هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف السفير الإسرائيلي السابق لدى القاهرة، إسحاق ليفانون، أن السلطة الفلسطينية، وافقت على ضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة بـ"التوافق"، معربا عن خشيته من فقدان الأغلبية اليهودية في "إسرائيل" في حال تنفيذ خطة الضم.
واستدل ليفانون في مقاله بصحيفة "معاريف" بدولة لبنان كنموذج على بلاد "تحولت فيها الأغلبية إلى أقلية، والحلم التاريخي لهذه الأغلبية تبدد، وتفككت مؤسسات البلاد، وذلك حدث بسبب ضم أراض وسكان باسم أيديولوجيا فئوية".
وذكر أنه "بعد الحرب العالمية الأولى، كانت حدود لبنان هي جبل لبنان ومدينة بيروت، تسكنها أغلبية مسيحية، ولكن المصالح الضيقة، التطلع للتوسع الإقليمي على حساب الآخرين والاعتماد على قوة عظمى عالمية في حينه، فرنسا، أدت بالمسيحيين لتوسيع حدود دولتهم شمالا حتى طرابلس، وجنوبا حتى صور، إلى مناطق مأهولة بأغلبية إسلامية".
وفي الأول من أيلول/سبتمبر 1920، أعلن المندوب الفرنسي السامي الأول لسوريا ولبنان، الجنرال آنري غورو، عن "إقامة لبنان الكبير، الذي هو لبنان اليوم، وفي حالة من النشوة يصعب إخفاؤها، فرح المسيحيون بإنجازهم التاريخي".
اقرأ أيضا: خلافات بين نتنياهو وشركائه في الحكومة حول مخطط الضم
صحيفة الجالية اليهودية في لبنان في حينه، "العالم الإسرائيلي"، رحبت بهذه "الخطوة التاريخية، وتمنى الكاردينال اللبناني اغناسيو مبارك، لليهود أن يحققوا تطلعهم التاريخي في فلسطين، مثلما فعلوا هم ذلك في دولة الأرز، وكل هذا حصل قبل 100 عام".
وأضاف: "لقد عمل الزمن ضد مصالح المسيحيين، ضم الأراضي من طرف واحد الذي كان في صالحهم، تسبب بفقدانهم الأغلبية في لبنان، وأصبحوا أقلية في بحر من المسلمين، وتبدد حلمهم منذ زمن، وهم يعيشون حرب بقاء، وأنا لا أريد مصيرا مشابها عندنا".
واعتبر ليفانون، "تنفيذ الضم من طرف واحد، هو أخذ بلا إذن، وهذا شجب بخلاف الضم الذي بالتوافق"، موضحا أنه "في إحدى وجبات الغداء مع الرئيس الراحل حسني مبارك في قصره بالقاهرة، مع هيلاري كلينتون، ومحمود عباس (رئيس السلطة) ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، توجه إليّ صائب عريقات بنبرة غضب، وقال: ما الذي تريدونه منا؟ فقد وافقنا على أن تبقى المستوطنات الكبرى معكم في إطار تبادل الأراضي".
وتابع: "بمعنى أن هذا ضم بالتوافق، فهو سيكون جزءا من التسوية مع الفلسطينيين وبموافقتهم"، ومعلقا: "ليس كحالات الضم التي يجري الحديث عنها اليوم، والتي تستمد شرعيتها من وعد قوة عظمى عليا وصفقة قرن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
ونوه أن الجنرال غورو، كان "مندوب قوة عظمى عليا في حينه، وعد بتوسع إقليمي للمسيحيين في لبنان".
ولفت إلى أنه "قبل اتخاذ القرارات المصيرية والتي لا رجعة عنها، يجب النظر إلى ما سيكون عليه الحال، بعد 100 سنة والتعلم من الدرس اللبناني، فلقد جرى الحديث كثيرا عن الآثار الأمنية للضم على أمننا القومي، عن الفرصة التي لا يجب تفويتها، وكذا عن الغضب الذي سينفجر في العالم العربي".
وشدد السفير، على أن "كل هذه اعتبارات سياسية هامة، ولكن يفوقها جميعا اعتبار فقدان الأغلبية اليهودية على مدى السنين، وكذا إعلان الاستقلال لإقامة دولة يهودية في إسرائيل".
اقرأ أيضا: إسرائيل تستعد لمواجهة سيناريوهات متعددة بسبب "الضم"