صحافة إسرائيلية

مستشارة سابقة لنتنياهو تسخر من "العتيبة".. هذا ما قالته

رأت مستشارة نتنياهو السابقة أن "العلاقات مع الإمارات من الأفضل أن تبقى سرية"- جيتي
رأت مستشارة نتنياهو السابقة أن "العلاقات مع الإمارات من الأفضل أن تبقى سرية"- جيتي

سخرت المستشارة السابقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو، من مقالة سفير الإمارات يوسف العتيبة بصحيفة يديعوت أحرونوت قبل أيام، وقالت إننا "لسنا بحاجة للتطبيع مع حكام يعاملون النساء كمقتنيات".

وقالت كارولين كليغ، في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" وترجمته "عربي21"، إن الإمارات لا تسدي لإسرائيل معروفا، عندما تتعاون معنا، وتعتبر الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا، بل لأننا الطرف الأقوى في المنطقة".

وفي المقابل رأت أن العلاقات السرية لإسرائيل مع الإمارات، من "الأفضل أن يبقى التطبيع فيها سريا"، مشيرة إلى ما كان يجري مع الأردن سابقا، قبل توقيع اتفاقية وادي عربة.

 

اقرأ أيضا: ردود غاضبة من مقال وزير إماراتي بصحيفة إسرائيلية (شاهد)

 

وكان العتيبة قال في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية وترجمته "عربي21"، إن الضم الإسرائيلي قد يشكل "انتكاسة خطيرة لتوطيد العلاقات الإسرائيلية مع الدول العربية"، مشيرا إلى أن خطط الضم تتناقض مع حديث "التطبيع"، الذي تفاخر به مسؤولون إسرائيليون بالآونة الأخيرة.

ولفت العتيبة إلى أن الإمارات ظلت لسنوات داعما ثابتا للسلام في الشرق الأوسط، وتصدرت لها مواقف مشتركة مع إسرائيل، منها وصف حزب الله اللبناني بأنه "منظمة إرهابية"، إلى جانب إدانة حركة حماس وشجب عملياتها ضد تل أبيب.

وتابع السفير الإماراتي: "أجرينا دبلوماسية هادئة وأرسلنا إشارات عامة للغاية، بإمكانية تغيير الديناميكيات"، موضحا أنه عمل مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، على خطة لتدابير بناء الثقة، من شأنها تحسين الروابط الإسرائيلية مع الدول العربية، مقابل المزيد من الحكم الذاتي والاستثمار في فلسطين.

 

وتاليا النص الكامل لمقال كارولين كليغ المستشارة السابقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، والذي نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" وترجمته "عربي21":

 

لا ينبغي لسفير الإمارات أن يهدد إسرائيل


لم يكن قرار يوسف العتيبة نشر مقال في صحيفة إسرائيلية يقصد منه الإعراب عن المشاعر الدافئة التي تكنها بلاده للإسرائيليين، بل كان ذلك بمثابة تهديد لم يحاول حتى إخفاءه.

أشادت كثير من وسائل الإعلام الإسرائيلية بقرار سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة يوسف العتيبة نشر مقال في صحيفة يديعوت احرونوت الجمعة الماضي. واعتبر المعجبون بالعتيبة في وسائل الإعلام تلك المقالة – والتي يقال إنها كانت من بنات أفكار حاييم سابان، المتبرع السخي لإسرائيل سابقا وللحزب الديمقراطي حاليا – تعبيرا عن الصداقة والروابط الودية التي تطورت ونمت بين إسرائيل والدول السنية في الخليج الفارسي على مدى العقد الماضي.


إلا أن تلك الإشادات لم تكن في محلها، حيث أن مقال العتيبة لم يكن تعبيراً عن مشاعر الود التي تكنها بلاده للشعب الإسرائيلي، بل كانت بمثابة تهديد لهم، ولم يكن في ذلك موارباً، بل لقد عبر عن تهديده بشكل صريح ومباشر.


كتب العتيبة يقول: "إن الضم {أي خطة إسرائيل لتطبيق قوانينها على مجتمعاتها التي تعيش في يهودا والسامرة وعلى غور الأردن بموجب رؤية الرئيس دونالد ترامب للسلام} لسوف يفضي على وجه التأكيد وبشكل آني ومباشر إلى إنهاء تطلعات إسرائيل نحو روابط أمنية واقتصادية وثقافية أفضل مع العالم العربي ومع دولة الإمارات العربية المتحدة".


لربما كان من عادة الناس في أبوظبي أن يبدأوا الصداقات من خلال تهديد بعضهم البعض. ولكن في إسرائيل، كما هو الحال في معظم بقاع العالم، ليست تلك هي الطريقة التي تبدأ بها الصداقات، وإنما الطريقة التي يتم بها إنهاؤها.


يطرح تهديد العتيبة بتخفيض ما بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل من روابط السؤال التالي: ما هو أساس هذه الروابط؟


هل أعلنت الإمارات العربية المتحدة حزب الله وجماعة الإخوان المسلمين منظمتين إرهابيتين خدمة لإسرائيل؟ هل تعاونت الإمارات العربية المتحدة مع إسرائيل ضد إيران من باب الإشفاق على اليهود المساكين ورغبة في مساعدتهم؟ هل دعموا إسرائيل ضد حماس خلال عملية الجرف الصامد عام 2014 لما في قلوبهم من طيبة؟


بالطبع لا.


