هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تثار التساؤلات حول توقيت زيارة وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، لإدلب، كأول مسؤول رفيع المستوى يقوم بجولة في أراض سورية، تحفها المخاطر الأمنية.
وأمس الأحد، أجرى صويلو، جولة في مخيمات النازحين التي أنشاتها "أفاد" والمنظمات غير الحكومية، على حدود هاتاي، واستمع لمعاناة السوريين الإنسانية.
لماذا الآن؟
وتعليقا على زيارة صويلو لمناطق سورية، أكد الباحث في الشأن التركي، طه عودة أوغلو، أنها طرحت علامات استفهام حول توقيتها، على الرغم من صمود الهدنة التي أعقبت العملية العسكرية التي قام بها النظام السوري بدعم روسي للاستيلاء على أجزاء واسعة من ريف إدلب الجنوبي في شباط/ فبراير الماضي.
وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أن الزيارة تأتي في إطار القلق التركي من احتمال انهيار الهدنة في إدلب بالتزامن مع السباق التركي الروسي على الساحة الليبية.
وأشار إلى أنها رسالة واضحة من أنقرة (زيارة مسؤول تركي كبير)، لإدلب بأن أي تحرك من قبل النظام، سيتبعه رد من الجيش التركي، لا سيما أن أنقرة تقع حاليا تحت ضغط النازحين، الذين هجروا خلال الحملة الأخيرة للنظام، والذين وعدت أنقرة بإعادتهم إلى مناطقهم.
أول وزير تركي.. وأرفع مسؤول
بدورها ذكرت صحيفة "خبر ترك"، في تقرير ترجمته "عربي21"، أن صويلو، هو أول وزير تركي يدخل الأراضي السورية منذ عام 2011، عندما بدأت الحرب الأهلية.
وأشارت إلى أنه بصرف النظر عن زيارات مسؤولين روس وإيرانيين للعاصمة دمشق، فإنه يمكن القول إن صويلو يعد المسؤول الوحيد على مستوى وزاري في العالم يزور الشمال السوري، لافتة إلى أن ممثلي الولايات المتحدة في آذار/ مارس الماضي، لم يتجاوزوا لوحة "باب الهوى".
لم تكن مخططة
وكشفت الصحيفة التركية، أن زيارة صويلو إلى إدلب لم تكن مخططة، لافتة إلى أن الوزير التركي، كان في اجتماع في ولاية هاتاي، بشان الوضع الإنساني، وأن قراره الآني كان مفاجئا للجميع، الذين حذروه من المخاطر الأمنية.
وأضافت أن الوزير التركي، لم يقتنع لتلك التحذيرات التي جاءت بعد هجمات على قوات تركية في إدلب، بالإضافة إلى تواجد عناصر الوحدات الكردية المسلحة على بعد 9 كيلومترات، والنظام السوري على بعد 11 كيلومترا من المنطقة التي زارها.
اقرأ أيضا: وزير الداخلية التركي بإدلب لهذا السبب.. ويعلّق (شاهد)
ووفقا للمعلومات التي حصلت عليها الصحيفة، فإن صويلو رد: "بما أن الأوضاع الأمنية صعبة، فمن واجبنا رؤية ذلك ميدانيا".
وأشارت إلى أن البعد الإنساني كان الحافز الأكبر لصويلو لزيارة المنطقة التي تشهد مأساة حقيقية.
رسالة الزيارة.. هل يعلم أردوغان؟
وأوضحت الصحيفة، أن رسالة الوزير التركي كانت، أن بلاده تعتبر المأساة الإنسانية بإدلب قضية داخلية لها، وأنها لن تتخلى عن النازحين.
ولفتت إلى أن وزير الداخلية التركي، أبلغ الرئيس رجب طيب أردوغان، أثناء جولته في إدلب (في إشارة إلى أنه لم يكن لديه علم بالزيارة).
وأضافت أن صويلو، قال إن "الوضع الإنساني بإدلب عار على العالم، و80 بالمئة من المدنيين الذين يعيشون في المخيمات هم نساء وأطفال، ولدينا مسؤوليات تجاههم".
ونقلت الصحيفة عن صويلو، أن الضغط يزداد على الحدود التركية من الجنوب، وقال: "نحاول ونكافح من أجل حل هذه المسألة، بإبقائها خارج حدودنا".
زيارات مرتقبة
وأشارت إلى أن زيارة الوزير التركي لإدلب، تمهد لمثيلاتها بمناطق العمليات التركية في "درع الفرات" و"غصن الزيتون" و"نبع السلام" في الشمال السوري.
ولفتت الصحيفة، إلى أن إدارة استراتيجيات الأمن الداخلي التابعة لوزارة الداخلية التركية، أعدت مؤخرا دراسة ميدانية تصف الحالة الإنسانية في سوريا وتحدد خريطة الطريق الأمنية وفق ذلك.
اقرأ أيضا: وزير تركي يزور مناطق المعارضة شمال سوريا (صور)
وتكشف الدراسة ، التي نشرت بعنوان "الأمن البشري في مناطق عمليات درع الفرات وغصن الزيتون" ، أن أعمال البناء في تلك المناطق، تكتسب أهمية سياسية وثقافية، وأن التطورات الأمنية في سوريا تؤثر على الأمن القومي التركي.