أكثر فأكثر (المحدودة أصلا) التي تمنحها لغزة، والمال القطري تأخر".

 

اقرأ أيضا: حملة إسرائيلية لمنع إبرام صفقة تبادل أسرى


ونوه الجنرال، أن "الارتفاع في مستوى شد الأعصاب في القطاع، يعطي منذ الآن مؤشراته على المستوى الأمني، الذي تميز بهدوء نسبي في خلال أزمة كورونا؛ فهناك تنقيط للبالونات المتفجرة، إطلاق صاروخ جر غارة عسكرية إسرائيلية لأول مرة منذ أربعة أشهر، وحديث عن استئناف مسيرات العودة في الزمن القريب".


وعلى خلفية كل هذا، "تتدحرج إلى بوابة حماس معضلة عسيرة بشأن الرد على الضم؛ هل عليها أن تنضم إلى الكفاح الذي قد ينشأ، بل وأن تقف على رأسه؟ أم تمتنع عن تعريض القطاع للخطر في تصعيد قد يكون ثمنه باهظا؟".


وتابع: "حاليا، يبدو أن حماس تتبنى استراتيجية السلطة؛ طالما لم تجر إسرائيل تغييرا حقيقيا على الأرض، فهي لن تعمل على خطوات مفرطة، ولكنها ستنظر في إمكانية رفع المستوى وفقا لعمق الضم"، مضيفا أنه "مثلما في الضفة الغربية؛ التي تحاول النهوض من الضرر الاقتصادي العميق في أعقاب أزمة كورونا، فإنه هكذا في غزة".

 

مواجهة في جبهتين 


وقدر ميلشتاين، أن من "شأن التصعيد أن يتطور قبل الضم، وربما لم يتحقق أو يتأخر؛ والكثير من هذا سيكون منوطا بالواقع المدني وباستعداد تل أبيب للدفع إلى الأمام بتسهيلات مدنية تجاه القطاع".


ورأى أنه "في الوقت الحالي سيكون من الصواب تحقيقها (تسهيلات لغزة)، كي لا نعلق في مواجهة في جبهتين فلسطينيتين، وبالتوازي اشتراطها بتنازلات من جانب حماس، ولا سيما في الموضوع عظيم الأهمية المتعلق بجنودنا الأسرى لديها".


وأدى الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ نحو 14 عاما، إلى تردي الأوضاع الإنسانية والمعيشية، وزيادة معاناة أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في القطاع؛ ومما فاقم تلك المعاناة، امتناع السلطة عن دفع رواتب الموظفين، وتأخر وصول المنحة القطرية، وفقدان الكثير لفرص عملهم بسبب أزمة كورونا.


يشار هنا إلى أن "كتائب القسام" الجناح المسلح لـ"حماس"، أعلنت في 20 تموز/ يوليو 2014، أنها أسرت الجندي الإسرائيلي آرون شاؤول خلال الحرب، في حين كشف الاحتلال في مطلع آب/ أغسطس 2015، عن فقدانه الاتصال بالضابط الإسرائيلي هدار غولدن في رفح، جنوب القطاع.


وفي تموز/ يوليو 2015 كشف الاحتلال عن اختفاء الجندي أبراهام منغستو، بعد تسلله عبر السياج الأمني إلى شمال قطاع غزة، وهو جندي في حرس الحدود من أصول إثيوبية، فر إلى غزة في السابع من أيلول/ سبتمبر 2014، إضافة إلى جندي آخر من أصول بدوية يدعى هشام السيد، كان قد فقد على حدود غزة بداية عام 2016.


وترفض "كتائب القسام" الكشف عن عدد أو مصير الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها، وتشترط من أجل البدء في مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي لعقد صفقة تبادل جديد للأسرى، إفراج الاحتلال عن كافة الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار (صفقة جلعاد شاليط) ممن أعاد الاحتلال اعتقالهم مرة أخرى.

التعليقات (0)