كل روابط التعاون بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة التي تطورت خلال السنوات الأخيرة كانت نتيجة مصالح مشتركة. بدأت الحكومتان في العمل مع بعضهما البعض لأن في ذلك منفعة لهما جميعا، فلا أحد هنا يسدي معروفاً للآخر. وبمناسبة ذكر المعروف، فإن الجانب الأقوى في هذه الشراكة هي إسرائيل. فالاقتصاد الإسرائيلي أقوى بكثير من الاقتصاديات النفطية في دول الخليج الفارسي. فمن ذا الذي يظن العتيبة أنه يخوفه بتهديداته بينما يُباع برميل النفط الآن بسبعة وثلاثين دولاراً؟


يسلط المقال الكريه الذي نشره العتيبة الضوء على حاجة إسرائيل لأن تبدأ في الموازنة بين الإيجابيات والسلبيات من تطبيع العلاقات مع الدول العربية. فما هي الفوائد التي تجنيها إسرائيل من إقامة علاقات مفتوحة مع تلك الدول؟ السياحة؟ هل لإسرائيل مصلحة في ذلك؟


هل ترغب إسرائيل في رؤية السياح من منطقة الخليج الفارسي ينسابون إلى داخل القدس؟ كم من الإسرائيليين لم يبرحوا ينتظرون على أحر من الجمر لحجز عطلة في الرياض أو في أبوظبي؟ هل إقامة علاقات ثقافية مع أنظمة تعامل النساء كالمتاع مصلحة إسرائيلية ملحة؟


تمتعت إسرائيل مع الأردن بعلاقات مستقرة، أمنياً واقتصادياً، بل وفي مجالات أخرى، لعدة أجيال قبل أن يوقع البلدان معاهدة سلام بينهما في 1994. ونظراً لأن تلك العلاقات كانت شبه سرية وغير رسمية فقد وفر لها ذلك وقاية من عواصف الأحداث الجارية. لقد عمل الهاشميون مع إسرائيل في أوقات الحرب والاضطرابات الكبرى دون الخوف من ردود أفعال جماهيرهم الكارهة لليهود لأن الروابط كانت غير رسمية وغير مرئية بالمجمل. أما اليوم، فكل حادث شغب ينشب فوق جبل الهيكل يكاد أن يهدد بقطع العلاقات الثنائية.


سوف يكون من المبالغة الزعم بأن علاقات إسرائيل بالأردن تضررت بسبب معاهدة السلام بين البلدين. ولكن ما من شك في أنه من وجهة النظر الإسرائيلية هناك سلبيات كثيرة للاحتفاظ بعلاقات رسمية "طبيعية" مع أنظمة لا تشاطرها نفس القيم.


يقول العتيبة في مقاله البلطجي إن على إسرائيل أن تختار واحداً من خيارين لا ثالث لهما: إما أن تطبع علاقاتها مع دول الخليج أو تطبع علاقاتها مع مواطنيها.


وذلك هو صلب الموضوع.


تدعم رؤية الرئيس ترامب للسلام سيادة إسرائيل على مناطق داخل يهودا والسامرة، وتعلن فعلياً أنه حان وقت تطبيق القانون الإسرائيلي على المجتمعات الإسرائيلية داخل يهودا والسامرة وعلى غور الأردن. والنتيجة المباشرة لتطبيق القانون الإسرائيلي على هذه المناطق هو أن الحكومة العسكرية وإدارتها المدنية، والتي حكمت بموجبها هذه المناطق على مدى ثلاثة وخمسين عاماً مضت، سوف تستبدل بالوزارات والمسؤولين الحكوميين. وعلى النقيض من الحكومة العسكرية وإدارتها المدنية، سوف تكون تلك الوزارات وكذلك الموظفون العاملون فيها تحت طائلة المسؤولية والمحاسبة من قبل زعماء إسرائيل المنتخبين الذين يحكمون بموجب شريعة إسرائيل القانونية الليبرالية.


منذ عام 1967 وحتى عام 1981، ظل المواطنون الإسرائيليون الذين كانوا يعيشون داخل مرتفعات الجولان تدار شؤونهم من قبل الحكومة العسكرية وإدارتها المدنية. وعندما طبقت إسرائيل قانونها على مرتفعات الجولان في عام 1981 وألغت الحكومة العسكرية فقد أنهت بذلك ما كان قائماً من عدم مساواة بين سكان الجولان والمواطنين الذين كانوا يخضعون للقانون الإسرائيلي. إن الغاية من رؤية ترامب، والتي تشتمل على خطة السيادة، هي تطبيع وضع نصف مليون إسرائيلي يخضعون لحكومة عسكرية غير منتخبة ولإدارتها المدنية في يهودا والسامرة.


وحتى لو كان يُحكم على خطة السيادة من ناحية مساهمتها في تعزيز الحقوق المدنية داخل إسرائيل، فإن الفوائد التي تجنيها إسرائيل من تطبيقها تفوق المكاسب التي تحققها من تطبيع علاقاتها بالدول السنية – وخاصة تلك التي تهددها.


لا يوجد لدى الإسرائيليين ما يجعلهم يردون على رسالة العتيبة المهددة لهم بأي شيء سوى التعبير عن الضيق والانزعاج. إن فوائد السيادة عظيمة، وينبغي على رئيس الوزراء بنجامين نتنياهو مقاومة الضغوط والتحرك قدماً نحو تطبيق القانون الإسرائيلي في يهودا والسامرة كما هو منصوص عليه في خطة السلام التي قدمها رئيس الولايات المتحدة.

التعليقات (0)