سياسة عربية

معارض مصري: مرسي دفع حياته ثمنا لمحاولة إنقاذ البلاد

المعارض المصري محمد شريف كامل قال إن "مرسي جعل تحويل مصر لدولة مُنتجة هدفه الأول"- عربي21
المعارض المصري محمد شريف كامل قال إن "مرسي جعل تحويل مصر لدولة مُنتجة هدفه الأول"- عربي21

قال المعارض المصري والناشط السياسي، محمد شريف كامل، إن "الرئيس الراحل محمد مرسي دفع حياته ثمنا لمحاولة إنقاذ مصر، وتحقيق أحلام ثورة يناير"، لافتا إلى أنه "لم يُسمح له بحكم مصر بالمعنى المتعارف عليه، وبالتالي مهما حاولنا أن نكون موضوعيين في تقييم فترة حكمه فلن نحقق الموضوعية الكاملة؛ لأن المسببات والعوائق ستقضي على الموضوعية المنشودة".

وأشار، في تصريحات لـ"عربي21"، إلى أن "الشعب المصري نجح من خلال انتخاب مرسي في اختبار الديمقراطية، وفي إعلاء الهدف الأسمى على الحزبية، وقد نجح الرئيس مرسي في العديد من الأمور، أهمها مخاطبة كل فئات الشعب، والإفصاح عن علمه وإحساسه بكل تفاصيل احتياجاتهم المهنية والمعيشية، وحرصه على تحقيقها".

ونوه كامل إلى أن "مرسي جعل تحويل مصر لدولة مُنتجة هدفه الأول، ولا ننسى مقولته (لازم ننتج غذاءنا، ودواءنا، وسلاحنا)، وأدرَك من خلال ذلك أن الإنتاج لا يتحقق إلا برعاية المُنتج، فبدأ بتشجيعه على الإنتاج".

 

اقرأ أيضا: حقوقي فرنسي: التواطؤ الدولي حال دون محاكمة قتلة "مرسي"

وتابع: "لقد شجع مرسي المزارع على إنتاج القمح وتوريده، وتم إعفاء المزارعين من الديون المستحقة عليهم، وقام برفع الحد الأدنى للأجور، ما يثبت إدراكه بأن أول أدوات الإنتاج هي الأيدي العاملة أو الثروة البشرية التي من دونها لن يكون هناك إنتاج ولا نهضة".

واعتبر أن من بين الإنجازات التي نجح مرسي في تحقيقها أيضا: "الوقوف بجانب المقاومة في غزة، وبجانب الثورة في سوريا، وأعاد للشعب العربي الإحساس بالانتماء والكرامة، ومحاولة فتح باب التشاور والحوار مع كافة أطياف الشعب، وبكل اتجاهاته السياسية، ووضع نصب عينيه مصلحة مصر العليا، بداية من الاهتمام بخطورة مشروع سد النهضة، ورفضه التفريط في الثروات".

وعن الإخفاقات التي وقع فيها مرسي، قال كامل، الذي شغل سابقا منصب الأمين العام للمجلس الثوري المصري: "لقد أخفقت رئاسة الدولة في عهده بترك الأجهزة السيادية في أيدي النظام السابق، وتصورت أنه بالعمل على تحقيق الخدمات الأساسية ستكسب عقول وقلوب الجماهير، وهو ما كان من المستحيلات".

وأردف: "كان من أهم إخفاقاته قناعته بإمكانية الإصلاح من الداخل، وعدم اتخاذ خطوات ثورية، والإبقاء على بعض الوزراء من بقايا النظام السابق، والإبقاء على هيكل وزارة الخارجية، والإبقاء على السفراء الذين ثبت فيما بعد أن ولائهم للدولة العميقة وليس لمصر ولا ثورتها، وعدم التدخل بشكل مباشر لإعادة هيكلة الإعلام والتخلص من ِشركات غسيل الأموال المسيطرة على الإعلام المصري".

وأكمل: "كما أنه أخفق في عدم الوقوف موقفا واضحا من بعض القوى المحسوبة على التيار الديني، ما أساء للتوجه الوطني الشامل، وقد حُسبت تلك القوى عليه وعلى الرئاسة، التي كانت فيما بعد هي الخنجر الذي طُعن به. كما أن التراجع عن الإعلان الدستوري الذي تم فيه عزل النائب العام أعطى إحساسا بالضعف، والاستسلام للدولة العميقة".

ورأى أن "الانقلاب كان مُدبرا من قبل، ولم يكن هناك سبيل لمنعه سوى تكاتف قوى الثورة، التي تخاذلت وتخلت عن الهدف الأكبر لمصالح حزبية، وهو موقف خالف الإرادة الشعبية التي ظهرت في انتخابات الرئاسة التي أوصلت مرسي لرئاسة مصر".

ونوّه كامل إلى أن "بعض النجاحات في عهد مرسي، وإن كانت محدودة، هي التي عجّلت بالانقلاب على الثورة، والإخفاقات التي أشرنا إليها كانت من أسباب سرعة نجاح الانقلاب".

وأضاف: "لا نستطيع أن نحكم على تصرفات الأمس بما توفر لدينا من معلومات لم تكن متاحة حين ذلك، وأعتقد أن أهم الإخفاقات لو عولجت مبكرا لشكّلت عاملا هاما في تعطيل أو إفشال الانقلاب، ومن أهمها تكوين شرطة وقوة حماية للرئاسة من خارج الدولة العميقة تمثل الشعب وتحمي مكتسباته، وهذا ليس خطأ مرسي، لكنه خطأ كل قوى الثورة، وكذلك جهاز الرئاسة بالكامل".

وبشان رؤيته لقرار الإخوان بخوض انتخابات الرئاسة، قال: "للحكم على هذا القرار بحيادية يجب أن ننظر للصورة حين اتخاذ القرار، حيث كان هناك انتخابات رئاسة وهناك شخصيات مرشحة لا يمكن أن يفوز أي من مرشحي الثورة من خلال انتخابات نزيهة، ولم يكن من المعقول أن تترك الساحة لأحمد شفيق للوصول للرئاسة، وإلا لما كانت الثورة ولما كانت التضحيات، وكانت مصر ستصل لما وصلت إليه في النهاية، ولكن عن طريق ديمقراطي قد يفهم منه أن تلك هي الإرادة الشعبية، وتكون الخسارة أكبر مما نحن عليه، وقد يكون المكسب الوحيد هو تقليل خسائر الإخوان ككيان وكأفراد وليس خسائر مصر".

وعن مآلات الأوضاع حال أكمل "مرسي" فترة حكمه، أضاف: "وفق ما نعرفه اليوم، فلم يكن من الممكن أن يتحقق الكثير ما دامت قوى الثورة المضادة متحكمة، وما دام الفساد هو المسيطر على أجهزة الحكم والإعلام والشرطة ووزارة الخارجية. أما أن نتصور أنه بالعمل على تحقيق الخدمات الأساسية ممكن أن تكسب عقول وقلوب الجماهير، فكان ذلك من المستحيل أن ينتج عنه أي شيء ما دامت الدولة العميقة هي المتمكنة من مفاصل الدولة والإعلام، وقادرة على إفشال كل الخطوات".

التعليقات (1)
مصري
الثلاثاء، 07-07-2020 07:13 م
صدقت كان من الممكن ان ينجو بنفسه و بالاخوان

خبر عاجل