صحافة دولية

NYT: هؤلاء الزعماء الجمهوريون ليسوا من مؤيدي ترامب

هل يخسر ترامب بعض الأصوات من داخل حزبه؟ - جيتي
هل يخسر ترامب بعض الأصوات من داخل حزبه؟ - جيتي
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن استياء زعماء الحزب الجمهوري السابقين من إدارة ترامب، وهو ما يتجلى في رفضهم إعادة انتخابه رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الرئيس السابق جورج دبليو بوش والسيناتور ميت رومني لن يدعما إعادة انتخاب ترامب، بينما يفكر مسؤولو الحزب الجمهوري في التصويت لجو بايدن. ولكن الدافع الوحيد الذي جعل كبار الجمهوريين يساندون دونالد ترامب في انتخابات 2016 هو أنهم كانوا يستبعدون احتمال فوزه، ناهيك عن أنه لم يكن يمثل تهديدا لأجندتهم المحافظة.

ولكن الحملة الانتخابية لسنة 2020 مختلفة، فمعارضة الجمهوريين للرئيس الحالي الذي ينتمي للحزبهم يعني تعريض أولويات السياسة للخطر، وفي هذه الحالة تعيين قضاة محافظين ودعم قطاع الأعمال وخفض الضرائب، بالإضافة إلى تحمّل الغضب الشديد لترامب.

وذكرت الصحيفة أن أبرز القادة الجمهوريين لا يدعمون إعادة انتخاب ترامب، أو ربما ينوون التصويت لجوزيف بايدن جونيور، المرشح الديمقراطي المفترض، وذلك بسبب موقف ترامب من الاحتجاجات المنددة بوحشية الشرطة، واستجابته الفاشلة لجائحة كورونا، وذلك حسب ما أكده أشخاص تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم.

وأوردت الصحيفة أن الأشخاص المطلعين على طريقة تفكير السياسيين أشاروا إلى أن الرئيس السابق جورج دبليو بوش لن يؤيد إعادة انتخاب ترامب، وجيب بوش لا زال مترددا، بينما لن يدعم السيناتور ميت رومني ترامب. ومن شبه المؤكد أن سيندي ماكين، أرملة السيناتور جون ماكين، ستدعم بايدن لكنها غير متأكدة من مدى علنية موقفها لأن أحد أبنائها يتطلع إلى الترشح لمنصب الرئاسة، علما بأنهم لم يصوتوا لصالح ترامب في 2016.

تسارعت التصريحات العلنية لمعارضة ترامب في أجزاء من الحزب الجمهوري والمؤسسة العسكرية في الأيام الأخيرة، وذلك على خلفية دعواته المتكررة إلى تقييد المحتجين جسديا و"السيطرة عليهم"، وأمر إدارته بإخلاء الشوارع خارج البيت الأبيض حتى يتمكن من الخروج لالتقاط صورة فوتوغرافية. لقد أقنع سلوكه بعض القادة أنه لم يعد بإمكانهم البقاء صامتين.

ونقلت الصحيفة عن وليام ماكرافين، أميرال البحرية المتقاعد الذي قاد الغارة التي قتلت أسامة بن لادن، قوله إن: "لقد حان الوقت لقيادة جديدة في هذا البلد، جمهوريا كان أم ديمقراطيا أو مستقلا. وقد أظهر الرئيس ترامب أنه يفتقر للصفات اللازمة ليكون القائد الأعلى للقوات المسلحة".

وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب فاز بالانتخابات في سنة 2016، رغم عدم مساندة الجمهوريين والضباط المتقاعدين العسكريين له. في المقابل، إن المسؤولين الحاليين المنتخبين الذين ينتمون إلى الحزب الجمهوري يدعمون علنًا السيد ترامب. ومن بين مؤيديه الثابتين ميتش ماكونيل، زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، وخصوم سابقون مثل السيناتور تيد كروز وليندسي غراهام. وتشير استطلاعات الرأي الحالية إلى أن أعضاء الحزب الجمهوري يساندون ترامب على الرغم من أن ذلك يعود جزئيًا إلى أن بعض الجمهوريين المعارضين لترامب أصبحوا ينحازون إلى المرشحين المستقلين.

في مقابلة له، قال الأميرال جوزيف ماغواير إن "جيم ماتيس، ومايك مولن، ومارتي ديمبسي، كلهم أصدقاء جيدون، وأنا أحترمهم جيدا وأشاطرهم نفس وجهات النظر". ومن جهته، رفض كولن باول وكونداليزا رايز، اللذان شغل كلاهما منصب وزير الخارجية في عهد جورج بوش، التصريح عن نواياهم في التصويت حتى الآن. في الأثناء، يتصارع عدد من المشرعين والمحافظين من الحزب الجمهوري على ما ينبغي فعله وقوله، بينما يحاولون الموازنة بين الضمير والأيديولوجيا والمخاطر التي قد يتعرضون لها هم ودوائرهم الانتخابية نتيجة التصادم مع ترامب.

