صحافة إسرائيلية

صحيفة: تل أبيب تتبع "زعرنة دبلوماسية" مع وزير ألماني

ذكرت "هآرتس" أن حكومة نتنياهو تنظر لزيارة ماس وموقف ألمانيا على أنه "فيروس خطير"- جيتي
ذكرت "هآرتس" أن حكومة نتنياهو تنظر لزيارة ماس وموقف ألمانيا على أنه "فيروس خطير"- جيتي

استهجنت صحيفة "هآرتس" العبرية، ما أسمته "نهج الزعرنة الدبلوماسية"، الذي تتبعه تل أبيب في تعاملها مع زيارة وزير الخارجية الألماني هايكو ماس.


وقالت الصحيفة في افتتاحيتها الأربعاء، إن "وزير الخارجية الألماني لم يزر السلطة الفلسطينية"، مشيرة إلى أن "إسرائيل قررت تجنيد فيروس كورونا لمساعيها السياسية، وأبلغت وزارة الخارجية الألمانية، بأنه في حال زار ماس السلطة، فإنه سيمكث في الحجر الصحي بإسرائيل لمدة أسبوعين".


وأكدت الصحيفة أنه "لو كان الأمر يتعلق بوزير الخارجية الأمريكي، لما كان هذا القيد ينطبق عليه، ولا حتى على المستوطنين والجنود والضباط الذين يزورون مناطق السلطة كل ليلة".


وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة الإسرائيلية تنظر إلى زيارة ماس وموقف ألمانيا بشكل عام، على أنه "فيروس خطير آخر، يستوجب اتباع الزعرنة الدبلوماسية ضده"، موضحة أن "برلين تعارض بشدة ضم مناطق في الضفة الغربية".


وتابعت: "ألمانيا ترى أن الضم يمس بالاستقرار بالشرق الأوسط، ويبطل كل فرصة للمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين"، منوهة إلى أن برلين ليست الوحيدة التي تتبنى هذا الموقف، فمعظم دول الاتحاد الأوروبي أعربت عن معارضتها للخطوة الإسرائيلية، بل وتهدد باتخاذ خطوات عقابية بحال تنفيذ الضم.


اقرأ أيضا: قلق إسرائيلي يسبق زيارة وزير خارجية ألمانيا بسبب "الضم"


وذكرت الصحيفة أن موقف ألمانيا له أهمية "زائدة"، بسبب منظومة العلاقات الأمنية والاقتصادية الوثيقة التي تقيمها مع تل أبيب، إلى جانب ترأسها المقبل للاتحاد الأوروبي بداية تموز/ يوليو، إضافة إلى شغلها لمنصب الرئيس الدوري لمجلس الأمن.


وأوضحت أن ألمانيا تشدد على أن إقامة المستوطنات والضم بالضفة يخرقان القانون الدولي.


ونبهت أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو "يفضل تبني الموقف الأمريكي، الذي منحه الشرعية لتنفيذ الضم، ولا يرى في المستوطنات خرقا للقانون الدولي، وعلى الطريق يتجاهل الشرط الأمريكي، ألا يقف الضم بحد ذاته بل أن يكون جزءا من صفقة شاملة".


ورأت الصحيفة أن "اهتمام نتنياهو لا ينصب على الخلاف بين الولايات المتحدة وأوروبا، أو على مصير علاقات إسرائيل مع دول العالم، فهو ملزم بأن يسوي أولا النزاع الفكري بين جناحي حركات الاستيطان، التي تضع أمامه معضلة محملة؛ فهل سيضم في إطار خطة ترامب، التي تتضمن إقامة دولة فلسطينية؟ أم لا يضم ويرفض خطة ترامب، كي لا يذكر اسم الدولة الفلسطينية؟".


ونبهت أن "أمن إسرائيل، واستقرار المنطقة، وعلاقات إسرائيل مع دول العالم ومصير الجمهور الإسرائيلي، كل ذلك متعلق الآن بنتيجة منافسة إنزال الأيدي بين عصابات سالبي الأراضي، وبينهم وبين أنفسهم، وبينهم وبين رئيس الوزراء"، مضيفة: "هذا عبث لا يمكن قبوله"، وفق قولها.


وأكدت "هآرتس"، أن "نتنياهو مطالب بأن يكرس معظم إنصاته لوزير الخارجية الألماني الذي يرى أمام ناظريه مصالح إسرائيل، وليس لعصبة خارقي القانون الذين يرون في إسرائيل ملكا خاصا بهم".

التعليقات (0)