وأشارت الصحيفة إلى أن النائب عن فلوريدا فرانسيس روني يفكر في دعم بايدن بشكل جزئي لأن ترامب على حد تعبيره "يدفعنا جميعا إلى الجنون"، موضحا أن تعامله مع الفيروس أدى إلى خسائر في الأرواح "كان يمكن تفاديها". وتجدر الإشارة إلى أن روني تبرع بملايين الدولارات للمرشحين الجمهوريين على مر السنين، ولم يصوت لديمقراطي منذ عقود.

وأوضحت الصحيفة أن روني لا يسعى إلى أن يُنتخب من جديد، لذلك ليس قلقا بشأن الآفاق المستقبلية للانتخابات. وقد أشار روني إلى أن تردده في التصويت لبايدن يرجع إلى عدم اليقين بشأن ما إذا كان الديمقراطيون اليساريون سيتمكنون من انتشال نائب الرئيس السابق من التيار السياسي الرئيسي، مضيفا أن "ما كان عليه بايدن دائما ليس مخيفا... والكثيرون صوتوا لترامب لأن هيلاري كلينتون لم تعجبهم. ولا أعتقد أن هذا سيحصل مع بايدن، فمن لا يحبه".

يبدو أن روني متأثر بأحد أقرب حلفاء بايدن في الكونغرس، السيناتور عن ولاية ديلاوير كريس كونز، الذي قال إن البعض من أعضاء مجلس الشيوخ ومهما كانت تعليقاتهم العامة لن يصوتوا لترامب. وفي هذا السياق، صرح كونز: "لقد أجريت خمس محادثات مع أعضاء مجلس الشيوخ الذين أخبروني أنهم يجدون صعوبة في دعم ترامب"، دون أن يذكر أسماءهم.

وأوردت الصحيفة أن أحد أعضاء مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري قال إنه يفضل فوز بايدن إذا ما حافظ الحزب الجمهوري على الأغلبية في مجلس الشيوخ، وهذا يعزى إلى انزعاجه من سلوك ترامب. ومن جهتها، قالت السيناتور السابقة عن ولاية ميسوري كلير ماكاسكيل، وهي ديمقراطية معتدلة، أنه "من السهل جدا إحصاء أولئك الذين سيصوتون بكل تأكيد لترامب".

أكدّت الصحيفة أن الأحداث الأخيرة أثبتت أن إحساس العديد من الجمهوريين الموجودين خارج السلطة بالخطر هو الذي دفعهم إلى مساندة بايدن. وفي حوار له حول كيفية دعمه لبايدن، قال السيناتور السابق المقرب من كونز، جيف فليك، إنه اتضح خلال الأسبوع الماضي أن ترامب تمسك بموقفه ولم يحاول حتى الاستعانة بأي شخص خارج دائرته الضيقة.

صرّح النائب السابق مارك سانفورد، السنة الماضية أنه سيدعم ترامب إذا فاز في ترشيحات الحزب، لكنه أصبح الآن يعتقد أن ترامب يهدد استقرار البلاد. وبالفعل، هناك العديد من الجمهوريين الذين يسعون لهزيمة ترامب، حيث تقول كوري شاك التي عملت في مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية في عهد الرئيس جورج بوش أن "هناك جهدا منظما حول كيفية جعل أصواتنا مفيدة في هذه السنة".

وأضافت شاك أن عددًا من المسؤولين الذين عملوا مع الرئيسين بوش وريغان، والذين صوت البعض منهم على لائحة ضد ترامب سنة 2016، يسعون حاليا إلى التعبير عن معارضتهم وما إذا كان هذا يتوافق مع مساندة بايدن. كما يبذل جون بي بيلينجر الثالث جهودا لحشد المزيد من الجمهوريين المناهضين لترامب ودفعهم للتعبير عن موافقهم علنًا.

ويعتقد بعض الجمهوريين أن ماتيس سهل كثيرا المهمة عليهم. ومع ذلك، من غير المحتمل أن يكون ماتيس، ولا أي مسؤول سابق آخر لترامب، قادرًا على حث بوش على إعلان معارضته لترامب. وقد صرّح فريدي فورد، الناطق باسم بوش، بأن الرئيس السابق سيبقى خارج الانتخابات ولن يتحدث إلا حول القضايا السياسة.

وفي الختام، أوضحت الصحيفة أن الرئيس السابق يمكن أن ينأى بنفسه عن الشأن الرئاسي، إلا أنه يظل مهتما بالحملات الانتخابية حيث جمع أموالا لمساندة بعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، بما في ذلك جون كورنين عن ولاية تكساس وسوزان كولينزعن ولاية مين.

 

التعليقات (0)